كراكاس: واشنطن ألغت تراخيص شركات البترول الفنزويلية الدولية
وسط تزايد الهجمات على لبنان، تعمق القصف الإسرائيلي في ضرب المناطق التراثية والأثرية، إذ استُهدفت مدينة بعلبك، المعروفة بـ"مدينة الشمس"، في أحدث موجة قصف أثارت قلقاً متزايداً بشأن التراث اللبناني.
ولا يقتصر القصف على المباني السكنية والأسواق التجارية، بل يطال الأماكن التراثية ذات الرمزية التاريخية العميقة، مما يثير التساؤلات حول مسعى إسرائيل لمحو تاريخ لبنان وإرثه العريق.
تدمير مقصود
التقى مراسل "إرم نيوز" ببعض اللبنانيين الذين عبروا عن قلقهم من أن يكون هذا الاستهداف جزءاً من خطة متعمدة لإزالة تراث لبنان. إذ قال الصحافي خليل القاضي، من مدينة بعلبك، إن قصف بعلبك يعد مؤشراً خطيراً على استهداف التراث الثقافي اللبناني.
وأضاف: "بعد استهداف قرى وبلدات كالمحيبيب وسوق النبطية الأثري وصور، يبدو أن الهدف ليس فقط قتل الشعب والحجر، بل طمس الذاكرة الثقافية".
وأكد القاضي أن بعض المعالم الأثرية، مثل قبة دوريس وثكنة ديغول، تعرض لأضرار جسيمة، ما يعزز المخاوف من محاولة "قتل التاريخ" اللبناني.
التراث الثقافي والاقتصادي
وفقاً لعمر حيدر، المتخصص في ترميم المباني الأثرية، تنقسم المباني التاريخية في لبنان إلى مبانٍ أثرية مسجلة لدى اليونسكو وأخرى تراثية يتجاوز عمرها المئة عام.
ويعتقد حيدر أن إسرائيل تتعمد إلحاق أضرار بالمباني الأثرية بشكل غير مباشر، عبر استهداف المباني المجاورة لتتأثر بفعل قوة الانفجارات.
وأوضح حيدر لـ"إرم نيوز" أن سوق بعلبك التراثي، الذي يعود تاريخه لأكثر من 150 سنة، تعرض لأضرار جسيمة نتيجة القصف، ما يعكس سياسة ممنهجة لمحو الطابع التراثي والسياحي لهذه المدن، وتدمير الاقتصاد المحلي الذي يعتمد على تجارة صغار ومتوسطي التجار في هذه الأسواق.
مهمة مستحيلة
يؤكد حيدر على صعوبة إعادة بناء هذه المناطق بالأسلوب ذاته، إذ يقول: "الحجارة المستخدمة في بناء هذه المعالم تضررت بشكل كبير، مما يمنع إعادة استخدامها لترميم المواقع التاريخية بنفس الطابع الأصلي".
وأشار إلى أن ترميم بعض الأجزاء، مثل سور قلعة بعلبك، قد يكون ممكناً، بينما تضررت معالم أخرى مثل قبة دوريس بشكل يصعب معه استعادتها إلى سابق عهدها.
خطر الاهتزازات والانهيارات
إضافة إلى الأضرار المباشرة، يشير حيدر إلى خطورة الاهتزازات التي تسببها قوة الانفجارات، والتي تعادل زلزالاً محلياً، مما يزيد من احتمال انهيار المعالم الأثرية.
وأوضح أن هذه الاهتزازات، بالتزامن مع الأمطار والثلوج المتوقعة في فصل الشتاء، قد تشكل خطراً كبيراً على الأبنية القديمة، مما قد يسرع انهيارها.
وأثارت هذه التطورات مخاوف كبيرة على الساحة الدولية، حيث يعد تراث لبنان جزءاً من التراث الإنساني المشترك، وتدميره يشكل خسارة كبيرة للبشرية.
ومع استمرار القصف، تتعالى الأصوات المطالبة بوقف هذه العمليات والحفاظ على التراث اللبناني، باعتباره ذاكرةً ثقافية وتاريخية لا تقدر بثمن.