تزايدت الدعوات الإسرائيلية لشن حرب على لبنان، في أعقاب إطلاق ميليشيا حزب الله وابلًا من الصواريخ على مناطق في الجليل.
وشهد ليل أمس الثلاثاء، إطلاق ميليشيا حزب الله وابلًا من الصواريخ صوب مستوطنات شمال إسرائيل، وسط أنباء عن سقوط قرابة 85 صاروخًا على مناطق متفرقة من الجليل، تاركة سكان تلك المناطق بحالة صدمة في ظل عجز الحكومة على معالجة الوضع المتفاقم في الشمال الإسرائيلي.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، إن سلسلة من مستوطنات الجليل الغربي التي لم ينزح قاطنوها، تعرضت لهجمات بعشرات الصواريخ، ورُصدت 8 إصابات مباشرة في مستوطنة "كريات شمونة".
فيما اعترضت الدفاعات الإسرائيلية 10 صواريخ في مستوطنة "ميرون"، وسقط باقي الصواريخ في مناطق مفتوحة، وأدت إلى عدة حرائق.
وأوضحت أن صواريخ ميليشيا حزب الله أطلقت عقب غارة إسرائيلية أدت إلى مقتل مواطنين لبنانيين و3 أطفال، في بلدة "أم التوت" بقضاء صور جنوبي لبنان؛ ما دفع الميليشيا للرد بإطلاق قرابة 85 صاروخًا على مناطق متفرقة من الجليل.
وأشارت الصحيفة إلى أن سكان الشمال أعربوا عن غضبهم جراء هذا الوابل الصاروخي الاستثنائي، بسبب عدم رد الجيش، ونقلت عن مستوطنين في الشمال قولهم إنه يتعين العمل على تغيير تلك المعادلة.
وشكل مستوطنون نازحون من تلك المستوطنة رابطة تحمل اسم "نقاتل من أجل الشمال"، حيث أصدرت بيانًا حادًّا ضد حكومة بنيامين نتنياهو لتجاهلها الوضع في الشمال.
وقال البيان: "إن الشمال جزءٌ من دولة إسرائيل، لقد آن الأوان لتعود الحكومة إلى رشدها، وأن تذهب لمعركة في الشمال، لأننا لا نقبل أن نصبح مثل البط في ميدان الرماية"، في إشارة إلى أنهم صيد سهل لميليشيا حزب الله.
ونقلت الصحيفة عن أحد سكان الشمال، كان بمنزله وقت إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، قوله إن أحد الصواريخ سقط قرب شاحنة نقل يملكها.
وعقب بدء موجة التصعيد، نزحت المستوطنة ريتا بن يائير، وهي من ناشطات رابطة "نقاتل من أجل الشمال"، من الشمال.
وقالت للصحيفة إنه "يتعين تغيير المعادلة في الشمال، والخروج من القوالب الثابتة، والعمل على حصد ثمن فادح تدفعه الدولة اللبنانية".
واستنكرت صمت حكومة نتنياهو "في وقت احترق فيه منزلها، بينما لا تحترق لبنان"، على حد تعبيرها.
وطالبت بالذهاب إلى حرب في لبنان وتحقيق النصر، والعمل على إحلال الهدوء في الشمال لعشرات السنوات المقبلة، رافضة أي "اتفاق استسلام".
من جانبها، قالت مستوطنة أخرى تدعى ليمور عتسيون، وهي عضوة نشطة أيضًا في الرابطة، إن "ما يبدو من الجانب اللبناني هو أن "حزب الله" يحتفل بالخطوط الحمراء التي وضعها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت".
وذهبت إلى أن إطلاق هذا الكم من الصواريخ على طول حدود شمال إسرائيل إنما جاء نتيجة "تطبيع الموقف"، أي اعتياده من قبل الحكومة والتعامل معه على أنه وضع طبيعي.
ولفتت إلى أن أحدًا من بين عشرات الآلاف من المستوطنين لم يذق طعم النوم الليلة، وعاشوا في فزع، وخاطبت الحكومة بالقول:"لم يعد على الإنذار سوى أقل من شهر"، في إشارة على ما يبدو إلى الموعد الذي حددته الحكومة لإعادة النازحين.