قتيل في غارة اسرائيلية جديدة على جنوب لبنان
تواصل أجهزة الأمن الإسرائيلية التحقق من هوية قتلى عملية المواصي في خان يونس، وسط اتباع حركة حماس "استراتيجية الصمت"، إزاء مصير القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف.
وقصفت القوات الإسرائيلية "فيلا" في مواصي خان يونس، يوم السبت الماضي، بناء على معلومات تفيد بأن من تعده إسرائيل "رئيس أركان حماس محمد الضيف"، كان بداخلها، وفق موقع "سروغيم" العبري.
وخلّف القصف مجزرة راح ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء، مثلما تسبب في سقوط قائد لواء خان يونس، رافع سلامة، فيما ترك مصير الضيف محاطًا بالغموض.
ولفت الموقع إلى معطيات جديدة أوردها اليوم الأربعاء، الصحفي الإسرائيلي بن كسبيت، تتمثل في احتمالية مقتل أحد أقارب عائلة زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، خلال عملية المواصي، يعتقد أنه شقيقه.
وقال بن كسبيت إن عددًا من حراس الضيف قتلوا، ما يشير إلى أن زعيم كتائب القسام كان هناك أيضًا، وفق تعبيره.
وتنفي حركة حماس أن يكون الضيف من بين قتلى مجزرة المواصي، ومن غير المعروف ما إذا كان القائد العسكري لكتائب القسام، الذي أفلت من محاولات اغتيال عديدة، ووصفته إسرائيل بأنه "رجل لديه سبعة أروح" على قيد الحياة أم لا.
من جانبها، قالت قناة "الأخبار 12"، اليوم الأربعاء، إنه في ظل صمت حماس بشأن اغتيال الضيف، بالتزامن مع قرار الحركة بعدم تجميد مفاوضات وقف إطلاق النار، فإن هناك علامات استفهام عديدة مطروحة بشأن مصيره.
ونبَّهت القناة إلى أن حماس نفت مقتل قائدها العسكري عقب القصف.
ونقلت عن نائب زعيم حماس المقيم في الخارج، خليل الحية، قوله لوسائل الإعلام، مساء يوم السبت الماضي، إن الضيف لم يُقتل، وأن المزاعم الإسرائيلية كاذبة.
ووجه الحية حديثه لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلًا إن الضيف يسمعه حاليًا ويسخر من كذبه.
واقتبست القناة عن مسؤول آخر في حماس حديثا مماثلا.
وبعد 4 أيام من محاولة الاغتيال، بدا أن حماس تتبع استراتيجية الصمت، وأنها اختارت الحفاظ على غموض الموقف، وفق القناة 12، التي أشارت إلى أن التقديرات السائدة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأن الضيف قتل مع سلامة.
ومن بين براهين القناة على مقتل الضيف، أن مستشفى خان يونس تحول إلى ما يشبه الحصن، وهو المستشفى الذي نُقلت إليه جثامين ضحايا الغارات الإسرائيلية، ورأت أن السبب هو محاولة حماس الإبقاء على غموض الموقف.
وتساءلت عمّا تريد حماس تحقيقه من وراء استراتيجية الصمت، ومن وراء وصف غارات مواصي خان يونس بأنها "مجزرة" ارتكبها الجيش الإسرائيلي.
وقدّرت القناة العبرية أن الحركة تريد أن تستغل الموقف لتكتسب شرعية دولية، ولتمارس ضغوطًا على إسرائيل لوقف الحرب، كما تحاول أن تسلط الضوء على "تضحيات" الغزيين من أجل "النصر".
وطرحت سؤالًا حول مدى تأثير هذا الموقف على المفاوضات.
ولفتت إلى نفي المسؤول في حماس، عزت الرشق، أن تكون الحركة بصدد تجميد المفاوضات، معللًا ذلك بأن أحد أهداف نتنياهو من مجزرة مواصي خان يونس هو غلق الطرق أمام الوصول إلى اتفاق.
وقالت "القناة 12" إنه إذا ثبت مقتل محمد الضيف، فإن ذلك سيُعد ضربة معنوية لحماس، ستمس قيادة الحركة ومنظومة اتخاذ القرارات، وسيؤثر الاغتيال المحتمل على قدرة حماس على إعادة بناء نفسها عقب الحرب.