عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم العربي

آخرها في "البيضاء".. تفجير المنازل سياسة حوثية لترهيب اليمنيين (فيديو)

آخرها في "البيضاء".. تفجير المنازل سياسة حوثية لترهيب اليمنيين (فيديو)
23 مارس 2024، 5:35 م

تستمر ميليشيا الحوثي في انتهاج سياسة الترهيب تجاه اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عبر تفجير المنازل، رغم  الإدانات  الدولية، والغضب الشعبي، بسبب تلك الأعمال التي أزهقت أرواح عدد لا يحصى من المدنيين.

وكان آخر فصول تلك السياسة ما جرى في محافظة البيضاء "وسط اليمن"، حيث وجد سكان أنفسهم أمام مأساة إنسانية بعد إقدام مسلحين حوثيين، يوم الثلاثاء الماضي، على تفجير منزلين متجاورين في حي الحفرة بمديرية رداع، المكتظ بالسكان المدنيين، ما أدى إلى انهيار وتدمير المساكن المجاورة على رؤوس ساكنيها.

وأسفرت الحادثة عن مقتل 16 شخصًا بشكل مأساوي، بينهم 9 أفراد من أسرة واحدة، وإصابة آخرين من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

وفي حديث لـ"إرم نيوز"، وصف الكاتب والصحفي محمد الشجاع هذه الأحداث بأنها "نتيجة طبيعية لأجندة الحوثيين المتجذّرة في الترهيب والفوضى المدبرة".

وفيما يتعلّق بتفجير المنازل، أكد الشجاع أن هذا الأمر مرفوض على جميع الأصعدة، وأضاف أن "الوحشية التي أظهرتها ميليشيا الحوثي، خلال السنوات الثماني الماضية، إلى جانب الاختلالات الأمنية السائدة، تُعد دليلاً واضحًا على عجزها عن التحول إلى كيان سياسي شرعي ملتزم بالمعايير المعاصرة لبناء وإدارة الدولة".

ويستبعد الشجاع توقف ميليشيا الحوثي عن تفجير المنازل، نظرًا لاستخدامها تاريخيًا كسياسة وأداه لترهيب وقمع المدنيين، مشددًا على أهمية العمل الجماعي في المقاومة من قبل المجتمع والحكومة ضد أجندة الميليشيات، والكشف عن أفعالها حتى إيجاد مخرج من "النفق"، على حد وصفه.

جرائم سابقة

ومع ذلك، فإن محاولات ميليشيا الحوثي النأي بنفسها عن الحادثة بوصفها "عملاً فرديًا" تعرّيها العشرات من الجرائم المماثلة التي ارتكبتها منذ انقلابها العام 2014.

وفي منتصف ديسمبر 2023، كشف تقرير أصدره "المركز الأمريكي للعدالة" أن حصيلة المنازل التي استهدفها مسلحو الحوثي، تبلغ نحو 513 مسكنًا، تعرضت جميعها للنهب قبل التفجير.

ونُفذت هذه الجرائم في 15 محافظة يمنية ضد المعارضين لمشروعها الانقلابي، وذلك خلال الفترة الممتدة من  مارس 2011 وحتى سبتمبر 2023.

واحتلّت محافظة البيضاء المرتبة الأولى في القائمة، حيث تم استهداف 118 منزلاً، تليها محافظة تعز بـ 105، والجوف بـ 76. وتشمل المحافظات المتضررة الأخرى صعدة بـ 73، وإب بـ 62، وصنعاء بـ 57، ومأرب. 53، وذمار 37، وحجة 31، والضالع 23، ولحج 22، وعمران 21، والحديدة 14، وشبوة 6 منازل، وأبين 5 منازل.



سياسة الترهيب

وفي السياق ذاته يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد الكريم المدي لـ"إرم نيوز" إن "ميليشيا الحوثي انتهجت إستراتيجية إرهابية تمتد سنوات، لإرهاب الشعب وفرض سلطتها الاستبدادية بقوة السلاح والبارود بالتخويف والإكراه".

ويرى المدي أن تفجير المنازل "مظهر صارخ للعدوان الإجرامي والسلوك المنحرف المخالف لقوانين الطبيعة، الذي يبين الشهية الإجرامية للحوثيين".

وتضع موجة تفجيرات المنازل، بما فيها الحادثة الأخيرة، المجتمع الدولي أمام منعطف حرج وخيارين لا ثالث لهما، بحسب المدي: "إما التمسك بالدفاع عن الإنسانية والقانون الدولي في اليمن، أو إدامة الصمت وخيانة الأطفال والشعب اليمني، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقيم الإنسانية العالمية، وهو السيناريو الذي يرفضه اليمنيون بشدة".

ويرى المدي أن عدم التحرك "سيشجع ميليشيا الحوثي على إيقاع مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، وانتهاك حقوق الإنسان، وإدامة ما وصفه بـالإرهاب الطائش ذي الدوافع العنصرية".

تفاصيل الحادثة

وفيما يتعلّق بالحادثة الأخيرة في مدينة رداع، تعزو ميليشيا الحوثي سببها إلى مقتل أحد قياداتها في كمين مسلّح، يوم الأحد السابق، قام به أحد أفراد العائلتين اللتين فُجّر منزلاهما، انتقامًا لمقتل أحد أبنائها برصاص مرافقي مدير أمن البيضاء التابع لميليشيا الحوثي، قبل نحو عام.

وتعود هذه الأسباب إلى فشل قيادة ميليشيا الحوثي في معالجة مظالم عائلة الفقيد خلال عام كامل، كما أوضحه، مؤخرًا، فيديو على اليوتيوب نشره ناشط يمني من البيضاء، ويقيم حاليًا في الولايات المتحدة.

تنديد ووعيد

وأدانت الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي الأعمال الشنيعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي في رداع البيضاء، مطالبة منظمات حقوق الإنسان بالتحرك الفوري والانتصار لضحايا التفجيرات، مشددة على ضرورة حماية أرواح المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي.

ووسط استهداف متواصل للمنازل من قبل ميليشيا الحوثي، توعّد عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، عقب مأساة رداع، بأن "دماء اليمنيين التي سالت على أيدي الحوثيين لن تبقى دون ردٍ".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC