وزير الخارجية المصري يؤكد في اتصال هاتفي مع ويتكوف على ضرورة نفاذ المساعدات إلى غزة
يرى خبراء أن صفقة تبادل الأسرى بين حكومة بنيامين نتنياهو وحركة حماس سيكون لها تأثير كبير في الداخل الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة، لافتين إلى أن نتنياهو سيعمل على استغلالها لتقوية نفوذه السياسي.
ونفّذ الجناح المسلح لحركة حماس العملية الرابعة من صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، وعلى الرغم من تخفيف وتيرة الاستعراض العسكري؛ فإنها تعمّدت إظهار بعض المعدات التي حصلت عليها إبان هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إطاران رئيسان
يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، إن "تأثير صفقة تبادل الأسرى في الشارع الإسرائيلي سيكون في إطارين رئيسين، الأول أن نتنياهو نجح في تخفيف وتيرة المعارضين له، والقضاء سياسيًا على أحزاب المعارضة.
وأوضح جعارة، لـ"إرم نيوز"، أن "نتنياهو وعلى الرغم من إجباره من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة على القبول بصفقة تبادل مع حركة حماس؛ تمكّن من تخفيف وتيرة المعارضين، وإقصاء أحزاب المعارضة، وتقليص مساعيها لإضعافه.
وأضاف أن "الإطار الثاني يتمثل في إحكام نتنياهو سيطرته على القادة اليمينيين في حكومته، خاصة أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو الأهم من الوزير إيتمار بن غفير، لم يقدم استقالته ولم ينسحب من الائتلاف الحكومي".
وأشار إلى أن "مكاسب نتنياهو من الصفقة في الوقت الحالي أكبر وأهم من الخسائر، علاوة على أنه الشخص الذي يمتلك مفاتيح السلطة في الوقت الحالي بعد القضاء على خصومه داخل ائتلافه الحكومي وخارجه".
ولفت إلى أن "الصفقة مع حركة حماس أسست لمرحلة جديدة بالنسبة لنتنياهو على المستويات الداخلية والإقليمية والخارجية، وستمكنه من تعزيز نفوذه السياسي"، مبينًا أنه بات من الصعب إنهاء مستقبل نتنياهو السياسي على الرغم من القضايا المتفجرة المحيطة به.
تغيير جذري
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "الصفقة عملت على بدء مرحلة التغيير الجذري في التركيبة السياسية لإسرائيل، وأجبرت مجتمعها على اتخاذ مواقف مختلفة عن السابقة والتي استمرت معه طوال أشهر الحرب".
وقال الصباغ، لـ"إرم نيوز"، إن "الصفقة أضعفت الأحزاب اليمينية المتشددة في حكومة نتنياهو، خاصة أنها لم تنفذ أيا من تهديداتها المتعلقة بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وإسقاطه إذا تم تمرير صفقة تبادل أسرى مع حماس".
وأوضح أن "الصفقة أضعفت أيضًا أحزاب المعارضة التي لم تنجح في خلق بديل لائتلاف نتنياهو، أو تنجح في إسقاط حكومته، وهو الأمر الذي يؤكد عدم قدرتها على تشكيل ائتلاف حكومي جديد يقود إسرائيل في الملفات الساخنة والمهمة".
واعتبر أن "المنتصر الوحيد من هذه الصفقة، على الرغم من أي شروط متعلقة بها وبتفاصيلها، هو نتنياهو وحزب الليكود الذي يتزعمه، والذي سيكون خلال الفترة المقبلة الحزب الأقوى والأوفر حظًا لقيادة إسرائيل لمرحلة جديدة"، وفق تقديره.
وخلص صباغ إلى أن "نتنياهو اختار التوقيت المناسب للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، والبنود السرية التي يرفض الإعلان عنها ستأتي في إطار قرارات استراتيجية تغيّر شكل الشرق الأوسط"، مرجحًا أن تشهد المنطقة كثيرا من المفاجآت خلال المرحلة المقبلة.