الدفاع الروسية: دفاعاتنا الجوية أسقطت أمس 67 مسيرة أوكرانية

logo
العالم العربي

العراق يواجه تحديات أمنية بسبب صواريخ الميليشيات

العراق يواجه تحديات أمنية بسبب صواريخ الميليشيات
محمد شياع السودانيالمصدر: رويترز
09 أكتوبر 2024، 12:30 م

يواجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تحديات كبيرة في الملف الأمني، لا سيما عدم قدرته على إيقاف تصعيد الميليشيات العسكري ضد المصالح الأمريكية والعمق الإسرائيلي.

ويسعى السوداني عبر مزيج من الدبلوماسية والقوة للحفاظ على استقرار العراق.

وفي الوقت الذي كثف فيه رئيس الوزراء العراقي، ووزير خارجيته فؤاد حسين، اتصالاتهما مع الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لطمأنتها حول عدم رغبة العراق بأي حرب خارجية، تواصل ما يسمى بـ"فصائل المقاومة الإسلامية في العراق" هجماتها الصاروخية أو عبر الطائرات المسيرة ضد أهداف في الجولان وإيلات وتل أبيب.

ودعا السوداني المجتمع الدولي إلى "إنقاذ المنطقة من شرور حرب، لا تُبقي ولا تذر".

وخاطب من أسماهم بـ"كل الأصدقاء، وبالخصوص الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ودول الاتحاد الأوروبي"، قائلًا: "نقف على أعتاب منزلق خطير، قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي"، في إشارة لعدم رغبة الحكومة العراقية خوض أي حرب خارجية.

وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي، علي عطية، إن "دعوة السوداني للتهدئة، وتحذيره من حرب شاملة في المنطقة، جاء بعد يومين من إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين اثنين، وإصابة 24 آخرين، في أعنف هجوم تشنه الفصائل العراقية منذ نحو عام".

وأضاف عطية، لـ"إرم نيوز"، أن "خطاب السوداني يأتي من قناعته بأن ردة الفعل الإسرائيلية ستكون عنيفة تجاه العراق".

ولفت إلى أن "الميليشيات العراقية أعلنت منذ أكتوبر العام 2023 دعمها الكامل لحركة حماس والقضية الفلسطينية، وتوعدت باستهداف إسرائيل، فهي تعتبر نفسها جزءًا مما يسمى بمحور المقاومة، الذي يضم إيران وحزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن إلى جانب جماعات أخرى في سوريا".

رفض الحرب

وتجسد موقف العراق الرافض لدخول الحرب رسميًا ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، في تصريحات مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بمعرض رده على توعد المسؤول الأمني لكتائب حزب الله المعروف بـ"أبو علي العسكري"، بضرب مصادر الطاقة في المنطقة، أو ما أسماها "حرب الطاقة".

وقال الأعرجي، إن تصريحات "أبو علي العسكري" حول "إطلاق حرب الطاقة" تمثل رأيه ولا تمثل وجهة نظر الحكومة، مبينًا أن العراق يعتمد بالكامل على النفط، مستبعدًا مشاركة العراق بتقديم مساعدات عسكرية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وأشار الأعرجي إلى أن العراق "يكتفي بالدعم الإغاثي، وهو قرار متطابق حتى مع رأي المرجعية الدينية بهدف تجنب إنجرار البلاد إلى قضايا غير محسوبة".

وأعلن أن "العراق ضد الحرب واتساعها، وبعيد عن تقديم مساعدات بالجانب العسكري"، مؤكدًا أن "من مصلحتنا كعراقيين أن نتجنب التصعيد العسكري، ونترك للحكومة فرصها الكاملة للعمل الدبلوماسي، والضغط بكافة المجالات لخفض التصعيد ووقف آلة القتل والحرب"، في إشارة إلى الفصائل المسلحة التي تعمل على قصف إسرائيل خارج نطاق وموافقة الحكومة العراقية.

ورغم عدم مشاركة العراق رسميًا في صراعات مباشرة مع إسرائيل، إلا أن الميليشيات تستفيد من نفوذها الإقليمي لدعم الموقف المناهض لإسرائيل.

أخبار ذات علاقة

خبراء: "ميليشيات إيران" تجرّ العراق للحرب وسط "تحفظ" السنّة والكرد

 

180 هجومًا عسكريًا 

ونفذت الفصائل المسلحة العراقية أكثر من 180 هجومًا عسكريًا على إسرائيل، منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني العام 2023، مؤكدة استمرارها بالهجمات "ولن تتوقف".

ووسط هذا التصعيد، يقف رئيس الوزراء العراقي "عاجزًا عن تجنيب العراق ويلات الحرب المباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية"، بحسب الخبير الإستراتيجي، واثق العجيلي.

وقال العجيلي، لـ"إرم نيوز"، إن "الميليشيات تتمتع بنفوذ قوي على المستويين السياسي والأمني، وهي غالبًا مرتبطة بإيران، ما يجعلها تشكل جزءًا معقدًا من المشهد السياسي العراقي"، مؤكدًا أن قدرة السوداني على مواجهة هذه الميليشيات ووقف تصعيدها العسكري تعتمد على الدعم الدولي له.

الدعم الأمريكي

ويرى أن السوداني "يحتاج إلى دعم من الولايات المتحدة والتحالف الدولي لضمان استقرار حكومته، وتقوية مؤسسات الدولة، وهذا الدعم يمكن أن يساعده في تقليل نفوذ الميليشيات، لكنه سيواجه مقاومة داخلية من القوى المناهضة للوجود الأمريكي في ذات الوقت، لذا فإن المشهد معقد بشكل كبير".

من جهته، يرى الخبير بالشأن الإيراني، سردار خوشناو، أن "السوداني ليس له منفذًا لوقف عمليات الفصائل والميليشيات سوى الجانب الإيراني، كونه الداعم الأكبر لتلك الميليشيات".

التفاهم مع إيران

وأضاف خوشناو، لـ"إرم نيوز"، أن "مواجهة هذه الميليشيات دون وجود تفاهم مع إيران قد يزيد من تعقيد الوضع، وإذا أراد السوداني الحد من تصعيدها، سيكون عليه العمل دبلوماسيًا مع طهران".

وبين أن "أي مواجهة مباشرة مع الميليشيات قد تزعزع استقرار حكومة السوداني أو تؤدي إلى أزمة سياسية داخلية، لذا عليه الحفاظ على دعم التيارات السياسية المختلفة، بما فيها تلك المرتبطة بالميليشيات، لإقناعها بالنظر إلى مصالح العراق العليا لا المرتبطة مع دول أخرى".

وتشير مصادر مقربة من مكتب رئيس الوزراء العراقي إلى أن السوداني تواصل بشكل مكثف مع حلفاء العراق الغربيين المؤثرين في الأحداث، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بهدف إقناعهم بموقف العراق البعيد عن الحرب، وبالتالي قيامهم بالضغط على إسرائيل في حال فكرت باستهداف العراق.

وكانت تقارير دولية قد أكدت تحديد تل أبيب لـ 35 هدفًا داخل العراق، يمكن ضربها في أي لحظة، تشمل استهداف قيادات سياسية بارزة، وزعماء فصائل على غرار ما حدث في لبنان، مشيرة في الوقت ذاته، إلى طلب السوداني من شخصيات شيعية بارزة التوسط لكبح جماح الفصائل، وعدم زج العراق في الحرب بين لبنان وإسرائيل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات