تجدد الغارات الأمريكية على مدينتي صنعاء وصعدة في اليمن
يرى خبراء ومختصون في الشؤون الإقليمية والدولية، أن إسرائيل بدأت بشكل فعلي وبالتعاون مع الولايات المتحدة بتنفيذ مخطط تهجير سكان قطاع غزة لدولة ثالثة، مؤكدين أن استئناف الحرب أحد أبرز العوامل التي ستؤدي لتمرير المخطط.
وبالتزامن مع استئناف إسرائيل الحرب ضد حركة حماس في غزة، أنشأت إسرائيل وحدة لتهجير سكان القطاع، وذلك في إطار مقترح قدمه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، والتي تتولى تأمين نقل السكان وتحديد مسارات الحركة.
وأكد كاتس، أن "التهجير الطوعي لسكان غزة يأتي وفقًا لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي إطار القانون الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أنه سيتم السماح لكل من يرغب من سكان القطاع بالانتقال من غزة لدولة ثالثة بذلك.
ويرى الخبير في الشؤون الإقليمية، محمد عبد الواحد، أن "إسرائيل بدأت عملية التهجير من خلال عمليتها العسكرية الحالية، والتي استخدمت بشكل أساسي تكتيكا جديدا يعتمد على استراتيجية الصدمة، والغارات الجوية المكثفة".
وقال عبد الواحد، لـ"إرم نيوز"، إن "الغارات الإسرائيلية التي يجري تنفيذها في غزة أغلبها دون داعٍ، وتأتي في إطار ضعف قدرة الفصائل الفلسطينية على العمل العسكري ضد إسرائيل، علاوة على أنها اعتمدت على معلومات عالية الدقة".
وأوضح أن "إسرائيل تعمل على ترويع سكان غزة، وخلق بيئة لا تصلح للحياة البشرية، وذلك في إطار الفكرة الأمريكية التي تقوم على الرؤية الإسرائيلية، وتتزامن مع حرب نفسية لدفع سكان القطاع لقبول مخطط التهجير".
وأضاف "إسرائيل تحاول إقناع الفلسطينيين بأن دولا عربية تقبل بتهجير السكان، وأن الجميع متفق على القضاء على حماس"، متابعًا "إسرائيل لديها هدف كبير في المنطقة يتمثل بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية".
وتابع "سنشهد تحركات للتهجير تحت مسمى التحرك الطوعي، خاصة وأن البيئة التي خلقتها إسرائيل على إثر الحرب طاردة للسكان، حيث أقدمت الحكومة الإسرائيلية على طرح التهجير كقضية قابلة للنقاش ثم جعلتها أحد السيناريوهات وطالبت ببديل لها من الدول العربية، ما يؤكد أن المخطط بدأ بالفعل.
ويرى الخبير في الشأن السياسي، طلال عوكل، أن "مخطط التهجير قيد التنفيذ عمليًا عبر تكثيف الضغط العسكري، وحصار وتجويع وتجريف عوامل البقاء"، مشيرًا إلى أن المخطط الإسرائيلي ليس حصرًا على غزة، وإنما خطوة تجريبية لتنفيذه بالضفة الغربية.
وقال عوكل، لـ"إرم نيوز"، إن "الضفة الغربية هي المستهدفة بشكل أساسي، وتهجير سكانها سيكون عاملًا في تصفية القضية الفلسطينية، ووضع الفلسطينيين أمام خيارات إما البقاء بعيدًا أو الموت بوسائل مختلفة، أو الهجرة".
وأضاف "نجاح المخطط تنطوي عليه أبعاد استراتيجية خطيرة، خاصة وأنه يشكل تهديدًا وجوديًا للنظام لبعض الأنظمة العربية، خاصة مصر والأردن"، مشددًا على أن الدول العربية أمام خيارات صعبة في مواجهة مخطط التهجير.
وتابع "مخطط التهجير تهديده ليس سياسيا فقط؛ وإنما له أبعاد جغرافية على مختلف المناطق والمدن القريبة من فلسطين"، قائلًا "التأخير في استعادة التوافق الفلسطيني بمختلف الذرائع يعني استنزاف الوقت وتقديم المزيد من الأثمان بدون أي فائدة".
