رغم التصريحات الرسمية المتتالية من الحرس الثوري الإيراني بشأن سلامة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، إلا أن الشكوك والتكهنات حول وضعه وأدواره المحتملة في المنطقة لا تزال تتزايد.
غيابه عن المشهد الإيراني وتبرير هذا الغياب برسالة اعتذار غامضة تثير الكثير من التساؤلات حول مغزى ودلالة هذا التصرف في ظل التطورات الإقليمية الحساسة.
رسالة غامضة
غياب قاآني عن مؤتمر "التضامن الدولي السابع مع الأطفال الفلسطينيين" في طهران وتقديمه اعتذاراً بعبارة مقتضبة أشار فيها إلى انشغاله بـ "اجتماع مهم" دون توضيح تفاصيل أكثر حول طبيعة هذا الاجتماع، زاد من غموض المشهد.
يأتي ذلك في ظل تأكيدات متضاربة من مسؤولين إيرانيين حول مكان وجوده، حيث أشارت بعض المصادر إلى أنه قد انقطع الاتصال به منذ الخميس الماضي بعد سفره إلى لبنان، فيما قالت مصادر أخرى إنه بصحة جيدة.
مهمة سرية
في ظل الحديث عن هذه الضربات الإسرائيلية المتزايدة على حزب الله، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المقاتلين وإضعاف البنية القيادية للحزب، يُعتقد أن المرشد الأعلى علي خامنئي قد كلف قاآني بمهمة إعادة بناء وترميم الميليشيا.
هذه التكهنات تتعزز بالحديث عن اجتماعات سرية يعقدها قاآني مع قيادات جديدة في حزب الله داخل لبنان، في محاولة لاستبدال القيادات التي اغتيلت واستعادة هيبة الحزب.
ورغم أن هذه الاجتماعات تجرى في ظل تكتم شديد، فإن التكهنات حول غياب قاآني ودوره في هذه المهمة السرية تبدو منطقية، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها حزب الله على الصعيدين العسكري والتنظيمي.
قاآني هدف محتمل
من الناحية الأمنية، يظل إسماعيل قاآني هدفاً رئيساً لأي عملية اغتيال إسرائيلية، نظراً لدوره القيادي في فيلق القدس، الذي يُعتبر رأس الحربة في السياسة الإيرانية التوسعية في المنطقة.
ومع استبعاد أن تقوم إسرائيل باستهداف المرشد الأعلى علي خامنئي بشكل مباشر، فإن قاآني قد يكون بديلاً مغرياً للاغتيال في إطار الرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة.
بعض التقارير تحدثت عن تكهنات بوجود قاآني في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي منطقة تعرضت مؤخراً لضربات إسرائيلية مكثفة. ورغم نفي مصادر في فيلق القدس لإصابته أو مقتله في تلك الغارات، فإن غيابه عن المناسبات الرسمية الكبرى، مثل خطبة المرشد خامنئي واحتفالية تسليم وسام الشرف لقائد القوات الجوية، يزيد الشكوك حول وضعه ومكانه.