روسيا تعلن استئناف القتال بعد هدنة عيد القيامة في أوكرانيا
توقع خبراء استراتيجيون ومختصون في الشأن السوري، مواجهة مرتقبة قد تتحول إلى حرب، بين "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع، وتنظيم "داعش"، في ظل التمدد الذي يتحرك فيه الأخير في نواح عدة بسوريا وصلت إلى أطراف المدن الرئيسة، ولا سيما العاصمة دمشق وضواحيها.
وقال الخبراء، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إنه رغم عدم قدرة الشرع على تنظيم صفوف قواته وفصائله بالشكل المطلوب لمواجهة "داعش" في الوقت الحالي، فإنه يريد الرهان على هذه المواجهة، حتى يثبت للغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، أنه قادر على خوض المرحلة الانتقالية وبناء الدولة السورية الجديدة، وأنه غير محسوب على التنظيمات الراديكالية والمتشددة.
وتتصاعد المخاوف، من جانب الخبراء، حول حجم القدرات التسليحية التي استولى عليها "داعش" من ترسانة عسكرية وأسلحة من مستودعات الجيش السوري بعد سقوط النظام السابق؛ ما يقوّي فرص التنظيم في الاستحواذ على مساحات مهمة في سوريا، خلال الفترة المقبلة.
ويرى الخبير الاستراتيجي، الدكتور محمد يوسف النور ، أن "هناك تمددًا واضحًا لداعش في مناطق بسوريا، في ظل استغلال التنظيم، عدم قدرة الإدارة الحالية في دمشق بقيادة الشرع على التوصل إلى تفاهمات عريضة مع المكونات السورية، لتشكيل جيش جديد وانضمام كل الفصائل العسكرية إليه"، لافتًا إلى أن "مع هذا التمدد لداعش، ستكون المواجهة العسكرية قادمة مع قوات الهيئة وفصائلها".
ويوضح النور، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "هناك حالة استعصاء ميداني وعسكري دخلت فيها هيئة تحرير الشام، لعدم قدرتها على التوصل إلى أيّ نقاطِ تلاقٍ إيجابية مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وعدم قبول تركيا بحل ما يعرف بالجيش الوطني، ورفض المناطق التي تخضع لقيادة المقاتلين الدروز في الجنوب؛ السويداء وريفها، الدخول إلى الهيئة بشكل كامل كمؤسسة عسكرية واستلام الأمن في مناطقهم".
وبيّن النور أن "هذه المواجهة العسكرية المنتظرة بين الهيئة وداعش، تعكس الصراع الإقليمي بين الدول التي تريد الحصول على أكبر قدر ممكن من الكعكة السورية، ومن الطبيعي أن يستغل داعش هذه الظروف وأن يقوم بعملية إعادة تجميع لقواته في عدة مواقع وسط سوريا صحراوية، وأن يستثمر بشكل دعائي كبير للغاية، إعادة استقطاب المزيد من المتطوعين، في وقت يتوغل فيه عناصر، منهم نساء دواعش داخل الأماكن العامة والأسواق وأمام التجمعات والمدارس، للدعوة إلى نصرة ما يسمى إحياء الخلافة في مرحلتها القادمة".
واستكمل الخبير الاستراتيجي بالقول، إن "كل الظروف مهيأة اليوم ومواتية ليقوم "داعش" بالتقدم والتحرك التدريجي بمناطق باتجاه ضواحي دمشق ومدن رئيسة أخرى، في ظل امتلاكه ترسانة عسكرية بعد أن سيطر واستحوذ التنظيم على بعض مستودعات أسلحة الجيش السوري وبعض النقاط العسكرية، وقام بعملية نقل العتاد العسكري الضخم والأسلحة الثقيلة والخفيفة وتوزيعها في المناطق المحصنة التي تتمركز فيها مجموعاته، داخل الجغرافيا السورية".
فيما يرجح الباحث السياسي السوري، بسام ريحان، أن "يكون هناك صدام كبير وواسع ودموي خلال الفترة المقبلة، بين "تحرير الشام" و"داعش"، في الوقت الذي يريد فيه الشرع أن يثبت للغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة، عدة أمور في صدارتها، أنه قادر على خوض المرحلة الانتقالية وبناء الدولة، وأنه غير محسوب على التنظيمات الراديكالية المتشددة".
ويوضح ريحان، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "مبادرة الهجوم لن تكون من الهيئة التي ستعمل على الرد والمواجهة من خلال فصائلها في حال تحرك داعش إلى المدن الكبرى ودمشق، ولاسيما أن قوات الهيئة في هذا التوقيت منشغلة بمحاولة السيطرة على أحداث تشهدها مناطق بالساحل السوري، تحمل جانبًا من التوتر والقتال بين فصائل مسلحة ومكونات هناك".
ويقول ريحان، إن "داعش يواصل مهاجمته للشرع والترويج باعتباره العدو الأول لها ولسياسة الإمارة؛ ما ينبئ بقرب مواجهة خطيرة، ولاسيما أن أطراف مدينة دمشق مترامية، ولا يمتلك الشرع القدرة العسكرية الكافية والمؤهلة، لصد أي تسلل لداعش إلى العاصمة أو أطرافها أو ضواحيها بالشكل المطلوب، خاصة بعد تأهيل التنظيم لمستويات قدراته القتالية في الفترة الأخيرة".
وأردف أن "العاصمة دمشق هي الأكثر ترجيحًا لهذه الهجمات والمواجهة، والهيئة تجهز بشكل كبير للتعامل مع كافة أشكال التسلل والاختراق، لأنه في حال تحقيق داعش نتائج على الأرض تجاه العاصمة، سيعمل التنظيم على تحريك قوات أخرى تابعة له للتحرك والسيطرة في وقت متزامن على حمص وحلب".