ماذا بعد حادث "اللنبي"؟.. تطورات "خطرة" متوقعة على الحدود الأردنية الإسرائيلية

تسود مخاوف في الشارع العربي والفلسطيني تحديدًا، حول استغلال إسرائيل، عملية إطلاق النار التي وقعت، صباح الأحد، في معبر "اللنبي" بين الأردن وإسرائيل، واستخدامها ذريعةً لتضييق الخناق على سكان الضفة الغربية، من خلال تشديد الإجراءات على الحدود الأردنية، التي ربما تؤدي لحدوث توتر في العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ولو مؤقتًا، وفق خبراء ومختصين.

وكان قُتل 3 إسرائيليين، الأحد، إثر إصابتهم بالرصاص، من قبل سائق شاحنة أردني، خلال هجوم مسلح في معبر "اللنبي" قرب الحدود الإسرائيلية مع الأردن، والقتلى الثلاثة في الخمسينيات من العمر، هم حراس أمن في هيئة المعابر الإسرائيلية، حسب صحيفة "معاريف" العبرية.

إجراءات إسرائيلية

وتعقيبًا على ذلك، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي، خلدون البرغوثي، أن "الجرائم التي ترتكبها إسرائيل والمستوطنون، أدت إلى حالة الغضب المتصاعدة عربيًّا، التي قد تدفع لمثل هذه العمليات بين حين وآخر".

وعدَّ البرغوثي، أن الحدود الأردنية مع إسرائيل، ستشهد إجراءات إسرائيلية أكثر تشددًا، وتأثرًا، بعدِّها الأطول، وربما تؤدي إلى حدوث توترات مع الأردن.

وقال البرغوثي، لـ"إرم نيوز": إن "تلك الحدود تتعرض لكثير من عمليات الاختراق، وتهريب الأسلحة والمواد المتفجرة، وهو الأمر الذي يؤثر تأثيرًا كبيرًا في الوضع الأمني والعسكري بالضفة الغربية، وتحديدًا مدنها الشمالية".

وأوضح أن "عمليات التهريب توفر سلاحًا نوعيًّا للفصائل الفلسطينية المسلحة، وهو الأمر الذي قد يدفع السلطات الإسرائيلية، لاتخاذ مزيد من الإجراءات، لرصد عمليات التهريب والعمليات المسلحة، خاصة ما يتعلق بدخول الشاحنات".

وأضاف: "الحدود الأردنية منطقة طويلة جدًّا بالنسبة للجيش الإسرائيلي، ومن الصعوبة ضبطها من دون إجراءات مشددة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى غضب لدى عمان، خاصة أن الإجراءات الأمنية ستكون صعبة للغاية".

وأشار إلى أن "إسرائيل ستعمل خلال المدة المقبلة على إغلاق المنافذ جميعها، ومنع أي محاولات للتسلل أو تهريب الأسلحة"، مبينًا أنه من دون التنسيق والتوافق مع الجانب الأردني، فإن هذا الأمر سيزيد حدة الخلافات الأردنية الإسرائيلية.

وبخصوص الضفة الغربية، فإن "إسرائيل ستتجه نحو تضييق الخناق على الضفة الغربية وتوسيع عملياتها العسكرية في مدنها، ما سيدفعها لمنع دخول المساعدات من الأردن إلى غزة بوصفها ردًّا انتقاميًّا على العملية، ما يعني تصعيد من نوع آخر مع الأردن"، بحسب البرغوثي.

توقيت العملية

ومن جهته، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي، فايز عباس، أن "توقيت العملية مرتبط ارتباطًا مباشرًا بما يحدث في قطاع غزة والمسجد الأقصى"، مشيرًا إلى أن التوتر الأمني بمختلف الجبهات مع إسرائيل سيؤدي إلى إشعال المنطقة.

وقال عباس، لـ"إرم نيوز": إن "العملية على الحدود مع الأردن، تأتي في إطار الانتقام للتصعيد الإسرائيلي بمختلف المناطق"، لافتًا إلى أن ذلك يأتي في إطار تحذيرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تصاعد التوتر على الحدود".

وبين أن "العملية قد تكون مقدمة لعمليات نوعية، وأكثر خطورة خلال المدة المقبلة، وأن إسرائيل ستعمل على استغلالها للتضييق على الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بتنقلهم من الضفة الغربية إلى الأردن والعكس، وفرض إجراءات أمنية مشددة".

ووفق الخبير السياسي، فإن "إسرائيل ستستغل هذه العملية استغلالًا مناسبًا لها، وستجعل منها ذريعة لكل الإجراءات والقرارات التي ستُتَّخَذ خلال المدة المقبلة، وهو الأمر الذي سيغضب الأردن، ويدفعها للرد على حكومة بنيامين نتنياهو".