"أكسيوس": من المتوقع عقد جولة ثانية من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في روما السبت المقبل
عصام العبيدي
كشف مصدر عراقي مطلع، عن انقسامات بصفوف الميليشيات العراقية، على خلفية بيان لإحداها قالت فيه، إنها ماضية في التصعيد ضد إسرائيل رغم إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ"إرم نيوز" إن "البيان الصادر بعد وقف إطلاق النار، لم يحظَ بموافقة جميع المجاميع المشاركة في ما يُعرف بـ"تنسيقية المقاومة"، وهو صدر عن ميليشيا كتائب حزب الله فقط، التي اتجهت مؤخرًا لنوع من الاستقلالية في العراق، برغم ارتباطها مباشرة بالمرشد الإيراني، علي خامنئي".
وأضاف المصدر أن "بعض أوساط الميليشيات تحدثت عن التزامها بوقف إطلاق النار في لبنان، في وقت رأى آخرون أن انخراطهم في الحرب جاء لإسناد غزة وليس ميليشيا حزب الله فقط".
ولفت المصدر إلى أن"عمليات استهداف إسرائيل توقفت منذ ثلاثة أيام، دون معرفة ما إذا كان توقفًا دائمًا أم مرحليًا".
وبعد دخول وقف إطلاق النار في لبنان، حيّز التنفيذ، أُثيرت تساؤلات عن موقف الميليشيات العراقية، وما إذا كانت ستُوقف أنشطتها العسكرية تجاه إسرائيل.
ودخل وقف إطلاق النار الذي أعلنته الولايات المتحدة وفرنسا مساء الثلاثاء حيّز التنفيذ في الساعة 04:00 بالتوقيت المحلي من صباح اليوم الأربعاء.
وفي أول تعليق لها على الهدنة، قالت ميليشيا حزب الله في العراق، إنها "لن تتوقف بعد إبرام وقف اطلاق النار في لبنان، ولن تترك غزة".
وأضافت في بيان، أن "استراحة طرف من محور المقاومة لن يؤثر على وحدة الساحات، بل ستنضم أطراف جديدة تعزز ساحة الصراع" على حد تعبيرها.
خلافات بين الميليشيات
وتحدّث مقربون من تلك الميليشيات عبر وسائل إعلام عراقية، بأنها ماضية في التصعيد، وهي مستعدة للتحوّل من جبهة إسناد إلى مواجهة، وهو ما يثير تساؤلات عن جهود الحكومة العراقية التي بُذلت مؤخرًا لإقناع الميليشيا المسلحة بوقف التصعيد.
بدوره، ذكر مصدر مطلع على تحركات الميليشيات العراقية، أن "البيان الصادر منها بعد وقف إطلاق النار، لم يحظَ بموافقة جميع المجاميع المشاركة في ما يُعرف بـ"تنسيقية المقاومة"، وهو صدر عن ميليشيا كتائب حزب الله فقط، التي اتجهت مؤخرًا لنوع من الاستقلالية في العراق، برغم ارتباطها مباشرة بالمرشد الإيراني، علي خامنئي".
وتشكّل ميليشيات عراقية مسلحة موالية لإيران بينها "كتائب حزب الله" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة النجباء"، ما يُعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، وانخرطت سريعاً في الحرب التي اندلعت في قطاع غزة، وجنوبي لبنان.
وبرغم محاولات الحكومة العراقية، منع تلك الميليشيات من الاستمرار بأنشطتها وممارستها لتجنيب العراق أية ضربة عسكرية إسرائيلية، إلا أن تلك الميليشيات، تتجاهل كل النداءات والمطالبات الرسمية، في وقت تعجز المؤسسة الأمنية عن تعقبها ووقف أعمالها.
ويؤكد الخبير في الشؤون الأمنية، علاء النشوع، أن "استمرار الميليشيات الموالية لإيران، بأعمالها وأنشطتها، خاضع للأوامر التي تصدر من إيران، وهذه الاستمرارية النسبية، تدخل في ضوء المناورة الإيرانية في الضغط على إسرائيل من جهة؛ وفتح حوار مع الولايات المتحدة من جهة ثانية باعتبارها الفاعل الأبرز على الساحة العراقية".
وأوضح النشوع لـ"إرم نيوز" أن "التحركات الحكومية تجاه المليليشيات، غير مجدية وخجولة، باعتبار أن تلك المجاميع تمتلك مقدرات عسكرية وأمنية وسياسية كبيرة كالأسلحة والمعدات، التي ربما تفوق تسليح كل القطعات العسكرية والأمنية، وكذلك بعض من هذه الميليشيات تسيطر على الأجهزة الامنية والعسكرية في الدولة".
وفي تطور ملحوظ، لجأت الميليشيات العراقية مؤخرًا إلى استخدام الأراضي السورية كقاعدة لانطلاق عملياتها ضد أهداف إسرائيلية، فيما بدا أنه نوع من المناورة لتخفيف الضغط الحاصل على الداخل.
ويعكس هذا التحول تغيرًا في إستراتيجيات الميليشيات المسلحة، حيث تسعى إلى استغلال التعقيدات في سوريا لتوسيع نطاق عملياتها وتجنب الضغوط الداخلية والإقليمية التي تواجهها داخل العراق.
الوجهة الثالثة لإسرائيل
من جهته، يرى المحلل السياسي، علي ناصر، أن "الميليشيات المسلحة في العراق تدرك أنها على لائحة الاستهداف الإسرائيلي، بعد أن انخرطت في الحرب الدائرة، لذلك هي اليوم لا تريد الإعلان عن التزامها بوقف إطلاق النار في لبنان".
وأضاف ناصر لـ"إرم نيوز" أن "إسرائيل ماضية فيما بدأت به، فبعد تدمير قطاع غزة، وحركة حماس، وكذلك ميليشيا حزب الله في لبنان، ستلتفت إلى الميليشيات العراقية، إلا في حال اتخاذ الحكومة إجراءات واضحة وغير تقليدية".