"نيويورك تايمز" عن مسؤول: الخلافات متجذرة بين حماس وإسرائيل
قال خبراء إن ميليشيا حزب الله ستقوم بعدة مناورات سياسية لتأجيل تسليم سلاحها إلى الجيش اللبناني.
وأضاف الخبراء لـ"إرم نيوز" أن الحزب سيقوم خلال فترة التأخير بالحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية على الصعيد الداخلي، مشيرين إلى أن المناورة قد تمتد إلى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة.
وذكر المحلل السياسي عبد النبي بكار أن "حزب الله بات على يقين أن الأوضاع السياسية اللبنانية والإقليمية تغيرت تماما وأن الظروف المحيطة به لم تعد كالسابق".
وأضاف بكار: "يأتي ذلك بعد الخسائر والضربات المتتالية على الصعيدين العسكري والسياسي".
وأشار إلى أن "قدرات الحزب العسكرية أصبحت ضعيفة جدا وخسر سيطرته السياسية الداخلية مع قدوم الرئيسين الجديدين، وتعرض تمويله لأزمة حادة بعد سقوط النظام في سوريا وفقدانه لمعابر التهريب غير الشرعية".
وأردف أن "الأهم أن إيران نفسها تتعرض للضغوط الأمريكية الهادفة إلى تحجيم قدراتها ودورها في منطقة الشرق الأوسط".
وقال لـ "إرم نيوز" إن "أهم المسائل العالقة في الوقت الحالي هي سلاح حزب الله، حيث بات الأمر مطلبا داخليا ودوليا وشرطا أساسيا لدعم مؤسسات الدولة اللبنانية".
وأضاف أنه "بسبب الأوضاع التي تبدلت فالحزب لن يكون قادرا على الرفض بشكل صريح لأنه يعلم أن الأمور ستكون أصعب بالنسبة إليه، بل سيقوم بالمناورة السياسية لأطول فترة ممكنة للحصول على القدر الأكبر من المكاسب مقابل تسليم السلاح والتوصل لاستراتيجية دفاعية تبقي له بعض ماء الوجه أمام بيئته الحاضنة" وفق تعبيره.
وتابع أن حزب الله "سيحاول أن يكون جزءا من المعادلة العسكرية اللبنانية وجزءا من صناع قرار الحرب والسلم".
ولفت بكار إلى أن "الحزب سيقوم بإطالة مسألة السلاح إلى ما بعد الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها العام المقبل".
الدكتور فتحي السيد، المختص بالشأن الإيراني، رأى أن مسألة السلاح بالنسبة إلى حزب الله ليست بالأمر السهل الذي يمكن الاستغناء عنه بسهولة".
وأضاف السيد أن "أساس عقيدة الحزب مبنية على شعارات المقاومة والدفاع عن الأرض والسلاح المقدس، وهي شعارات استطاع الحزب من خلالها استقطاب المقاتلين والحزبيين والموالين له طيلة السنوات الماضية وأمنت له بيئة شعبية واسعة وأمنت له بالتالي السيطرة الأمنية والسياسية على حد سواء".
وتابع قوله: "بالتالي فإن الاستغناء عن هذه الشعارات وتسليم السلاح بالشكل الكامل إلى الدولة اللبنانية سيكون أمرا صعبا بعض الشيء".
ويتفق المختص بالشأن الإيراني مع بكار حول مماطلة الحزب لفترة إنجاز ملف السلاح.
وأضاف: "أولا حتى لا يفقد قاعدته الشعبية بشكل سريع وثانيا حتى لا يزيد من الخسائر السياسية التي أصابته، فتقريبا لم يبقَ له إلا السلاح كأداة ضاغطة بعد فقدانه الثلث المعطل الذي كان يتحكم بالأداء الحكومي من خلاله" وفق تعبيره.
ولفت السيد إلى أن "مسألة السلاح لا تعتبر مسألة خاصة بحزب الله وحده، بل الأمر يعتبر مسألة إيرانية أيضا كون الحزب أحد أذرع الحرس الثوري وقرار تسليم السلاح سيصدر من طهران وليس من بيروت".
واعتبر أن "الأمر مرتبط بمسار السياسات الدولية خاصة تلك المتعلقة بالملف الإيراني ليصار بعدها رسم مسار مستقبل الحزب، إلا أن المؤشرات تدل على توجه إيران للاستغناء عن أذرعها استجابة للضغوط الأمريكية".