ترامب: مستعد للقاء الرئيس الإيراني أو المرشد الأعلى
يرى خبراء ومحللون سياسيون، أن زوال مبرر هجمات ميليشيا الحوثي على ممرات الملاحة الدولية، عقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، "لا يعني إفلاتها من العقاب، في ظل استمرار خطرها المستدام على الصعيدين الإقليمي والدولي".
ومع التوقف المرجّح للهجمات الحوثية في البحر الأحمر، يبقى مستقبل الأمن البحري وحرية الملاحة، مرتبطاً بتطورات المرحلة المقبلة، وإستراتيجية واشنطن المقبلة في نهجها "تجاه سلوكيات الحوثيين المهددة لمصالح العالم"، وفق الخبراء.
ونفّذ الحوثيون، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2023، في إطار عملياتهم العسكرية التي يقولون إنها "مساندة لغزة"، أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية مارّة بمضيق باب المندب، جنوبي البحر الأحمر، ومياه خليج عدن، أدت إلى مقتل 4 بحارة، وإغراق سفينتين، واختطاف أخرى مع طاقمها المكوّن من 25 شخصاً.
وتقود الولايات المتحدة وبريطانيا، منذُ شهر يناير/كانون الثاني من العام الماضي، تحالفاً دولياً لـ"تأمين حرية الملاحة الدولية"، يشنّ ضربات جوية وبحرية على مواقع الحوثيين، ظلّت عدة أشهر في طابعها الدفاعي الوقائي، قبل أن تتطور خلال الأشهر الأخيرة، لتطال قدرات ميليشيا الحوثي الإستراتيجية، عبر قصف استهدف منشآت تحت أرضية، يستخدمها الحوثيون كمستودعات لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة.
وأعلن زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، أمس الخميس، مواكبة جماعته لمراحل تنفيذ اتفاق غزة، ومواصلة جاهزيتها العسكرية للرد على أي تراجع إسرائيلي، تعبيوفقره.
وقال المحلل السياسي، خالد سلمان، إن الغموض لا يزال يلف موقف الحوثيين وسلاحهم، في مرحلة ما بعد الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.
وأضاف سلمان في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن خيارات الحوثيين مرتبطة بتداعيات اتفاق غزة، وبمرحلة تسلّم إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الحكم بشكل فعلي، في ظل مقاربات واشنطن وتل أبيب، لكيفية التعاطي مع إيران وملفها النووي عبر الحرب أو التسوية.
وأشار المحلل إلى أن عودة نشاط الآلة الحربية لميليشيا الحوثي، مرهون بذلك، كونها ورقة ضغط تسند الموقف الإيراني في مواجهاته المقبلة.
وأكد أن طيّ ملف حرب غزة، "لا يعني إفلات الحوثيين من العقاب، فخطرهم لا يزال مستداماً وإن كمُن خارج التصعيد لبعض الوقت، إلا أنهم سيعودون عند أول فرصة متاحة، لتهديد دول الجوار والمصالح الدولية"، وفق تقديره.
وبيّن سلمان أن "تقديرات الموقف الإستراتيجي، تشير إلى أن الخلاص من الذراع الإيرانية الأخيرة، بعد تساقط أحجار الدومينو من لبنان وسوريا وحتى غزة، هو ضرورة لحسم المواجهة، والدخول في مرحلة إعادة رسم شرق أوسط جديد، ينتهي إلى منطقة بلا نفوذ إقليمي إيراني".
ونشرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، أمس الخميس، تحليلاً يستبعد توقف الحوثيين عن "ابتزاز السفن التجارية المارّة بالبحر الأحمر، بعد أن أنشأت الجماعة الموالية لإيران، فرعاً تجارياً عنيفاً ومربحاً، بُني ليدوم"، وفق تعبيرها.
وأواخر العام الماضي، كشف تقرير صادر عن فريق الخبراء الدوليين في اليمن، التابع للجنة العقوبات لدى مجلس الأمن، عن جني الحوثيين رسوماً مالية غير قانونية من بعض وكالات الشحن البحري، لقاء السماح لسفنها بالمرور دون التعرض لهجوم.
وقال مدير مكتب مركز "سوث 24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، إنه بناء على ما تكشّف من بعض ملامح سياسات الإدارة الأمريكية القادمة، فإن توجهات ترامب المتعلقة باليمن، ستسير وفق سيناريوهين اثنين.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن السيناريو الأول يتمثل بأن "يُسهم اتفاق غزة في خفض التصعيد في المنطقة بشكل عام، ما سيؤدي إلى استعادة الزخم إلى العملية السياسية المحلية، واستئناف النقاشات بشأن خريطة الطريق، وهذا هو السيناريو المرجّح".
وأشار السفياني إلى دفع دول الجوار والأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص لهذا المسار، بينما تبدو الولايات المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، غير متحمسين بذات القدر لهذه الخطوة، "لأنهم يشعرون بأن الحوثيين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء خلال الفترة الماضية، وبالتالي يجب تأديبهم".
أما السيناريو الثاني المحتمل للإدارة الأمريكية، بحسب السفياني فيتجسّد في استعادة سياسية الضغط القصوى على إيران، "وهو ما يعني ضغطاً أقصى على الحوثيين، وإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية من الدرجة الأولى".
وتطرق السفياني إلى تداعيات متعلقة بالسياق اليمني لهذا التصنيف، "إذ سيتعطل المسار السياسي لفترة غير معروفة، وقد يكون هناك رغبة لدى الحوثيين بالاستفادة من إمكانياتهم العسكرية التي حصلوا عليها مؤخرًا، وفائض قوتهم بعد توقف عملياتهم البحرية ونحو إسرائيل، وبالتالي التوجه إلى تصعيد عسكري داخلي".