وكالة تاس: السفير السوري في موسكو بشار الجعفري يطلب اللجوء في روسيا
كشفت تقارير فرنسية، أن باريس تضغط على الأمم المتحدة من أجل تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا؛ بهدف إحداث اختراق في جدار الأزمة السياسية المستمرة، منذ سنوات.
وذكر موقع "أفريكا أنتليجنس" أن "الضغوط الفرنسية هي أحدث مؤشر على احتدام التنافس بين القوى الخارجية، بشأن المنصب الأممي الذي تشغله ستيفاني خوري نائبة المبعوث المستقيل عبد الله باتيلي".
وقال الموقع، إن "فرنسا تسعى إلى إخضاع البعثة لمراجعة إستراتيجية شاملة؛ بهدف تقييم فعالية مهامها، وأوجه القصور التي تشوب عملها".
و لا تقتصر الضغوط من أجل تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا على فرنسا؛ إذ سبق وأن دعا رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، مجلس الأمن الدولي إلى الإسراع، بتعيين مبعوث جديد، لكن المجلس لم يذكر أية تفاصيل بعد عن هذه الخطوة المرتقبة.
وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مدّد مجلس الأمن الدولي ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، في حال لم يتم تعيين مبعوث أممي جديد.
وتشغل خوري حاليًّا، مهمة المبعوث الأممي بالإنابة، ولم تقدم منذ توليها هذا المنصب مقترحات جديدة لكسر الجمود السياسي الراهن.
وقال نائب رئيس حزب الأمة في ليبيا، أحمد الدوغة، إن "هناك ضغوظات فرنسية بالفعل في ليبيا من أجل تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا، وأيضًا من المجلس الرئاسي وهناك أطراف أخرى أيضا تسعى الى تعيين مبعوث أممي".
وأوضح أن "الفرق بين هذه الأطراف أن كلًّا منها يسعى إلى تعيين مبعوث يعمل لصالحه".
وأضاف الدوغة، لـ"إرم نيوز"، أن "الإشكالية تقع هنا؛ لأن الخلافات الحاصلة بين الدول المتدخلة في ليبيا، من أجل مصالحها ونفوذها؛ لذلك أي طرف من هذه الأطراف سيعترض على أي مبعوث في حالة لم يكن يعمل لصالحه".
وقال الدوغة، إن "الإشكال في ليبيا يعتمد على التوافق بين الدول المتدخلة في الشأن الليبي، وكل ما كان هناك توافق كان هناك فرص أكبر للحل والعكس صحيح".
المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، دانييلي روفينيتي، قال من جهته، إن "فرنسا تشارك حاليًّا في جهد دبلوماسي مكثف لتشكيل نفوذها عبر مختلف الملفات الدولية، بما في ذلك ليبيا؛ فجنبًا إلى جنب مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، تدفع فرنسا من أجل التعيين السريع لمبعوث جديد للأمم المتحدة، معتبرة ذلك خطوة حاسمة في تسهيل الانتقال السياسي في ليبيا".
وأوضح روفينيتي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى ليبيا كان عملية معقدة وطويلة الأمد، متأثرة بديناميكيات دولية وإقليمية مختلفة، ويعتمد نجاح هذه الضغوط إلى حد كبير على القدرة على تحقيق الإجماع بين أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأكد أنه "لا يزال تحقيق الإجماع داخل مجلس الأمن بشأن مرشح محدد أمرًا صعبًا، ولقد أعرب مجلس الأمن في السابق عن دعمه القوي لسيادة ليبيا والحاجة إلى عملية سياسية موحدة". وأضاف: "ومع ذلك، فإن المصالح الوطنية المختلفة والاعتبارات الجيوسياسية أدت في كثير من الأحيان إلى تأخيرات وخلافات حول تعيين المبعوثين".
وتابع روفينيتي، أنه "بينما تضغط فرنسا والسلطات الليبية من أجل تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة، فإن نجاح هذه الجهود يتوقف على القدرة على خلق إجماع بشأن مرشح مقبول من قبل جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين (..) ونظرًا للتحديات السابقة، فقد تتطلب هذه العملية مشاركة دبلوماسية كبيرة وتسويات".
وأعرب روفينيتي عن "اعتقاده أنه بدلاً من التركيز على تعيين مبعوث جديد، يجب تركيز الجهود على دعم عمل المبعوثة الحالية، ستيفاني خوري، التي تحاول تنظيم منتدى جديد للحوار، ويمكن أن توفر هذه المبادرة الأساس لإنشاء حكومة موحدة؛ مما يمهد الطريق لإطلاق العملية الانتخابية".