الأمم المتحدة: 3 مستشفيات فقط تعمل في غزة

logo
العالم العربي

غزة.. هل تنجح أمريكا في ثني إسرائيل عن "خطة الجنرالات"؟

غزة.. هل تنجح أمريكا في ثني إسرائيل عن "خطة الجنرالات"؟
غزيون في شمال القطاعالمصدر: رويترز
16 أكتوبر 2024، 12:09 م

تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على إسرائيل لثنيها عن تطبيق خطة الجنرالات، التي تقضي بفصل شمال قطاع غزة عن باقي مناطق القطاع، ما يثير التساؤلات حول إمكانية نجاح تلك الضغوط في وقف تطبيق الجيش الإسرائيلي للخطة.

ووفق خطة الجنرالات، فإنه سيُحوَّل شمال غزة لمنطقة عسكرية، إذ سيُجلى نحو 200 ألف فلسطيني من السكان لمناطق وسط القطاع وجنوبه، الأمر الذي يؤهل المنطقة لتكون خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية بشكل كامل.

ضغوط أمريكية

وفي إطار الضغوط الأمريكية على إسرائيل، كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، عن تخيير الإدارة الأمريكية لإسرائيل بين تحسين الوضع الإنساني في غزة أو المخاطرة بخفض مبيعات الأسلحة، مبينة أن هذا التهديد هو الأكثر وضوحًا من جانب الولايات المتحدة منذ بدء الحرب العام الماضي.

وبحسب الصحيفة، فإن "إدارة جو بايدن كثفت الضغوط على إسرائيل، وذلك في رسالة وجهت لتل أبيب في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، طالب فيها وزيري الدفاع لويد أوستن، والخارجية أنتوني بلينكن باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حصول المدنيين على المساعدات".

وأوضحت أن "المسؤولين الأمريكيين ألقوا اللوم على الإجراءات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية وحالة الفوضى والخروج عن القانون في غزة في التدهور الأخير للأوضاع هناك، وحذروا أنه في حال عدم حدوث تغيير، ستكون الإدارة مجبرة على اتخاذ خطوات منصوص عليها في السياسات التي تربط الامتثال لقوانين الحرب".

وردًّا على ذلك، قال مسؤول إسرائيلي، إن "تل أبيب تراجع رسالة من مسؤولين أمريكيين كبيرين طلبا فيها من إسرائيل تحسين الوضع الإنساني في غزة، أو المخاطرة بتقييد المساعدات العسكرية"، مضيفًا: "إسرائيل تأخذ هذه المسألة على محمل الجد وتعتزم معالجة المخاوف التي أثيرت في الرسالة".

خطوة قاسية

ورجح المحلل السياسي، تيسير عابد، أن تكون إدارة بايدن جادة في طلبها من إسرائيل، خاصة ما يتعلق بالمساعدات ومنع التهجير القسري للسكان"، لافتًا إلى أن هناك قانونًا وافق عليه الكونغرس الأمريكي سابقًا يمكن للإدارة الأمريكية استغلاله لتنفيذ تهديدها.

وقال عابد، لـ"إرم نيوز"، إن "الإدارة الأمريكية تعمل مع اقتراب انتهاء ولاية بايدن على اتخاذ خطوة قاسية تجاه إسرائيل، بما يمكنها من تجميل صورتها، والتهرب من التهم المتعلقة بمشاركتها لإسرائيل في حربها على حماس بغزة".

وأوضح أن "ذلك يأتي في إطار السياسات المتبعة من الحزب الديمقراطي، الذي ما ينهي الرئيس المنتمي له ولايته بموقف صارم من إسرائيل، مثلما حدث إبان مدة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الذي سمح بتمرير قرار بمجلس الأمن الدولي لصالح الفلسطينيين".

وأضاف: "المطالب الأمريكية من إسرائيل بشأن سكان غزة لن تغير واقعهم الأليم، خاصة بعد تدمير بيوتهم وسحقها، وقتل الآلاف من السكان، ولكنها تتوافق مع القانون الدولي، وتشير إلى حرص إدارة بايدن تسجيل مطالبة رسمية بهذا الشأن".

أخبار ذات علاقة

ما هي خطة الجنرالات السرّية في شمال غزة؟

 

وتابع: "المطالب الأمريكية هي مطالب لإدارة تحتضر، ولذلك لن تتنازل عنها أبدًا، وقد تفشل هذه المطالب نية إسرائيل تهجير سكان شمال غزة في إطار خطة الجنرالات، كما أنها تمثل الإعلان الرسمي لنهاية هذه الخطة في الوقت الراهن على الأقل".

واستدرك: "ولكن التهديدات الأمريكية لن تؤدي لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، خاصة أن ملف الحرب بين حماس وإسرائيل بالقطاع أصبح ثانويًّا من وجهة نظر تل أبيب وواشنطن والمجتمع الدولي".

ضغوط دولية

وقال المحلل السياسي، جهاد حرب، إن "الضغوط الأمريكية على إسرائيل تأتي بالتزامن مع ضغوط دولية أيضًا لذات الهدف".

ولفت إلى أن "المجتمع الدولي يرفض خطة الجنرالات، ويسعى بجد من أجل منع الجيش الإسرائيلي من تنفيذها".

وأوضح حرب، لـ"إرم نيوز"، أن "تلك الضغوطات ستنجح بشكل جزئي في منع إسرائيل من تطبيق الخطة، وسيجبرها للبحث عن بدائل عسكرية وأمنية في شمال القطاع تؤجل الخطة وتمهد لها"، مبينًا أن "الجيش الإسرائيلي سيضطر خلال الأيام المقبلة إلى وقف عمليته، والانسحاب من الشمال".

وأضاف: "هذا الانسحاب سيكون تكتيكيًّا؛ لتخفيف الضغوط الأمريكية والدولية، وإيهام العالم بأن إسرائيل لا تعمل على فصل شمال القطاع بالكامل عن باقي المناطق"، مؤكدًا أن "إسرائيل ستعمل على جعل الشمال منطقة غير صالحة للحياة لسنوات".

وأشار إلى أن "ذلك في إطار خطتها الأمنية لفرض السيادة العسكرية على الشمال، وضمان عدم تكرار أي هجوم مسلح من حماس، على الرغم من أن الهجوم لم يتركز من المناطق الشمالية"، مشددًا على أن "ذلك في إطار خطة استيطانية لحكومة نتنياهو".

وزاد: "بتقديري إسرائيل ستقوم بخدعة كبيرة للمجتمع الدولي، ثم تشرع بعد ردها على إيران وظهور نتائج الانتخابات الأمريكية في البدء بتنفيذ الخطة مجددًا بشمال القطاع"، مؤكدًا أن "ذلك يتطلب تحركًا دوليًّا عاجلًا لمنع ذلك".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC