عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم العربي

"قمة جدة" في عيون مثقفين عرب

"قمة جدة" في عيون مثقفين عرب
19 مايو 2023، 9:09 م

بين آمال بالوحدة ومقاومة التحديات الداخلية والخارجية، وبين الوجع الممتزج بالسخرية والتندر، يقف المثقف والكاتب العربي على ناصية يراقب القمم العربية؛ يدلو بدلوه تارة، ويصمت تارة أخرى على أمل أن تثمر تلك القمم بما ينعكس إيجابًا على المواطن العربي.

هذا المواطن، الذي ينهمك في مقاومة الظروف المعيشية الناجمة عن تردي الأوضاع الاقتصادية، ومواجهة الحروب والصراعات الداخلية التي تدفع المواطن العربي للعيش في حالة من النكران لواقعه المرير. ومع ختام القمة العربية في جدة، تستطلع شبكة "إرم نيوز" آراء كتاب ومثقفين من العالم العربي.

مهما كانت الصورة قاتمة سأبقى متفائلة بأننا يومًا ما سننهض، قد نمرض.. نتعب.. ولكن بلاد العرب أوطاني لا تموت.
سلوى اللوباني - كاتبة وصحفية أردنية

يقول الشاعر الفلسطيني مهيب البرغوثي الذي يعيش تحت نير الاحتلال، إن "المثقف الفلسطيني لم يعد ذلك السياسي الذي ينتظر أن تأتي تلك القمم بفانوس سحري".

ويضيف: "خاصة بعد ما حصل في عدة دول عربية من تهجير وتدمير، وأصبحت الفكرة القومية بعيدة المنال بعد أن سقطت المبادئ الأساسية لتلك القومية من أرض عربية ووطن واحد".

ويمضي البرغوثي في حديثه لـ"إرم نيوز" قائلًا إن "الشعب العربي لم يعد ذلك الشعب السعيد، أما فلسطينيًا، فلم يعد، تحديدًا، من أمل في تلك القمم وفي كل يوم يستشرس العدو في قتل أبناء شعبنا، وتدمير الكثير من البيوت، وسجن الأطفال والنساء"، مستدركًا أن هذه القمم العربية هي قمم اقتصادية لا أكثر.

غير أن الكاتبة والصحفية الأردنية سلوى اللوباني، لديها مشاعر مختلفة تجاه القمم العربية، حيث تقول في حديثها لـ"إرم نيوز": "تبادر إلى ذهني فورًا نشيد بلاد العرب أوطاني، فأنا من الجيل الذي نشأ على الوطنية والقومية العربية".

وأنشدت اللوباني الأبيات الشعرية المعروفة:

"بلاد العرب أوطاني  من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن  إلى مصر فتطوان".

وتضيف اللوباني: "نعم، العالم تغير والمفاهيم تطورت، وموازين القوى تغيرت، وتبدل حال الكثير من الدول العربية لأسباب عديدة، والمنطقة العربية تمر بأزمات وتحديات كبيرة، منها قضيتنا الأزلية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحرب السودان، والأزمة في ليبيا، والأزمة في اليمن، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب في كثير من الدول العربية، ولكنني سُعدت جدًا بعودة الجمهورية العربية السورية بعد انقطاع دام 12 عامًا".

وتضيف اللوباني: "مهما كانت الصورة قاتمة سأبقى متفائلة بأننا يومًا ما سننهض، قد نمرض.. نتعب.. ولكن بلاد العرب أوطاني لا تموت، وقد تنطبق مقولة الروائي باولو كويلو على تفاؤلي إنني مثل كل الناس أرى العالم بمنظار من يريد أن تحدث الأمور كما يتمنى وليس كما تحدث في الواقع".

ربما نقطة الضوء الوحيدة المضيئة في هذه القمة هي عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، لكن يبقى السؤال: أي ثمن دفع الشعب السوري؟
ريم قمري - شاعرة تونسية

وتؤكد اللوباني: "أنا من الجيل الذي تعلم من عائلتي الأردنية الكبرى قبل عائلتي الصغرى كيف نبني الأوطان، ولم نتعلم كيف نهدمها، وربتنا على أن الإنسان أغلى ما نملك، وأنا من جيل هو مزيج من أشخاص ناضلوا بالعقل، وناضلوا بالبناء كل واحد في مكانه، ولم يلجأوا للعنف أو القتل أو الدمار، ولم يستخدموا الشعارات الرنانة.. نعم الظروف تغيرت والتحديات كبيرة، لكن سيبقى ما تعلمناه".

وتختم اللوباني حديثها: "قد يكون ضربًا من الجنون ما أحلم به، لكنني سأبقى متمسكة بأننا يومًا ما (قادرون)":

"فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا

لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان

لنا مدينة سلفت سنحييها وإن دُثرت

ولو في وجهنا وقفت دهاة الإنس والجان

فهبوا يا بني قومي إلى العلياء بالعلم".

من جهته، يرى الشاعر والروائي الجزائري عبدالرزاق بوكبة أن "هذه القمة تعقد بالموازاة مع العدوان الإسرائيلي على فلسطين، أي أن العدوان ساري المفعول، بينما القادة العرب مجتمعون، فإذا لم تتوصل إلى إدانة الكيان خارج الكلمات ستكون قمة بلا تأثير".

ويتساءل بوكبة: "لماذا لا تستعمل القمة العربية أوراق الضغط لكي توافق إسرائيل على مخرجات قمة 2002، أي حل الدولتين وفق حدود 1967؟".

بدورها، تقول الشاعرة والإعلامية التونسية ريم قمري إنها  لا تتابع بدقة وشغف السياسية بصفة عامة، وتضيف: "لكن في ذات الوقت لا يمكنني أن أدّعي اللامبالاة ولا الحياد التام، وتبقى قراءتي شخصية إلى حد كبير، وتفتقر للخبرة والحنكة السياسية".

وترى قمري أن "كل العيون في أغلب العواصم العربية تتجه إلى المملكة العربية السعودية التى تحتضن القمة العربية الـ 32، في إطار أزمة سودانية حارقة تهدد بالاتساع والتحول إلى حرب ربما إقليمية بحكم تعدد الأطراف المتداخلة فيها بصفة مباشرة وغير مباشرة".

وتابعت: "أعتقد أن الملف السوداني عاجل وفوري، وإن كنت شخصيًا لا أظن أنه سيكون هناك تحرك أو قرار عربي موحد وناجع يمكن أن يساهم بحل للأزمة، بحكم ضعف وتشتت القرار العربي عمومًا، وطبعًا الملف الفلسطيني الذي أصبح ملفًا بديهيًا يطرح ويناقش، وتتخذ إجراءات أو بمعنى آخر تنديدات واستنكارات، لن تغير شيئًا مطلقًا على أرض الواقع".

القمة العربية صوت وطموح وحق من حقوق كل مواطن عربي بأن يحلم بأمة عربية قوية.
عبدالباسط الصمدي أبوأميمة - كاتب يمني

وتضيف الشاعرة التونسية في حديثها مع "إرم نيوز" بالقول: "برأيي ربما نقطة الضوء الوحيدة المضيئة في هذه القمة هي عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، لكن يبقي السؤال: أي ثمن دفع الشعب السوري؟ وأين كان العرب حين تحولت سوريا إلى أرض محروقة، ومرتع للقتل والإرهاب؟".

وتؤكد قمري: "شخصيًا لا أتابع أخبار القمة، ولا تهمني القرارات التي ستصدر عنها، لأنني أعلم جيدًا أنها لن تغير شيئًا في واقع الشعوب العربية".

وتقول التونسية قمري: "نحن اليوم في مواجهة تحولات إقليمية وعالمية كبرى، ستغير الواقع الجيوستراتيجي في المنطقة العربية عمومًا، في عالم ثبت فيه فشل الأيديولوجية (الاشتراكية)، والدينية (الأحزاب الإسلامية)، والتكتلات الاقتصادية (الاتحاد الأوروبي). خريطة عالمية جديدة تتشكل، أين موقع العرب فيها؟".

وتتابع: "هل هناك قرار عربي حقيقي قادر على الحسم جديًا في مختلف القضايا المطروحة؟. أظن أن القرار العربي مازال رهن مصالح ضيقة".

وتختم الكاتبة التونسية ريم قمري حديثها مع "إرم نوز" بالقول: "أعتقد أن الواقع العربي أعقد من أن يجد حلولًا أو يتخذ قرارات فعلية في هذه القمة".

ومن اليمن، يقول الكاتب عبدالباسط الصمدي أبوأميمة إن "القمة العربية صوت وطموح، وحق من حقوق كل مواطن عربي يحلم بأمة عربية قوية، تضمن له مستقبلًا عربيًا في كل المجالات، وترفع عن كاهله أعباء معيشية واقتصادية أنهكته على مرِّ السنين".

ويضيف: "أينما تكون القمة العربية يكون الحضور عاليًا، ويكون الوقوف مع الشعب الفلسطيني أهم أولوياتها لكي تسجل مكانها في التاريخ، ويصل صداها قاع البحار العميقة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC