قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية جديدة على منزل بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة

logo
العالم العربي

حقائق وأرقام.. هل الساحل السوري معقل نظام الأسد؟

حقائق وأرقام.. هل الساحل السوري معقل نظام الأسد؟
قوات من الأمن السوريالمصدر: (أ ف ب)
07 مارس 2025، 10:23 ص

ظلّ مصطلح "معقل النظام" ملتصقاً بالساحل السوري، ليس فقط خلال سنوات حكم بشار الأسد  (2000 – 2024) بل منذ عهد أبيه حافظ الأسد في بداية سبعينيات القرن الماضي، ومع سقوط حكم العائلة في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، أصبح من الصعب فصل المصطلح عن الساحل.

أخبار ذات علاقة

إلهام شاهين: بشار الأسد ليس مجرمًا وهذا رأيي بلا تردد

 وسقط الساحل السوري في يد قوات المعارضة بعد العاصمة دمشق، من دون أي مقاومة، لكن هذا كان بسبب الانهيار السريع لجيش النظام السابق، الذي اختبأ ضباطه الكبار ممن لم يتح لهم الهروب خارج البلاد، إلى الجغرافيا الوعرة، فيما كانت شوارع معروفة في الساحل تُسحب فيها تماثيل حافظ الأسد. مشهدان يؤكدان تعقيدات تركيبة الساحل. 

والساحل السوري، الذي يقع غربي البلاد على البحر الأبيض المتوسط، يشمل محافظتي اللاذقية وطرطوس، ويضم مدناً مهمة مثل بانياس وجبلة، بمساحة تقدر بأكثر من 4 آلاف كيلومتر مربع، ويقطنه مزيج سكاني متنوع من طوائف السُنة والعلويين والمسيحيين، لكن الأبرز أنه يضم أيضاً قرية القرادحة، أو قرية آل الأسد. 

يتركز الوجود العلوي في سوريا في مدينتي اللاذقية وطرطوس، إذ يسكن فيهما نحو مليوني علوي، هم نصف تعداد العلويين في سوريا، والذين يشكلون نحو 11% من نسبة السكان، بينما يتوزع النصف الآخر على العاصمة ومدن أخرى مثل حماة وحمص.

أخبار ذات علاقة

بعد ليلة ساخنة.. المشاهد الأولى لدخول الأمن السوري مدينة اللاذقية

 هذه الأرقام، مع وقائع تاريخية، مثل أن الساحل شهد برعاية الانتداب الفرنسي قيام "دولة جبل العلويين"، في عشرينيات القرن الماضي، إضافة إلى أنه كان المكان الوحيد الذي استعصى على قوات المعارضة إبان الحرب الأهلية (2011- 2024) باستثناء بعض الأرياف، وأنه كان يشهد التواجد الأكبر لآل الأسد، كلها جعلت فصل مصطلح "معقل النظام" عن الساحل غير ممكن.  

أرقام أخرى

كان عدد سكان الساحل عام 2010 حوالي 1.8 مليون نسمة، بنسبة تقارب 9% من المجموع الكلي لسكان سوريا، بحسب أرقام المكتب المركزي السوري للإحصاء، ومع اندلاع ما يُعرف بـ "الثورة السورية" عام 2011، استقبل إقليم الساحل نزوحاً كثيفاً من السكان الذين هُجّروا من مناطق القتال، فحتى العام 2014 بلغ عدد النازحين إلى اللاذقية وطرطوس أكثر من مليون نازح، أي ما يعادل نصف السكان الأصليين.

إذاً، تغيّرت التركيبة السكانية للساحل، خلال سنوات ما يعرف بالثورة، خصوصاً أن موجات أخرى من النزوح شهدتها مدنه في السنوات التي تلت عام 2014، حتى استقرار الصراع في 2020، بعد سيطرة النظام على المدن الرئيسية، وانحسار تواجد المعارضة في مدينة إدلب وأجزاء من الشمال، ومع غياب إحصاء دقيق بسبب الفوضى التي تشهدها البلاد منذ سنوات، إلا أن من المؤكد أن اختلالاً أصاب النسب السابقة، وبالتالي الأحكام والأوصاف السابقة. 

..وحقائق أخرى

في الساعات الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، حطم سكان اللاذقية تمثالاً لأبيه حافظ في حي الشيخ ضاهر، ثم عمّت المظاهرات مدن الساحل حتى بعد أسابيع من السقوط المفاجئ، وإن كان يصعب تحديد هوية المتظاهرين مع التغيرات الديمغرافية التي أصابت الساحل، كتبت وكالة رويترز إن السكان هنا "باتوا على قناعة بأن الأسد تخلى عنهم وزواله يعني انتهاء الماضي. ولا حل إلا بسوريا جديدة".

كما نقلت عن أحد الصحفيين قوله إن "العلوي يحتفل قبل السني" بسقوط نظام الأسد الذي قاتل بطائفته 14 عاماً، حتى قتل 80 ألف علوي، منهم 4 آلاف جندي من طرطوس ونحو ألف من القرداحة، ثم أظهرت تقارير إعلامية مصورة حالة البؤس والفقر التي تعيش فيها عائلات علوية في القرداحة، على بُعد مئات الأمتار من قصور ومزارع آل الأسد.

كانت المشاهد تقول إن العلوي عانى ما عانته باقي الطوائف الأخرى من فقر وقمع، بل إن الطائفة قدمت معارضين للنظام في العلن، مثل الممثلة الراحل فدوى سليمان، والكاتب الراحل فؤاد حميرة، كما شهدت القاهرة في العام 2013 مؤتمراً لشخصيات علوية اعتبرت أن نظام الأسد يريد حرباً طائفية.

من يقاتل في الساحل؟

لم تسيطر قوات الأمن الجديدة على كامل الساحل، إذ تنشط جماعات مسلحة من بقايا جيش بشار الأسد، متحصنة بالجغرافيا المعقدة، أبرزها مجموعة تتبع لشخص مقداد فتيحة، وهو ضابط سابق في صفوف الحرس الجمهوي التابع لنظام الأسد، كما تنشط مجموعات أخرى تبدو مجهولة، وإن نُسب انتماؤها إلى سهيل الحسن، القائد السابق للقوات الخاصة.

لكن المظاهرات التي تخرج دائماً بعد كل اشتباك داعمة لقوى الأمن الجديدة ضد المجموعات المتمرّدة، تؤكد أن الساحل ليس "معقل النظام السابق"، أو لم يعد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات