صحة غزة: ارتفاع عدد القتلى إلى 921 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع
أكد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف أن "دوافع إسرائيل فيما يتعلق بالحرب ضد حركة حماس بغزة وتبادل الرهائن لا تبدو واضحة"، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مهتم بالقتال أكثر من المحتجزين.
وانتقد ويتكوف، نتنياهو لعدم امتلاكه خطة إستراتيجية تتعلق بغزة، معتبرا أن ذلك لا يسبب الاستقرار، قائلًا: "حماس جهة تسيطر على غزة؛ لكنها لا يمكن أن تبقى بالشكل الحالي، ويجب أن يتم نزع سلاحهم، وهو الأمر الذي يمكن أن يحل بالحوار".
انتقادات إسرائيلية
وأثارت تصريحات المبعوث الأمريكي الانتقادات في إسرائيل، حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مصادر قولها، إن "القنوات مع الوسطاء لا تزال نشطة، وهناك آمال في نجاحهم بإعادة حماس للمفاوضات الفعالة".
وأوضحت المصادر، أن "إسرائيل فوجئت بتصريحات ويتكوف، خاصة في ظل التقديرات التي تشير إلى أن حماس لن تتنازل عن شرط إنهاء الحرب رغم الضغط العسكري"، مبينًة أن إسرائيل بانتظار أن ينضج الضغط العسكري ليصبح فعالًا، وأنه في حال لم يفرج عن الرهائن سيزيد الضغط".
ووفق مصادر الصحيفة، فإن "الطريقة الوحيدة للتوصل لوقف إطلاق النار هي الإفراج عن الرهائن"، مبينًة أن إسرائيل فوجئت بتصريحات ويتكوف الأخيرة، خاصة وأنها تظهر أن واشنطن لم تعد ترى الأمور كما يراها نتنياهو.
فجوات إسرائيلية أمريكية
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، أن "تصريحات ويتكوف لا يمكن أن ينظر لها على أنها تغلق الباب أمام المفاوضات بين حماس وإسرائيل"، مشيرًا إلى أنها تكشف عن فجوات في الموقفين الأمريكي والإسرائيلي.
وقال عوض، لـ"إرم نيوز"، إن "المبعوث الأمريكي عمل على ترك الباب مواربًا أمام الطرفين، لقبول الرؤية الأمريكية لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن"، مبينًا أن الحديث بالشيء ونقيضه هدفه إرباك طرفي القتال بغزة.
وأوضح أن "إسرائيل فوجئت من التصريحات، التي أكدت على وجود فرق كبير بين مصالح البيت الأبيض والمصالح الخاصة ببنيامين نتنياهو"، لافتا إلى أنها قد تكون سببا في دفع المفاوضات قدما والتوصل إلى اتفاق قريب.
وبين أن تلك التصريحات يمكن أن تدعم المقترح المصري الجديد الذي يعمل على تجسير الخلافات بين موقفي حماس وإسرائيل، مشددا على أن الرئيس الأمريكي يريد أن يصل إلى حلول جزئية أو كلية للحرب في غزة.
وتابع "الإدارة الأمريكية ليست معنية بحرب طويلة في المنطقة وهي معنية بتلقين حماس درسا سريعا وخاطفا، وبتقديري يمكن لواشنطن أن تتخذ مسارا بعيدا عن مطالب نتنياهو فالدعم المقدم لإسرائيل وليس لرئيس وزرائها".
موقف أمريكي
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، مصطفى إبراهيم، أن "تصريحات ويتكوف تأتي في سياق الموقف الأمريكي من الحرب في غزة"، مشيرًا إلى أن الانتقادات الموجهة لنتنياهو هدفها دفعه نحو تقديم التنازلات والتوصل لاتفاق.
وقال إبراهيم، لـ"إرم نيوز"، إن "التصريحات تمثل رسالة أيضًا لحماس التي اعتقدت أن القرار الأمريكي بشأنها قد تغير على إثر اللقاءات المباشرة مع مسؤولين من إدارة ترامب"، مبينًا أن واشنطن ستمارس خلال الفترة المقبلة ضغوطا على طرفي القتال من أجل وقف الحرب.
ولفت إلى أن "حماس فوجئت من تصريحات ويتكوف أكثر من إسرائيل، خاصة وأنها تمثل إشارة قوية على عدم إحراز أي تقدم بين الجانبين في اللقاء المباشر الذي جرى بالدوحة"، مؤكدًا أنه من المبكر لأوانه الحديث عن صعوبة التوصل لاتفاق.
وزاد "بتقديري التصريحات تأتي في إطار المساعي الحثيثة من قبل الولايات المتحدة الوسطاء للتوصل لاتفاق لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤتي ثماره خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد تمرير الميزانية في الكنيست الإسرائيلي".
وختم "إسرائيل تريد التوصل لاتفاق يعيد جميع الرهائن، في حين ترغب حماس بالحصول على ضمانات للانسحاب العسكري من غزة ووقف الحرب"، مبينًا أنه مع مزيد من الضغوط الأمريكية سيكون التوصل لاتفاق ممكنا.
