رئيس وزراء كندا: سنحارب هذه الرسوم الجمركية بتدابير مضادة
ذهب خبراء إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في منبج بوساطة أمريكية يعكس استرجاع الولايات المتحدة دورها كلاعب رئيس في سوريا، خاصة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وأشار الخبراء إلى أن الاتفاق يعزز موقع "قسد" كحليف موثوق لواشنطن، ويساهم في تهدئة التوترات مع تركيا على المدى القصير، رغم احتمال تجدد الاشتباكات مستقبلًا.
كما يُتوقع أن يعيد الاتفاق ترتيب التحالفات الإقليمية، لا سيما بين تركيا وروسيا، مع استمرار النفوذ الأمريكي في المنطقة.
أمريكا لاعب أساسي في سوريا
وقال المحلل السياسي التركي، إسلام أوزكان، لـ"إرم نيوز" إن "اتفاق وقف إطلاق النار في منبج بوساطة أمريكية، يعكس استمرار أهمية الولايات المتحدة كلاعب رئيس في المشهد السوري، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".
ويبرز الاتفاق قدرة واشنطن على منع التصعيد وضبط التوترات؛ ما يشير إلى حرصها على إبقاء مناطق نفوذها مستقرة في مواجهة التهديدات التركية.
وأضاف أوزكان أن "الاتفاق قد يعزز من موقع "قسد" السياسي، حيث يظهر أنها شريك يمكن الاعتماد عليه من قبل الولايات المتحدة، كما يعكس الاتفاق أيضًا رغبة أمريكية في تجنب أي تصعيد جديد يهدد الاستقرار الإقليمي، ويؤثر على خططها في المنطقة، خاصة في ظل التوترات مع روسيا وإيران"، وفق قوله.
ويبين هذا الاتفاق دور "قسد" في إدارة المناطق الشمالية الشرقية من سوريا؛ ما قد يعيد فتح ملف الاعتراف بها كشريك سياسي ضمن التسوية النهائية للأزمة السورية.
تعزيز لموقف "قسد"
أما من الناحية العسكرية، فقد أوضح أوزكان أنه يُتوقع أن يسهم وقف إطلاق النار في تهدئة التوترات بين "قسد" وتركيا على المدى القصير، لكنه لا يلغي احتمال تجدد الاشتباكات في المستقبل؛ نظرًا للطبيعة الهشة للاتفاقات السابقة في المنطقة.
وعلى المستوى السياسي، عزز الاتفاق موقع "قسد" كفاعل معترف به من قبل واشنطن؛ ما قد يدفعها للمطالبة بمزيد من الاعتراف الدولي في أي تسوية سياسية مستقبلية، كما يُظهر أن الولايات المتحدة لا تزال لاعبًا رئيسيًا في تحديد مسار التطورات في سوريا، رغم الجهود الروسية والإيرانية لتعزيز نفوذهما، بحسب قوله.
ترتيب التحالفات
وبالنسبة لتركيا، بيّن المحلل السياسي التركي أن ما حدث قد يدفع أنقرة إلى إعادة ترتيب تحالفاتها الإقليمية، خاصة مع روسيا وإيران، في إطار محادثات "أستانا"، كما يمكن أن تسعى أنقرة إلى موازنة النفوذ الأمريكي في سوريا عبر تكثيف تحركاتها العسكرية والدبلوماسية.
إلا أن تركيا تظهر تحفظًا كبيرًا على الاتفاق، إذ تعتبر "قسد" امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تصنفه كمنظمة إرهابية، ومن المرجح أن تلجأ أنقرة إلى تصعيد عسكري في مناطق أخرى من شمال سوريا للضغط على واشنطن وتحقيق مكاسب سياسية، بحسب تعبيره.
مرحلة مليئة بالمفاجآت
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي، نبيل خازم، لـ"إرم نيوز"، "إن هذا الاتفاق جاء تأكيدًا على عدم الانسحاب الأمريكي وسط معلومات تتحدث عن تمديد فترة تواجد قوات التحالف الدولي في المنطقة، وسط خروج معلومات استخباراتية تتعلق بأن تنظيم "داعش" يعمل على استقدام مقاتلين أجانب إلى المنطقة".
وأوضح خازم "أن ما جرى ظاهريًا هو مصلحة لقوات سوريا الديمقراطية، لكن في العمق لن يرضي هذا الاتفاق تركيا بشكل كامل، وهذا ما سيتم التركيز عليه خلال الاجتماعات التي ستحدث في الغد عند زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إلى أنقرة".
وبناءً على ذلك، من المتوقع أن يمنح هذا الاتفاق الوقت للطرف التركي لإعادة ترتيب أوراقه، خاصة مع الانسحاب الروسي من الشرق السوري؛ ما يعني اقتصار الحل والتوافق أمريكيًا وتركيًا، وفق قوله. وبيّن أن المرحلة القادمة مليئة بالمفاجآت، لكن تجدد الاشتباكات لتحصيل مكاسب أكبر ستكون الأكثر ترجيحًا، وفق تعبيره.