أدرجت الولايات المتحدة ستة من كبار قادة حماس في قائمة عقوباتها، وهي الخطوة التي يرى خبراء ومختصون أنها ستؤثر بشكل كبير في مصادر تمويل الحركة، وموقفها من المفاوضات مع إسرائيل للتهدئة في غزة.
ووفق وزارة الخزانة الأمريكية، فإن "الأعضاء الستة هم من ممثلي الجماعة في الخارج، وعضو كبير في الجناح العسكري للحركة، إلى جانب أفراد متورطين في دعم جهود حماس في جمع الأموال وتهريب الأسلحة لغزة".
وقال المحلل السياسي، كمال الأسطل، إن "العقوبات الأمريكية على قادة حماس سيكون لها الأثر الكبير على الحركة، سواء من ناحية الدعم المالي، أو الوضع السياسي والتفاوضي مع إسرائيل فيما يتعلق بالتهدئة في قطاع غزة".
وأوضح الأسطل، لـ"إرم نيوز"، أن "تلك العقوبات ستؤثر في المهام الموكلة من قبل الحركة لقادتها في الخارج، خاصة ما يتعلق بنقل الأموال والموازنات العامة لتحركاتهم ومهامهم المتعددة، كما أنها ستكون سببًا بتقليص تحركاتهم الخارجية".
وأشار إلى أن "ذلك سيمثل وسيلة ضغط قوية على الحركة التي ستكون مضطرة لتقديم تنازلات للولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بصفقة تبادل أسرى"، مشددًا على أن ذلك سيكون في إطار بنود غير معلنة في أي اتفاق مرتقب.
وبيّن الأسطل أن "الخطوة الأمريكية تأتي في إطار سعي إدارة الرئيس جو بايدن للتوصل إلى اتفاق تهدئة على جبهتي إسرائيل الشمالية والجنوبية، ما يمكنها من الخروج بشكل مشرف من البيت الأبيض، عبر تحقيقها إنجازا كبيرا واستثنائيا".
ولفت إلى أن "العقوبات الأمريكية ستكون مصحوبة بسلسلة من المضايقات والملاحقات الأمريكية والإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن خروج قيادة حماس من قطر وفرض عقوبات عليهم سيصعبان مهمة الحركة في استعادة هيكلها التنظيمي.
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية، أيمن يوسف، إن "العقوبات الأمريكية تأتي في إطار تبادل أدوار بين واشنطن وتل أبيب، بحيث تقوم الأخيرة بالعمل على تدمير حماس داخل غزة، في حين تعمل الولايات المتحدة على تدميرها في الخارج".
وأوضح يوسف، لـ"إرم نيوز"، أن "الولايات المتحدة تعمل من خلال تلك العقوبات على إجبار حماس على إحداث تغييرات جذرية في مواقفها واستراتيجياتها السياسية والعسكرية، وتدفع للاختيار بين الملاحقة والاعتقال والاغتيال والعقوبات، أو تقديم التنازلات الشاملة سواء للتهدئة أو للاتفاق مع إسرائيل".
وأضاف يوسف: "بتقديري حماس ستكون مجبرة على الرضوخ للضغوط الأمريكية، خاصة أن حلفاء واشنطن ودول العالم ملزمون بموجب اتفاقيات دولية بتنفيذ العقوبات الأمريكية، بما في ذلك بعض الدول التي تستضيف قادة الحركة".
وبين أن "حماس لا يمكنها تجاوز الأزمة التي ستسببها العقوبات الأمريكية الجديدة إلا من خلال القبول بتقديم تنازلات لإتمام صفقة تبادل أسرى، والقبول بالتحول إلى حزب سياسي بعيدًا عن العمل العسكري في غزة وخارجها".
وختم يوسف قائلًا إن "الوضع الحالي لحماس سيكون سببًا باتخاذ قادتها قرارات جوهرية، ستدفع نحو تحولات جذرية للحركة، تعيد من خلالها صياغة برنامجها السياسي وتحالفاتها الإقليمية، ما سيبعدها عن محور إيران وحلفائها"، وفق تقديره.
