الجيش الإسرائيلي: التحاق لواء غفعاتي بالفرقة 162 في إطار توسيع العملية العسكرية في جباليا

logo
العالم العربي

في 65 يوماً.. ماذا فعل السنوار خلال رئاسته لحماس؟

في 65 يوماً.. ماذا فعل السنوار خلال رئاسته لحماس؟
يحيى السنوارالمصدر: رويترز
18 أكتوبر 2024، 2:50 ص

اختارت حركة "حماس" الفلسطينية، في 6 أغسطس/ آب الماضي، يحيى السنوار رئيساً جديداً لها، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران.

وجاء تولي السنوار للمهمة في ظروف صعبة للغاية إذ تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، الذي يعيش فيه قائد الحركة، ولم يمض سوى شهرين حتى تمكن الجيش الإسرائيلي من اغتياله "مصادفة"، يوم الخميس. 

وتمكن الجيش الإسرائيلي من تصفية رئيس "حماس" الجديد، يحيى السنوار، في حي "تل السلطان" بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، إثر اشتباكات مباشرة مع الجيش.

وعقب تمشيط المنطقة والعثور على جثة اكتشفت إسرائيل أنها تعود بالفعل للسنوار، جرى نقل الجثة إلى تل أبيب، من أجل فحص الحمض النووي والتأكد من أن الجثة تعود لقائد الحركة.

صانع قرار

تولى السنوار رئاسة المكتب السياسي لحركة "حماس" بعد اغتيال سلفه هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، حيث اختياره جاء بعد أن طلب السنوار بنفسه أن يكون رئيساً أعلى للحركة، بحسب "اندبندنت عربية".

لكن القيادي في "حماس" أسامة حمدان يقول إن اختيار السنوار جاء بناء على إجماع من مجلس شورى الحركة، إذ تشاور القادة وأجمعوا القرار حول السنوار وبايعه الجميع لأنه يستحق أن يتولى رئاسة المكتب السياسي للحركة، وفق رؤيتهم.

وقبل أن يتولى السنوار أعلى منصب قيادي، وهو رئاسة المكتب السياسي للحركة، كان يشغل منصب زعيم الحركة في غزة، أي أنه يعرف تفاصيل الحركة ويدير كافة أركانها حتى قبل تعيينه على رأس الهرم.

أخبار ذات علاقة

متى وكيف اكتشفت إسرائيل مقتل السنوار في رفح؟ (فيديو)

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ذلك عندما قال: "السنوار كان صانع القرار الرئيس في حماس وما يزال كذلك".

وفي الواقع، لم يكن السنوار يهتم بالتسميات الوظيفية ما دام منصبه يسمح له بالتحكم في كافة هيكليات الحركة ويمكّنه من اتخاذ أي قرار دون معارضة.

وهذا ما كان يطمح له قائد "حماس" بعد خروجه من السجون الإسرائيلية عام 2011، وفقاً لتقرير نشره موقع "إندبندنت عربية".

رسائل دبلوماسية

لكن، ماذا فعل السنوار خلال فترة توليه منصب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"؟ وللإجابة عن هذا السؤال يجب الإشارة إلى أن هذا المنصب سياسي بامتياز وله تدخلات عسكرية محدودة.

بعد تولي السنوار منصبه الجديد في رئاسة "حماس" حاول الرجل أن يبدو مهتماً به ويمارس نشاطه عبره كرئيس فعلي لا يتأثر بتداعيات الحرب الطاحنة، التي خطط لها وأدخل قطاع غزة فيها، وأول مهمة قام بها كانت ممارسة النشاط السياسي الدولي.

ووجّه السنوار، خلال فترة رئاسته للمكتب السياسي للحركة، والتي استمرت 65 يوماً فحسب، 3 رسائل سياسية، أولاها كانت للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في  10 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وفي رسالة السنوار لتبون قدم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" التهنئة لرئيس الجزائر، وبارك تجديد ثقة الشعب الجزائري في الرئيس تبون لقيادة البلاد، متمنياً له التوفيق والإعانة لخدمة الجزائر وشعبها الأصيل.

وفي الحقيقة، هناك بروتوكول عند حركة "حماس" بشأن توجيه رسائل من رئاسة المكتب السياسي إلى قادة العالم في المناسبات الرسمية والدولية وعند اختيار رئيس.

وبحسب التقرير، فمن غير المعروف إذا كان السنوار قد أرسل الرسالة بنفسه أم عبر مكتبه، لكنّ القيادي أسامة حمدان أكد أنها صدرت عن السنوار نفسه.

أخبار ذات علاقة

بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تعلق على مقتل يحيى السنوار

الرسالة الثانية، من السنوار كانت موجهة إلى الأمين العام لتنظيم "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله، قبل أن تغتاله إسرائيل، وجرى إرسال هذه الرسالة في 13 سبتمبر/ أيلول الماضي، وشكره فيها على انخراط الحزب في مواجهة إسرائيل ضمن معركة "طوفان الأقصى".

الرسالة الثالثة، فكانت موجهة من السنوار إلى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، وشكر السنوار من خلالها الميليشيا على "عاطفتهم الصادقة وإرادتهم الصلبة التي كانت في الميدان، وبارك وصول صواريخهم إلى عمق إسرائيل متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض"، وفق الرسالة.

رسائل للوسطاء

وعلى نطاق آخر، مارس السنوار دوره كرئيس لحركة "حماس"، التي تخوض حرباً ضد إسرائيل، وسار في بداية عمله في طريق المفاوضات باحثاً عن وقف لإطلاق النار وصفقة لتبادل رهائن.

ووجّه رئيس "حماس" الراحل رسالة إلى الوسطاء العرب في 13 أغسطس/ آب الماضي، بعد أيام من توليه رئاسة المكتب السياسي للحركة.

ويقول القيادي حمدان: "لعب السنوار حتى أثناء توليه منصبه دوراً رئيساً كمفاوض غير مباشر ولم يكن بعيداً من هذه المفاوضات، بل كان حاضراً في تفاصيلها وكان له رأي وهو التفاوض وفق الثوابت المعروفة، وهي وقف العدوان بصورة نهائية والانسحاب الكامل من قطاع غزة إلى جانب فتح المعابر وإدخال المساعدات وإعادة إعمار القطاع".

وبحسب حركة "حماس"، فإن السنوار طلب في رسالته إلى الوسطاء انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، قبل التباحث، ومن دون تحقيق هذا الشرط رفض الدخول في أية محادثات، وبالفعل أمر السنوار بوقف كامل لمفاوضات إنهاء الحرب ولم يستأنفها بتاتاً".

ويقول التقرير إن السنوار خلال فترة رئاسته للمكتب السياسي أجرى اتصالاً واحداً مع الوسيط القطري وأرسل رسالة صوتية مسجلة واحدة إلى الوسيط المصري، وكان ذلك عندما وصلت المفاوضات إلى وضع حرج، وفحوى هذه الاتصالات كان وقف محادثات صفقة التبادل.

إعادة التنظيم

أما على مستوى الحركة، أفاد مصدر بأن السنوار أرسل 5 رسائل لعناصر وهيكليات "حماس"، معظمها تدور حول إعادة هيكلية الحركة وتعيين شخصيات قيادية جديدة بدلاً من الذين اغتالهم أو قتلهم الجيش الإسرائيلي في حرب القطاع.

وقال المصدر: "معظم الرسائل التي كتبها السنوار في غزة أو في الخارج، كانت تعيينات جديدة. لقد نجح في سد الثغرات وتجاوز المناصب الفارغة وأعاد ترتيب حركته في شمال غزة، وقاد كتيبة رفح ونظم صفوف كتائب القسام وكذلك أدار الحركة خارج القطاع".

ومنذ بداية الحرب لم يظهر السنوار على الملأ، ولم يُسمع صوته في أي خطاب أو رسالة مسلجة، وكان معظم تواصله مع محيطه يدور حول إرسال رسائل داخلية وخارجية تتعلق بطبيعة العمل.

وحتى عند تواصل العالم مع السنوار فإن ذلك كان من طريق الرسائل، وخلال تولي السنوار منصبه الجديد في رئاسة "حماس" استلم رسالة واحدة كانت من قائد "الحرس الثوري" الإيراني يهنئه فيها على تعيينه زعيماً للحركة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC