"وول ستريت جورنال": تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الإيراني نقطتا خلاف واسع بين واشنطن وطهران
لا تقف خسائر الحرب المستمرة في السودان منذ عامين عند دمار البنية التحتية على مختلف ساحات القتال وجبهاتها المتنازع عليها فحسب، بل طالت العقول؛ ما يضع البلاد أمام "أسوأ أزمات التعليم في العالم" وفق توصيف منظمة "اليونيسيف".
وألقت الحرب بظلالها على نحو 17 مليون طفل، وألقت بهم خارج المدارس ومؤسسات التعليم، ومنذ بدء الحرب تعطلت الدروس وضاع أكثر من عام دراسي، بل وتحولت معظم المدارس، التي نجت من الدمار، إلى مخيمات للاجئين.
وفي السودان 19 مليون تلميذ، 90 % منهم محرومون من مواصلة دراستهم بسبب استمرار الحرب والنزوح الذي طال ملايين السكان في معظم الولايات.
وبحسب "اليونيسيف" لم يتأثر الأطفال وحدهم بالحرب، بل تأثر المعلمون والمدارس وبنية التعليم في البلاد، فبعد توقف الدراسة وإغلاق المدارس، توقف صرف رواتب المعلمين، وكاد قرابة نصف مليون مدرس يتحولون وأسرهم إلى "متسولين"، بعضهم هجر مهنة التعليم واختار مهنة أو حرفة بديلة، بينما لجأ آخرون إلى بلدان الجوار وقد لا يعودون، فيما دُمرت آلاف المدراس والمنشآت التعليمية، وتحولت الآلاف منها إلى ملاجئ لإيواء النازحين.
وتشير المنظمة إلى أن هناك نحو 7 ملايين طفل كانوا خارج المدرسة بالفعل؛ لأن البلاد كانت تكافح الفقر وعدم الاستقرار، أُضيف إليهم من انتزعتهم الحرب من مدارسهم عنوةً.
ووفق المنظمة الأممية، فإن هناك 2600 مدرسة، أي نحو 13 % من إجمالي المدارس في البلاد، تُستخدم دورَ إيواء؛ ما عقَّد الجهود الرامية إلى توفير بيئات تعليمية آمنة ومستقرة.
وتقدر المنظمة الخسائر الاقتصادية الناجمة عن وقف التعلم مدى الحياة لجيل الأطفال الذين تعرضوا للحرب، بأكثر من 27 مليار دولار أمريكي، مشيرة إلى أن "عدم اتخاذ إجراءات عاجلة، سيضيع أجيالاً" وسيدفع الجيل الحالي من الأطفال إلى أسوأ أزمة تعليمية على مستوى العالم.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة فقد بلغ عدد الأطفال النازحين في السودان نحو 5 ملايين طفل، ولا يجد هؤلاء فرصا بالمدارس الحكومية، ولا يحتمل أولياء أمورهم تكاليف المدارس الخاصة الباهظة؛ ما يدفع أعدادا كبيرة من الأطفال النازحين إلى العمل لمساعدة أسرهم.
والأخطر من ذلك أن انقطاع ملايين الأطفال السودانيين عن الدراسة يضعهم فريسة سهلة للاستقطاب والتجنيد، ويؤكد مراقبون من الأمم المتحدة أنهم شاهدوا أطفالا يحملون السلاح.