أكسيوس: ترامب سيزور السعودية منتصف مايو في أول زيارة خارجية
أثارت زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، للعاصمة الليبية طرابلس، للمشاركة في منتدى الأعمال الليبي – الإيطالي، تساؤلات حول دلالات المشاركة وما إذا كانت تقتصر على المجال الاقتصادي والاستثماري أم ملفات أخرى.
وعلى هامش المنتدى وقعت ميلوني عددًا من مذكرات التفاهم والاتفاقات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة تنص في مجملها على عودة الخطوط الجوية الإيطالية للعمل في المطارات الليبية ابتداءً من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وأيضًا رفع القيود عن سفر رجال الأعمال الإيطاليين إلى ليبيا.
ومنتدى الأعمال الإيطالي – الليبي يعود بعد غياب دام عقدًا، وتم افتتاحه في طرابلس من قبل الدبيبة وميلوني.
كما تم الثلاثاء التطرق إلى قرب انطلاق أعمال تنفيذ مشروع الطريق الساحلي رأس اجدير – امساعد، الذي حالت التوترات في ليبيا دون تنفيذه.
وهذا المشروع الإستراتيجي هو من أهم بنود معاهدة الصداقة بين إيطاليا وليبيا التي تم توقيعها في العام 2008.
وقال الخبير الإستراتيجي الإيطالي دانييلي روفينيتي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "ضرورة هذا المنتدى تنبع من التحديات التي تواجهها حاليًا الشركات الإيطالية العاملة في ليبيا".
وأوضح: "هناك بيئة أمنية غير ملائمة لا تفي بالمعايير الغربية، بل لا تلبي حتى المعايير الأمنية الأساسية، ولا يزال جزء كبير من البلاد تحت سيطرة الميليشيات،".
ولفت إلى أن "هذه المبادرة تعد ضرورية لأن هذه الشركات تحتاج إلى دعم متنوع من المؤسسات الإيطالية".
وأكد: "تعتبر هذه المبادرة ذات قيمة لأن التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة أو تطوير المشاريع القائمة المتوقفة بسبب الديناميكيات البيروقراطية الليبية يمكن أن تحفز استقرار البلاد".
وشدد على أنه "مع ذلك، ينبغي التأكيد على أن ليبيا تحتاج بشكل أساسي إلى الاستقرار، ويتطلب تحقيق ذلك على الأرجح إنشاء حكومة ثالثة بديلة تختلف عن إدارة طرابلس، التي تجاهلت تفويض الأمم المتحدة، والإدارة العشائرية والعسكرية المرتبطة بالمشير خليفة حفتر في برقة".
وأنهى روفينيتي حديثه بالقول: "في نهاية المطاف، يعتبر تطور الأعمال الليبية إيجابيًا بالفعل، ومن الإيجابي بنفس القدر أن يتم ذلك من خلال إيطاليا. ومع ذلك، يجب أن يكون مصحوبًا بجهد سياسي دبلوماسي جريء لإيجاد سبل لحل القضايا القديمة في البلاد. وبخلاف ذلك، يصبح تنفيذ الأعمال التجارية دون استقرار، وبالتالي دون الأمن، أمرًا صعبًا للغاية".
أما المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، فاعتبر أن "زيارة ميلوني تركزت على نقطتين رئيسيتين تعتبران في غاية الأهمية بالنسبة لإيطاليا وهما النفط والغاز الليبيان.
وقال: "لا تريد إيطاليا رؤية أي منافسين لشركة إيني (الإيطالية للغاز) وخصوصًا في الجنوب الغربي الليبي حيث توجد أكبر حقول النفط والغاز في أفريقيا".
وأكد المرعاش في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "إيطاليا تخشى منافسين أقوياء لها مثل الصينيين والروس وحتى الفرنسيين. والنقطة الثانية انطلاق المهاجرين الأفارقة من الشواطئ الليبية إلى إيطاليا".
وأوضح: "تعمل رئيسة الحكومة الإيطالية على إقناع حكومة الدبيبة بمنع انطلاق المهاجرين بالقوة وقبول الذين يصلون إلى الشواطئ الإيطالية بعد إرجاعهم، وتعرض فتح معسكرات لهم في ليبيا لرعاياهم واستكمال إجراءات طلبات الهجرة لمن يرغب منهم".
وبين أنه "في مقابل ذلك تدعم إيطاليا بقاء الدبيبة على رأس الحكومة في الغرب الليبي ومنع سقوطها".
وأضاف: "أما منتدى الأعمال فهو مجرد غطاء لابتزاز إيطاليا لحكومة الدبيبة الهشة، وفعليًا لا توجد مبادلات تجارية كبيرة بين ليبيا وإيطاليا إذا استثنينا النفط والغاز، فسوق الاستهلاك الليبي تسيطر عليه تركيا والصين بأفضلية الأسعار".
وواصل المرعاش حديثه بالقول إنه "يبدو أن حكومة الدبيبة الضعيفة سوف ترضخ هذه المرة لطلبات إيطاليا بفتح معسكرات للمهاجرين الأفارقة كخطوة أولية لتوطينهم في ليبيا".
وأكد أن هذا يأتي "ضمن مشروع أوروبي كبير، يهدف للتخلص حتى من المهاجرين الذين وصلوا مختلف البلدان الاوروبية ورفضت طلبات لجوئهم، ويبحث لهم الآن عن دول ثالثة لاستقبالهم مقابل قروض وهبات ومساعدات مالية، وفي الحالة الليبية دعم سياسي لحكومة الدبيبة وإفشال أي محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا مقابل ذلك".