ترامب: إذا انسحب زيلينسكي من "اتفاقية المعادن" فإنه سيواجه مشاكل كبيرة

logo
العالم العربي

"هيومن رايتس ووتش" توثق جرائم حرب ارتكبتها ميليشيات تابعة للجيش السوداني

"هيومن رايتس ووتش" توثق جرائم حرب ارتكبتها ميليشيات تابعة للجيش السوداني
مقاتلان في الجيش السودانيالمصدر: أ ف ب
25 فبراير 2025، 10:24 ص

قالت منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، إن "قوات درع السودان"، وهي ميليشيا قبلية تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، تعمّدت استهداف المدنيين في هجوم شنته في 10 يناير/ كانون الثاني الماضي. 

أخبار ذات علاقة

أمام طلابه.. الجيش السوداني يغتال قياديًا بحزب "الأمة" شمال كردفان

 وقتل في الهجوم الذي استهدف قرية كمبو طيبة بولاية الجزيرة في وسط السودان 26 شخصا على الأقل، بينهم طفل، وجُرح آخرون، وأحرقت المنازل، كما نهبت ممتلكات السكان بشكل منهجي، وشمل ذلك المؤن الغذائية. 

ووصف تقرير المنظمة هذه الأفعال بأنها تشكّل جرائم حرب، وبعضها، مثل قتل المدنيين عمدا، قد يشكّل أيضا جرائم محتملة ضد الإنسانية. 

وقال جان باتيست غالوبان، باحث أول في الأزمات والنزاعات والأسلحة في هيومن رايتس ووتش: "ارتكبت الجماعات المسلحة المقاتلة إلى جانب الجيش السوداني انتهاكات عنيفة ضد المدنيين في هجومها الأخير في ولاية الجزيرة ". 

وطالب حكومة بورتسودان التابعة للجيش بالتحقيق بشكل عاجل في جميع الانتهاكات المبلغ عنها ومحاسبة المسؤولين عنها، بما في ذلك قادة "قوات درع السودان"، التي يقودها المدعو "أبو عاقلة كيكل".

وأفاد تقرير المنظمة بأن هذا الهجوم يعد جزءاً من تصاعد دموي في هجمات الجماعات والميليشيات المتحالفة مع الجيش السوداني ضد المجتمعات في الجزيرة وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها.

واستهدف المهاجمون المسلحون، بمن فيهم قوات درع السودان، و"كتيبة البراء بن مالك" وميليشيات محلية، التجمعات التي يبدو أنهم اعتبروها مؤيدة لقوات الدعم السريع. 

وحسب التقرير، أجرى باحثو "هيومن رايتس ووتش" مقابلات مع ثمانية ناجين من الهجوم على "كمبو طيبة" شهدوا أيضا أحداثا رئيسية محيطة بهذا الهجوم. 

كما حلل الباحثون صور الأقمار الصناعية، والصور الفوتوغرافية والفيديوهات التي شاركها الناجون وأظهرت جثث بعض القتلى، والأضرار الناجمة عن الحرائق التي تسبب بها المهاجمون، ومقابر الضحايا، وقائمة تضم 13 قتيلا. وأحصت لجنة من سكان كمبو طيبة مقتل 26 شخصا. 

ويقطن القرية التي تبعد حوالي 30 كيلومترا شرق ود مدني عاصمة الجزيرة، سكان من إثنيات "التاما، والبرغو، والمراريت"، تعود أصولهم إلى غرب السودان، ويعملون في الزراعة بمشروع الجزيرة، وتعرضت تجمعات سكانية أخرى للهجوم في الأسابيع الأخيرة. 

ووفق تقرير المنظمة، فإن عشرات من مقاتلي درع السودان هاجموا القرية بسيارات مزودة برشاشات ثقيلة. 

وقال شهود عيان إنهم أطلقوا النار عشوائيا على الرجال والفتيان وأشعلوا النار في المباني. 

وأفاد الشهود بأن المقاتلين هاجموا القرية مجدداً بعد الظهر بينما كان السكان يدفنون الضحايا، وانتقلوا من منزل إلى آخر بحثا عن الرجال والفتيان، وعاودوا القتل والنهب والحرق. 

وقال رجل عمره 60 عاما إن مسلحين يرتدون زيا أخضر مموها ويستقلون سيارات "تويوتا لاند كروزر" هاجموه من مسافة قريبة، وأطلقوا النار عليه من بندقية كلاشينكوف.

وشهد رجل تلك الحادثة وقال إنه سمع المهاجمين يصرخون بألفاظ عنصرية أثناء إطلاق النار. 

وقالت امرأة: "جاؤوا إلى المنزل الذي كنا فيه وسألوا أين أزواجنا جميعا. بدؤوا بتهديد الجميع بأنهم سيؤذوننا وأزواجنا".

وذكرت أن الرجال قالوا: "ألا تعرفون من هم جنود كيكل؟ ألا تعرفون من نحن؟"، في إشارة إلى أبو عاقلة كيكل، قائد قوات درع السودان. 

وقال شهود إن المركبات العسكرية كانت تحمل عبارة "درع السودان" وشعارا يشبه شعار درع السودان. 

وروى الشهود حدوث نهب واسع للأموال والغذاء والماشية، شمل 2000 رأس ماشية. وقال جميع الشهود إن سكان القرية لم تكن لديهم أسلحة ولم يتمكنوا من المقاومة، ولم يقاوموا أي هجوم. 

وذكر التقرير أن الفيديوهات التي تلقتها "هيومن رايتس ووتش" وتحققت منها تدعم رواية الهجوم على كمبو طيبة، وتحتوي أدلة على ارتكاب جرائم في أماكن أخرى في ولاية الجزيرة في الوقت نفسه تقريبا. 

وتُظهِر الفيديوهات التي حُدّد موقعها الجغرافي في ود مدني وظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي مقاتلين مرتبطين بالقوات المسلحة السودانية وهم يرتكبون أعمال تعذيب وقتل خارج القضاء ضد أشخاص عزل. 

وأثارت التقارير عن مقتل مواطنين من جنوب السودان على يد قوات متحالفة مع الجيش السوداني في ود مدني أعمال عنف انتقامية ضد المدنيين السودانيين في جنوب السودان، ما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين السودان وجنوب السودان.

واعتبرت المنظمة قتل المدنيين وتشويههم ونهب الممتلكات المدنية وتعمد استهدافها وتدميرها "جرائم حرب"، بموجب مبدأ مسؤولية القيادة.

وقالت إنه قد يكون القادة العسكريون مسؤولين عن جرائم الحرب التي يرتكبها أفراد تابعون للقوات المسلحة، أو مقاتلون آخرون خاضعون لسيطرتهم. 

وكان جنرالات من الجيش السوداني، منهم الفريق أول ياسر العطا من "مجلس السيادة" الحاكم، ظهروا علنا مع "كيكل" منذ ذلك الحين وأشادوا بمساهمته في المجهود الحربي. 

أخبار ذات علاقة

"جبل سركاب".. "مقبرة الموت" على يد الجيش السوداني في أم درمان

 وطالبت "هيومن رايتس ووتش" الجيش السوداني بالتحقيق في الهجوم على (كمبو طيبة) وغيره من الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعات المسلحة والميليشيات التابعة له، ونشر نتائج تحقيقاته، واتخاذ خطوات لمحاسبة جميع المسؤولين، بمن فيهم القادة. 

ودعت الجيش السوداني إلى تعليق عمل "كيكل" وغيره من قادة درع السودان الرئيسيين في انتظار نتائج التحقيق. 

وقال غالوبان: "هناك أدلة واضحة على أن القوات المتحالفة مع الجيش السوداني مسؤولة عن عمليات قتل مروعة وفظائع ضد المدنيين. 

وحض الباحث الأول في المنظمة الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، على أن تدعم بشكل فاعل المبادرات القوية لحماية المدنيين في السودان وتفرض بسرعة عقوبات موجّهة ضد المسؤولين، بمن فيهم "أبو عاقلة كيكل".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات