logo
العالم العربي

هل فشلت الاستخبارات الإيرانية في إحباط اغتيال هنية؟

هل فشلت الاستخبارات الإيرانية في إحباط اغتيال هنية؟
إسماعيل هنية مع خامنئيالمصدر: رويترز
31 يوليو 2024، 10:28 ص

رأى مراقبون إسرائيليون أن اغتيال زعيم حماس، إسماعيل هنية في طهران، يؤشر على عمل استخباري دقيق، وقدرة الاستخبارات الإسرائيلية على الوصول إلى قلب العاصمة الإيرانية، وجمع وإرسال معلومات دقيقة في الوقت الصحيح، معتبرين أن العملية قد تطرح احتمال إخفاق استخباري إيراني.

وقبل ساعات من اغتياله شارك هنية في حفل التنصيب كانت زيارة علنية، وحظيت بتغطيات إعلامية واسعة مصحوبة بصور وصوله واجتماعاته، وظهر في طهران برفقة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، وقد استقبلهما المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أمس الثلاثاء.

وكانت نتيجة زيارة هنية إلى طهران لمشاطرة الإيرانيين هذا الحدث موته وغيابه عن الساحة، ومنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته نقاطًا سياسية، لم يتمكنوا من تحقيقها طوال 10 أشهر مضت.

ووفق تقارير إعلامية، ضرب صاروخ موجه جسد هنية مباشرة وهو في غرفته، وفق بعض الروايات، في أحد الفنادق في طهران، على حين تقول روايات أخرى إنه رفض لدواعٍ أمنية الإقامة في الفندق، وقضى الليلة في مكان سري شمالي طهران، حيث طاله الصاروخ الموجه.

وتقول طهران إنها تقود ما تسميه "محور المقاومة" ضد إسرائيل. وكان "حزب الله" و"الحوثيون" والميليشيات الموالية لإيران في العراق قد انضمت إلى الحرب على غزة لتخفيف الضغط عن حماس، وتمسك "حزب الله" بربط وقف التصعيد مع إسرائيل بوقف الحرب في غزة.

ومن المفترض أن لدى الاستخبارات الإيرانية حساسية مفرطة إزاء شخصية مثل هنية، ولديها معلومات بأن إسرائيل تباشر تنفيذ حملة اغتيالات ضد قادة حماس جميعهم الذين شاركوا في التخطيط، أو أعطوا الضوء الأخضر، أو أيدوا هجوم الـ 7 من أكتوبر على المستوطنات، ثم يتعين أن تكون على يقين بأن إسرائيل تنتظر الفرصة لاغتياله.

حلقة ضعيفة

وخلال الشهور الأخيرة زار هنية عددًا من العواصم، انطلاقًا من مقر إقامته في الدوحة عاصمة قطر، ثم جاء اغتياله في طهران، ما يعني أنها بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية "الحلقة الضعيفة" والعاصمة التي يمكن العثور فيها على ثغرة لاغتيال شخص مطلوب.

ويعد اغتيال زعيم حماس إخفاقًا استخباريًّا من الدرجة الأولى يؤخذ على الاستخبارات الإيرانية واستخبارات الحرس الثوري، إذ كان يتعين أن تجري زيارته ومغادرته في سرية تامة، وفي ظل إجراءات أمنية مشددة وعمليات تمويه؛ نظرًا لكونه على رأس المطلوبين إسرائيليًّا.

ويمكن القياس على واقعة اغتيال قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، رضا زاهدي، في دمشق، في أبريل نيسان الماضي.

ووقتها استهدفت إسرائيل موقعًا سياديًّا إيرانيًّا هو القنصلية في دمشق، فطُرحت تساؤلات بشأن كيفية تيقن إسرائيل من أن الشخص المستهدف الذي يقبع داخل القنصلية الآن هو زاهدي، وحمّل بعضهم أجهزة الأمن الإيرانية المسؤولية، إضافة إلى تحميل زاهدي نفسه المسؤولية لتخليه عن الحذر.

ويعد اغتيال هنية من تلك الزاوية إخفاقًا أكبر من الإخفاق المتعلق بكشف إسرائيل لهوية زاهدي في التوقيت الصحيح.

الاغتيال رسالة مزلزلة إلى إيران وأذرعها في المنطقة

معاريف

وقد وقع اغتيال هنية في طهران، وفي ساحة ينبغي أن تكون تحت سيطرة الاستخبارات الإيرانية بالكامل، وتعرف كيف يمكنها أن توفر الحماية لشخصية مطلوبة ومهمة لتحقيق سياسات النظام الإيراني المفترضة بشأن محور المقاومة.

بعض التقارير أفادت بأن الحرس الثوري الإيراني أكد أنه سيحقق في ملابسات الاغتيال، ونقلت عن مصادر أن "اغتيال هنية في طهران قيد التحقيق".

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها رسميًّا، ولكن إعلامها يحتفي بالاغتيال على الأراضي الإيرانية، وذكر المحلل آفي أشكنازي، بصحيفة "معاريف" أن الاغتيال رسالة مزلزلة إلى إيران وأذرعها في المنطقة، بأن إسرائيل قادرة على ضرب أي مسؤول على الأراضي الإيرانية.

وأوضح أشكنازي أن تل أبيب لم تشأ أن تنفذ الاغتيال في الدوحة، وأنها استغلت مراسم تنصب بزشكيان، وشنت عملية تستند إلى استخبارات دقيقة للغاية في قلب إيران، ووجهت ضربة مباشرة للهدف دون أضرار جانبية.

أخبار ذات علاقة

وكالة إيرانية تكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال هنية

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC