غارات إسرائيلية على المنطقة الشمالية لمدينة رفح
يكتنف الغموض الموقف الإسرائيلي من المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، التي يجري التفاوض بشأنها خلال المرحلة الأولى الجارية من الاتفاق.
وكان الاتفاق دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، وجرى ترحيل بعض الملفات العالقة فيه للتفاوض على تنفيذها خلال المرحلة الجديدة.
وحسب تقارير عبرية، فإن "الحكومة الإسرائيلية لم تناقش المرحلة الثانية للتهدئة مع حماس، وإنه لا يجري الحديث حول إنهاء الحرب، كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يمنح فريق التفاوض الذي يقوده رئيسا الموساد والشاباك التفويض لمناقشة تلك المرحلة وإنهاء الحرب.
ونقلت القناة 12 العبرية، عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن "فريق التفاوض مع حماس ليس لديه تفويض للخوض الآن في تفاصيل المرحلة الثانية وإنهاء الحرب تمامًا"، مؤكدًا أن الحكومة لم تناقش بعد القضايا المتعلقة بالمرحلة الثانية.
وأوضح المسؤول أن "الحكومة تبذل قصارى جهدها لضمان إتمام الصفقة بالكامل، وأن هناك فرصة لاستعادة كل الرهائن"، متابعًا "نعتقد أنه سيكون من الممكن اختصار زمن المرحلة الثانية"، حيث من المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن هذه المرحلة في اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، إن "ثلاثة عوامل رئيسة تحول دون وضوح الرؤية الإسرائيلية فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من الحرب"، لافتًا إلى أن العامل الأبرز والأقوى هو ضغوط الإدارة الأمريكية الجديدة.
وأوضح جعارة، لـ"إرم نيوز"، أن "موقف إدارة دونالد ترامب ورغبتها بإتمام الاتفاق يجبر نتنياهو وحكومته على المضي قدمًا في إطار الخطوط العريضة التي تضعها واشنطن"، مبينًا أن إسرائيل لن تغامر بالعلاقة مع الإدارة الجديدة.
وأضاف أن "العامل الثاني يتمثل في مخاوف نتنياهو من انهيار ائتلافه الحكومي حال القبول بتقديم تنازلات جديدة لحماس لتمرير المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة"، مشيرًا إلى أن هناك مخاوف أن تقدم الحركة مطالب غير مقبولة من الأحزاب اليمينية.
والعامل الثالث، وفق المحلل السياسي، يتمثل في عدم وضوح الرؤية الإسرائيلية بشأن إمكانية إنهاء الحرب في غزة، وهو الأمر الذي يرتبط بالمواقف الأمريكية والخطط المتعلقة باليوم التالي للحرب، ما لم يتم الاتفاق عليه حتى اللحظة.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "نتنياهو لا يرغب بوقف القتال في غزة إلا بعد ضمان توصله لسلسلة من الاتفاقات السياسية الداخلية والإقليمية والدولية"، مؤكدًا أنه من دون ضمان التوصل لهذه الاتفاقات ستكون العودة للقتال أمرًا واردًا للغاية.
وقال صباغ، لـ"إرم نيوز"، إن "التوافق على المرحلة الثانية من الحرب أكثر صعوبة، خاصة أن الكثير من الملفات العالقة تم ترحيلها إلى مفاوضات هذه المرحلة، علاوة على أنها يمكن ألا تحقق أي مكتسبات لحكومة نتنياهو".
وزاد "نتنياهو يريد ضمان بقاء ائتلافه الحكومي، ويرغب باتفاقات إقليمية تحدد شكل اليوم التالي للحرب، واتفاقات دولية تضمن العمل مع الولايات المتحدة وحلفائها ضد إيران وبرنامجها النووي"، مبينًا أنه من دون ذلك سيكون من الصعب التوافق على المراحل المتبقية من التهدئة.
وأشار إلى أن "الضغوط التي يتعرض لها نتنياهو من اليمين الإسرائيلي لإفشال الصفقة والتعهد بالعودة للقتال في غزة، ستكون سببًا في الحيلولة دون التوصل لتفاهمات حول الكثير من القضايا مع حركة حماس، وهو ما ينذر بانهيار التهدئة"، وفق تقديره.