ترامب يقول إنه يعتزم التحدث إلى بوتين خلال الأيام المقبلة
اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن النظام الدولي القائم على القواعد أصبح في حالة يرثى لها، بعد أن خرج الإسرائيليون من حرب غزة كقوة عظمى في الشرق الأوسط.
وتطرق إلى انعكاسات وقف إطلاق النار في غزة، الذي ما زال من غير الواضح ما إذا كان سوف يدخل حيز التنفيذ، على العالم برمته.
وأكدت الصحيفة أن "النظام الدولي القائم على القواعد" الذي روجت له إدارة الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته جو بايدن، وقع ضحية حرب غزة.
وذكرت أن التعاطف والدعم لإسرائيل بعد هجمات الـ7 من شهر أكتوبر/تشرين الأول لعام 2023 دفع الولايات المتحدة إلى التسامح مع الانتهاكات المتكررة للقانون الإنساني الدولي في أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة، وقد يكون إعادة بناء النظام الدولي القائم على القواعد مرة أخرى بنفس صعوبة إعادة بناء غزة.
وبيّنت أنه بالنسبة لإسرائيل، يبدو التأثير ذا حدين، فبوسع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يزعم أنه حول مأساة وطنية إلى نصر استراتيجي، بعد أن دمر حماس، إن لم تكن قد دُمرت بالكامل. كما أصيبت ميليشيا حزب الله اللبنانية بالوهن.
وأشارت إلى أن إيران وإسرائيل تبادلتا إطلاق النار المباشر، ولكن أغلب الصواريخ الإيرانية فشلت في اختراق دفاعات إسرائيل وحلفائها، وتبدو الجمهورية الإسلامية في موقف أضعف مما كانت عليه لعقود عديدة.
وعلى المستوى الاستراتيجي، تخرج إسرائيل من هذا الصراع كقوة عظمى في الشرق الأوسط بعد استعادة قدرتها على الردع العسكري بالكامل وتفكك أعدائها.
وفي المقابل، عانت إسرائيل من أضرار جسيمة في سمعتها، إذ يُعتقد أن نحو 46 ألف شخص لقوا حتفهم في الهجوم الإسرائيلي، بحسب الصحيفة، التي قالت إن غزة الآن في حالة خراب.
ووجهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات لنتنياهو بارتكاب جرائم حرب، حيثُ سيجد نتنياهو الآن صعوبة بالغة في السفر إلى الخارج.
وانخفضت شعبية نتنياهو في استطلاعات الرأي الدولية، إذ أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" خلال العام الماضي، أن "الأمريكيين الأصغر سنًا أكثر ميلًا إلى التعاطف مع الشعب الفلسطيني مقارنة بالشعب الإسرائيلي".
وقال إن تعاطف ثلث البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، إما بالكامل وإما في معظمه مع الشعب الفلسطيني، مقارنة بنحو 14% يقفون إلى جانب إسرائيل.
ويعتقد نتنياهو وحلفاؤه أيضًا أن الأصدقاء في البيت الأبيض سوف يكونون أكثر أهمية من "الأعداء" في الحرم الجامعي الأمريكي، بالإشارة إلى احتجاجات شهدتها الجامعات الأمريكية تنديدًا بالمواقف الأمريكية حيال حرب غزة.
ولكن صداقة ترامب قد لا تكون غير مشروطة، فهناك صدمة ملموسة في أقصى اليمين الإسرائيلي من أن الإدارة الأمريكية القادمة وضعت ثقلها وراء وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، الذي تفاوض عليه البيت الأبيض بقيادة بايدن.
وأوضحت الصحيفة أن قرار ترامب بالضغط بقوة من أجل السلام الآن ربما يعكس عاملين رئيسيين، الأول هو رغبته في أن ينسب الفضل إلى نفسه في التوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح الرهائن.
والثاني هو أن إسرائيل، رغم أنها تتمتع بدعم قوي من اليمين الجمهوري، ليست الدولة المهمة الوحيدة في المنطقة، فخلال رئاسته الأولى، كانت أول رحلة خارجية لترامب إلى المملكة العربية السعودية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه كانت للحرب في غزة أهمية عالمية وإقليمية، وأن أحد الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين مترددين في ممارسة الكثير من الضغوط على إسرائيل هو اعتقادهم بأن إيران عدو مشترك.
وعلى مدار العام الماضي، تحدث المسؤولون الغربيون بشكل متزايد عن اعتقادهم بأنهم يخوضون الآن صراعًا عالميًا ضد "محور من الخصوم" فضفاض يتألف من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.