الخارجية الروسية: نبحث مع واشنطن معايير اتفاق جديد لمبادرة البحر الأسود
تثير معارضة أحزاب من الائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو لإتمام صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار في غزة مع حركة حماس، التساؤلات حول كيفية عمله من أجل حماية حكومته من الانهيار إذا أقر الاتفاق.
وأمس الأحد، عقد نتنياهو اجتماعًا مع وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، لإطلاعهما على التطورات المتعلقة بصفقة التبادل مع حماس، خاصة وأنهما معارضان بشدة للاتفاق مع حماس.
وبالرغم من عدم مهاجمة الوزيرين للتقارير التي تشير إلى تقدم إيجابي بمفاوضات التهدئة؛ إلا أن سموتريتش كسر الصمت.
وقال إن "الصفقة التي تتبلور تشكل كارثة للأمن القومي لدولة إسرائيل"، مبينًا أن حزبه لن يكون جزءًا من الصفقة المرتقبة.
وأضاف" "لن نكون جزءًا من صفقة استسلام تشمل الإفراج عن قادة فلسطينيين كبار، ووقف الحرب، وتبديد الإنجازات التي تحققت بدماء كثيرة، والتخلي عن العديد من الرهائن".
وتابع: "حان الوقت لمواصلة العمل بكل قوة، لاحتلال وتطهير القطاع بالكامل".
وشدد على ضرورة العمل من أجل انتزاع السيطرة على المساعدات التي تدخل لقطاع غزة من أيدي حماس".
وأضاف: "يجب فتح أبواب الجحيم على غزة حتى استسلام حماس بشكل كامل وإعادة جميع الرهائن"، فيما لم يعلق بن غفير على ذلك حتى اللحظة.
وفي وقت سابق، قال رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، إنه "يأمل ألا يعرقل نتنياهو اتفاق التهدئة مع حماس".
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي لعدم الخضوع لإملاءات بن غفير وسموتريتش"، فيما أشار في أكثر من مرة إلى استعداد قائمته لدعم ائتلاف نتنياهو ومنع انهياره حال التوصل لصفقة.
وقال عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، امطانس شحادة، إن "وتيرة المعارضة الداخلية لإتمام صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل خفت داخل ائتلاف نتنياهو الحكومي"، مشيرًا إلى أن الأحزاب اليمينية لن تقدم على تفكيك الائتلاف بأي حال من الأحوال.
وأوضح شحادة، لـ"إرم نيوز"، أن "بن غفير وسموتريتش وبالرغم من معارضتهما الشديدة لاتفاق التهدئة؛ إلا أنهما يدركان أن الائتلاف الحالي أمام فرصة ذهبية لتنفيذ مخططات فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية بعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب".
وأضاف: "الأحزاب اليمينية لن تضيع هذه الفرصة التاريخية، وبالتالي هي تعمل في الوقت الحالي على تبني مواقف ضد الاتفاق، لكن دون الانسحاب من الائتلاف الحكومي"، مبينًا أن أي هجوم سيكون للاستهلاك الإعلامي.
وأشار إلى أن "الأحزاب اليمينية تدرك أن تأخر التوصل لصفقة تبادل تسبب في تراجع شعبيتها لدى الرأي العام الإسرائيلي، الأمر الذي يعني أنها لن تحصل على أي مكاسب سياسية من تفكيك الائتلاف والذهاب لانتخابات مبكرة للكنيست"، وفق تقديره.
خيارات نتنياهو
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن "نتنياهو لديه عدد من الوسائل التي تمكنه من انهيار ائتلافه الحكومي"، لافتًا إلى أن الاتفاق لن يؤدي إلى انهيار حكومته، خاصة مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.
وقال جعارة، لـ"إرم نيوز"، إن "الخيار الأول لدى نتنياهو يتمثل في التوصل لاتفاق مع الأحزاب اليمينية خاصة حزبي بن غفير وسموتريتش، يتعلق ببعض القضايا والتي تمكنه من تمرير الاتفاق دون معارضتها أو انهيار حكومته".
وزاد "الخيار الثاني يتمثل في الاتفاق مع أحزاب اليمين بالمعارضة الإسرائيلية من أجل دعم ائتلافه الحكومي وتشكيل شبكة أمان عاجلة، والتي تخدم تلك الأحزاب وترفع من رصيدها الشعبي لدى الجمهور الإسرائيلي".
واستكمل "مثل هذا الخيار متاح أمام نتنياهو، خاصة وأن تلك الأحزاب لديها رغبة في مغادرة مقاعد المعارضة"، لافتًا إلى أنه من المستبعد أن يلجأ نتنياهو لزعيم المعارضة يائير لابيد من أجل تشكيل شبكة الأمان لائتلافه الحكومي.
وأشار إلى أن "الخيار الثالث يتمثل في الاستعانة بالمسؤولين في إدارة ترامب الجديدة من أجل إقناع الأحزاب اليمينية بالاستمرار بالحكم، وتقديم المغريات الضرورية لهم بشأن طبيعة التعامل معهم كوزراء ومع مخططاتهم اليمينية".
واستبعد الخبير السياسي، أن يؤدي التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس إلى انهيار ائتلاف نتنياهو، قائلًا "رئيس الوزراء اختار التوقيت المناسب من أجل القبول بالمضي قدمًا باتفاق بشأن الحرب في غزة".