صندوق الثروة السيادي الروسي: موسكو وواشنطن بدأتا محادثات بشأن المعادن الأرضية النادرة
اعتبر محلل أن التصعيد المُفاجئ في مدينة حلب السورية، محاولة غربية لفتح جبهة جديدة تضغط على موسكو، على خلفية احتدام المواجهة المباشرة مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بينما ذهب آخر إلى دور تركي وراء ما يحدث في حلب.
وفي ظل ما تشهده حلب، ثاني أكبر المُدن السورية، اتجهت أنظار العالم وتحديدًا أوروبا إلى لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد في العاصمة الروسية موسكو، لبحث ملفات استراتيجية تتعلق بمستقبل دمشق السياسي والعسكري.
وجاءت زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا بينما تقدم مسلحو فصائل المعارضة باتجاه حلب، ويسيطرون على أجزاء من المدينة، التي تمكنت القوات الحكومية من استعادتها مطلع عام 2017.
وتأتي المحادثات في ظل تحديات تواجهها الحكومة السورية من تصعيد محتمل في الشمال والجنوب، وضغوط إسرائيلية متزايدة، إضافة إلى ضرورة استعادة مسار تطبيع العلاقات مع تركيا، وتراجع القوة العسكرية لميليشيا حزب الله اللبنانية، فضلًا عن العقوبات الاقتصادية.
وحملت دعوة الكرملين، للحكومة السورية إلى "استعادة النظام بأسرع وقت" مؤشرات تبيّن أن روسيا بدأت تشعر بقلق بسبب التقدم السريع لقوات المعارضة في محيط إدلب وحلب.
ووصف الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الوضع في حلب بأنه "تعدٍّ على سيادة سوريا"، مؤكدًا أن روسيا "تدعم استعادة النظام في المنطقة".
وجاءت تصريحات الكرملين، بعد مرور ساعات على دخول القوات الجوية الروسية على خط المواجهات، وهو ما كشف عنه مركز المصالحة الروسي المكلف بمراقبة تنفيذ الهدنة في سوريا، بأن القوات السورية تصدت بدعم من الطيران الروسي لهجوم إرهابي في محافظتي حلب وإدلب، وكبّدت المسلحين خسائر فادحة في المعدات والقوى البشرية.
وقال الخبير في الشؤون الروسية الدكتور محمود الأفندي، إن تاريخ المواجهة بين الغرب وروسيا فيه يحوي على الكثير من استخدام العنف والإرهاب ضد موسكو والاتحاد السوفيتي، وخاصة مع تأسيس تنظيم "القاعدة" في أفغانستان، التي دعمتها أمريكا في مواجهة الاتحاد السوفيتي.
وتحدث في تصريحات لـ"إرم نيوز"، عن دعم الفصائل الإرهابية في الشيشان ضد روسيا، لافتًا إلى "أن هناك اعترافات أمريكية رسمية باستخدام الإرهاب ودعمه في مواجهة دول أخرى وفقاً لقاعدة الغاية تبرر الوسيلة".
وأكد الدكتور الأفندي، أن فصائل هيئة تحرير الشام كانت تخطط للهجوم على القوات السورية منذُ حوالي شهرين، فكانوا مجهزين بالأسلحة وطائرات مسيرة وخبراء شرقيين وغربيين، فضلاً عن وجود خبراء أوكران قاموا بتزويد هيئة تحرير الشام بمسيرات، و"بالتالي هناك أيادٍ غربية في الأحداث داخل سوريا".
وأشار إلى أن الملفت هو أن العملية بدأت بعد وقف إطلاق النار في لبنان بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل، بينما كان من المفترض أن تبدأ أثناء الحرب في لبنان مما يعني أن تركيا لعبت دوراً كبيراً حتى لا تضعف محور المقاومة، وبالتالي سمحت للقوات بمهاجمة القوات السورية في هذا الوقت.
وبيّن الدكتور الأفندي أن هناك احتمالين لما شهدته حلب، "الأول، أنه فخ لهيئة تحرير الشام من أجل القضاء عليها بشكل نهائي، وبالتالي تمرير قوتها للشمال الغربي في سوريا ويسهل القضاء عليها بشكل نهائي، خاصة بعد الانسحاب المنظم في حلب، فلم يتركوا أي فرد شرطة ولا عسكري أو أي ذخائر هناك لدرجة أنهم قاموا بسحب الأوراق الرسمية أيضاً، وبالتالي الأمر بدأ منظماً ومعنى ذلك أن هناك عملية معاكسة معدة ويمكن القضاء على تهيئة تحرير الشام.
في حين الاحتمال الثاني "يتضمن وجود خرائط جيو سياسية جديدة في المنطقة بإشراف من تركيا وذلك بسبب توقيت الهجوم، وفي حال كان من جانب أمريكا كان من المفترض أن يتم قبل شهرين، وليس الآن حتى يشغلوا حزب الله وإضعاف المقاومة".
وذكر الدكتور الأفندي أن "الهجوم الذي حدث بعد انتهاء الحرب مع وجود القوات وفصائل إيرانية وفصائل حزب الله الموجودة في الشمال الغربي كلها انسحبت بشكل منظم، ما أحدث فراغاً غريباً في مدينة حلب وريف حلب من القوات العسكرية وهذا يعتبر إما فخاً أو تغيراً في الخرائط السياسية بإشراف من تركيا وروسيا".
وشدد على أن العملية مجرد فخ لاصطياد هيئة تحرير الشام والقضاء عليها بشكل نهائي خاصة، وأنها أصبحت شوكة في حلق الأتراك بعد محاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التطبيع مع سوريا.
ولفت الدكتور الأفندي أن رد فعل جبهة النصرة على خطوة أردوغان كان حرق العلم التركي هناك مما يعد ضربة قوية لأردغان هناك، وبالتالي هناك رغبة في الانتقام من جانب تركيا ضد هيئة تحرير الشام، وأن الساعات القادمة تعتبر فاصلة وحاسمة وتوضح إن كان هناك تورط غربي أم لا.
من جانبه، شكك المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور نبيل رشوان، أن يكون هناك تدخل أوكراني أو غربي في الهجوم الإرهابي الكبير، الذي حدث في حلب مما استدعى تدخل القوات الجوية الروسية لقصف العناصر الإرهابية.
وقال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن ما حدث في هجوم حلب قد يكون من المحتمل وراءه تركيا لأن الرئيس السوري بشار الأسد رفض بعض المقترحات التركية لتسوية بعض الملفات.
وأضاف الدكتور رشوان، أن تركيا تسيطر تقريباً على الشمال السوري وعملت منطقة عازلة بحوالي 35 كيلو متراً، وأن روسيا حاولت سابقاً أن تقوم بعملية صلح بين سوريا وتركيا إلا أن المحاولات باءت بالفشل.
وأشار إلى أن الجيش الروسي يفعل في سوريا أكثر من قصف المنطقة التي كان يتواجد بها الإرهابيون، مؤكداً أن الجيش الروسي لم يخُض حرباً على الأرض في سوريا.
وأوضح الدكتور نبيل رشوان، أن تدخل أوكرانيا في النيجر عندما حدث هجوم على مجموعة من قوات "فاغنر" التابعة لروسيا، وتم قتل حوالي 20 شخصاً وكان هناك تدخل حقيقي من أوكرانيا مما دفع النيجر إلى إغلاق السفارة الأوكرانية لديها من أجل إنهاء الخلاف.
وأكد أن "أوكرانيا لها دور في السودان في مواجهة مجموعات عسكرية روسية، مثل "فاغنر" أو غيرها، لكن حالياً في سوريا، لا أعتقد أن يكون هناك دور لأوكرانيا أو الغرب للعب في سوريا".