مبعوث ترامب: المحادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا تنعقد الأحد المقبل في جدة
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن الحيلة التي استخدمها رئيس الموساد، دافيد برنياع، لإقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالموافقة على عملية تفجير أجهزة "البيجر" التي كانت بحوزة عناصر ميليشيا "حزب الله" اللبنانية.
وقالت إن نتنياهو شكك في قوة الجهاز، وسأل عما إذا كان سيرمي الجهاز بالقوة على الحائط في المكتب.. هل سيبقى الجهاز سليمًا أم سينكسر؟
واقترح رئيس الموساد أن يحاول نتنياهو التحقق من الأمر، فألقى نتنياهو جهاز النداء على الحائط بقوة كبيرة، وكانت النتيجة ثقب في جدار مكتب رئيس الوزراء، وفق الصحيفة.
وأكدت أن الثقب لايزال موجودًا إلى اليوم.
وتابعت: "كان السؤال المطروح هو كيفية إقناع منظمة إرهابية تعمل كجيش بشراء الأجهزة القبيحة والثقيلة والكبيرة الموجودة في السوق على وجه التحديد".
وقالت "معاريف" إن "الجواب بسيط.. إذ قدم أفراد الموساد المتخصصون أيضًا في التسويق مزايا الجهاز على أنه الأكثر موثوقية، ويمكنه استقبال الرسائل حتى تحت الماء، بحيث تم وضع الجهاز أثناء العرض داخل حوض مائي مملوء بالماء، وقالوا أيضًا إنه أقوى جهاز لا يمكن تحطيمه حتى بضربات المطرقة".
واعتبرت الصحيفة تسريبات الموساد بشأن تفجيرات "البيجر" بأنها رسالة إلى ما يسمى بـ"محور المقاومة"، المدعوم من إيران، بأنها ليست آخر أوراقه.
وقالت الصحيفة إن الجميع يتساءل كيف يمكن لإسرائيل أن تتحرك ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، لافتة إلى أن البرنامج الاستقصائي "60 دقيقة" الذي تبثه شبكة "سي إن إن" الأمريكية، سينشر مع شبكة تلفزيون سيلكوم قصة عملاء الموساد المتقاعدين حديثًا، الذين كانوا جزءًا من عملية النداء واللاسلكي ضد حزب الله.
وبينت أن قصة أجهزة النداء الآلي أكبر بكثير من الهجوم التكتيكي، فقد خلق حالة من الذعر في طهران وبيروت ودمشق وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، على حد قولها.
وأكدت "معاريف" أن الهجوم خلق معادلة جديدة، تتمثل في أن عدو إسرائيل لا يعرف من أين ومتى وكيف سيضرب.
ومن المقرر أن يتم إجراء مقابلات مع عملاء الموساد المتقاعدين لأول مرة، وسيكشفون عن تفاصيل جديدة حول العملية السرية التي امتدت على مدى 10 سنوات.
ونقلت "معاريف" عن أحد عملاء الموساد قوله، إننا عندما ننتهي من التحضير للعملية، ننتقل بالفعل للتحضير للعملية التالية.
ويأتي قرار نشر التسريبات الجديدة، بحسب "صحيفة" معاريف، لإيصال رسالة خاصة إلى رؤساء النظام في طهران والحوثيين وباقي أعضاء "محور المقاومة" الذين مازالوا منخرطين في الإرهاب، بأن إسرائيل ستصل إلى كل منهم بطريقة خلاقة من مكان لا يتوقعونه، وستدمر أيديهم في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال حياتهم.
ووصفت "معاريف" هجوم "البيجر" بأنه أحد العمليات الأكثر تعقيدًا التي نفذت في عالم الاستخبارات تمامًا، مشيرة إلى أن العالم اندهش من قدرة وإبداع وتطور عملية الموساد، على حد تعبيرها.
وبينت أن إسرائيل تمكنت من خلال عملية "البيجر" الاستراتيجية، بضغطة زر واحدة، من تعطيل ما بين خمس أو حتى ربع القوة العسكرية لميليشيا حزب الله، فيما شمل الهجوم سلسلة منسقة من الانفجارات لآلاف من أجهزة "البيجر"، ومئات من أجهزة الـ"وكي توكي" الخاصة بعناصر ميليشيا "حزب الله" في لبنان وسوريا.
وأكدت أن التفجيرات بمثابة الخطوة الافتتاحية لبداية الحرب والاغتيالات، إذ أدى الهجوم إلى مقتل ما لا يقل عن 59 شخصًا في لبنان وسوريا، منهم أربعة مدنيين، وإصابة نحو 4500 آخرين، من بينهم مئات الإصابات الخطيرة.
وفي وقت العملية، كان عدد عناصر ميليشيا حزب الله أقل بقليل من عشرين ألف مقاتل، وفق معاريف، التى أوضحت أن بداية العملية كانت مع بحث رئيس الموساد، دافيد برنياع، عن طريقة للوصول إلى عدد كبير من عناصر الميليشيا اللبنانية، وقتلهم دون مواجهة مباشرة.
لذلك جاءت فكرة أجهزة "البيجر" التي توضع في حزام البنطال، وعند قراءة رسالة مشفرة يتم تفعيلها في وقت ستقرره إسرائيل، حيث تنفجر وتصيب من يحملها فورًا، بحسب الصحيفة.
وكشفت أنه في عام 2022، بدأت الوحدة الفنية للموساد بتنفيذ العملية، من خلال تأسيس شركة تابعة للشركة المصنعة في تايوان، إذ كان يقف خلفها رجال في الموساد، لافتة إلى أنه تم إنتاج أجهزة "البيجر" داخل إسرائيل.
وكان جهاز النداء الجديد أكبر وأثقل وأقبح جهاز تم صنعه على الإطلاق في عالم النداء، وفق وصف معاريف.
وبينت أنه تم وضع مادة متفجرة داخل الأجهزة التي من المفترض أن يتم تفعيلها عند وصول رسالة مشفرة، ولقراءتها، يجب على المستخدم الضغط على زرين بإصبعين من كلتا يديه، عندها فقط سيتم فتح محتوى الرسالة للعرض.
لكن هدف عملاء الموساد كان جعل الضرر أكثر خطورة بوضع أيديهم على "البيجر"، لإبعاد المستخدم (عناصر حزب الله) تمامًا عن العمل بعد الانفجار الذي يصيب كلتا يديه على الأقل، وفق الصحيفة.
ولفتت إلى أن معظم المصابين فقدوا بصرهم، فيما أصيب بعضهم بجروح خطيرة، إضافة إلى مقتل العشرات.
