وزير الخارجية الإيراني: إسرائيل ستتلقى الرد على هجماتها في لبنان

logo
العالم العربي

الانسحاب الأمريكي من العراق.. إقليم كردستان يغرد خارج سرب بغداد

الانسحاب الأمريكي من العراق.. إقليم كردستان يغرد خارج سرب بغداد
قوات أمريكية في العراقالمصدر: رويترز
16 سبتمبر 2024، 10:37 ص

استثنت واشنطن إقليم كردستان من عملية سحب قواتها المتمركزة في مناطق بالعراق، وقررت الإبقاء على جزء من قواتها في الإقليم، بناء على طلب من حكومة كردستان.

وترى حكومة الإقليم أن وجود القوات الأمريكية ضروري لمكافحة التنظيمات الإرهابية، فيما يسعى تحالف الإطار التنسيقي "الشيعي"، لإنهاء وجود التحالف الدولي، مجدداً مطالباته بانسحاب كامل القوات الأمريكية من العراق، بحجة أن بقاءها انتفى بالقضاء على تنظيم "داعش".

وكانت مصادر عراقية، قد كشفت، قبل أيام، عن خطة لسحب جزء من القوات الأمريكية من العراق نهاية العام الجاري 2024، فيما يستكمل الانسحاب الكلي في عام 2025، في وقت تُبقي فيه واشنطن على قوة صغيرة في إقليم كردستان.

ودائمًا ما تحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات ثابتة مع حكومة إقليم كردستان، والتي تُعدّها شريكًا موثوقًا لها في الشرق الأوسط، تضمن من خلاله توازنًا للقوى في المنطقة.

وتعقيبًا على ذلك، يرى الباحث الكردي، سردار خوشناو، أن "العلاقة الإستراتيجية طويلة الأمد مع الجانب الأمريكي، قد تفضي إلى تحقيق حلم الدولة الكردية".

وقال لـ"إرم نيوز" إن "خلق علاقات متينة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكسب ثقتها بشكل كبير، قد يؤدي إلى دعم استفتاء التحول للدولة الكردية، والاعتراف بها رسميًّا بقرار من الأمم المتحدة، وهذا ما يسعى إليه القادة الكرد، حيث يثقون بالجانب الأمريكي، باعتباره ضامنًا لسلامة الإقليم".

في المقابل، يخالف مستشار رئيس الوزراء العراقي حسين علاوي، سابقه الرأي، وقال إن "وجود التحالف الدولي، انتفى بانتهاء الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، ويجب العودة إلى حالة ما قبل عام 2014".

وأضاف لـ "إرم نيوز"، أن "التحالف الدولي تشكل لمحاربة داعش، واليوم باتت القوات الأمنية العراقية قادرة على إدارة الملف الأمني"، مؤكداً أن "الجانبين اتفقا على جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق، وسيعلن قريباً عن الموعد النهائي للانسحاب".

ومع تضارب أنباء الانسحاب بين الجانبين العراقي والأمريكي، يصرّ الأكراد وبموقف موحد من أربيل إلى السليمانية، على بقاء التحالف الدولي، محذرين دائماً من خطر تنظيم "داعش" على الإقليم من جهة، والجماعات المسلحة الشيعية من جهة أخرى.

ففي التاسع من أيلول/ سبتمبر من العام الجاري 2024، التقى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، السفيرة الأمريكية إلينا رومانوسكي، لبحث العلاقات بين الطرفين.

مصدر مقرب من مكتب البارزاني، كشف لـ "إرم نيوز"، عن تأكيد، البارزاني، على "ضرورة بقاء قوات التحالف الدولي في إقليم كردستان؛ نظراً للتهديدات الإرهابية التي يتعرض لها الإقليم بين الحين والآخر، على الأقل إلى حين استقرار المنطقة والتصعيد القائم فيها".

ويبدو أن الإدارة الأمريكية، استجابت لمطالب الأكراد، وتعاملت مع مخاوفهم بجدية، حيث ستبقي على جزء من قواتها في إقليم كردستان، بحسب مسؤولين أمريكيين.

أخبار ذات علاقة

مع التلويح بإنهائها.. هل تنهار الهدنة بين القوات الأمريكية والميليشيات العراقية؟

 لكن؛ مع تلك القوات، فإن الحديث عن الانسحاب الكامل من الأراضي العراقية كافة، غير دقيق، حيث تدرك الولايات المتحدة الأمريكية، نتائج انسحابها من البلاد بصورة كاملة، والآثار السلبية التي ستترتب عليه.

يقول، الأكاديمي والباحث في مركز الدراسات الإقليمية، دلشاد سوران، لـ "إرم نيوز": إن"انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، ترك فراغاً كبيراً، أدى إلى تغول تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، ومن ثم "بانت" نتائجها عام 2014، عندما سيطر التنظيم على ثلث البلاد".

وحول بقاء جزء من القوات في إقليم كردستان، يرى سوران، أن "الإقليم الأكثر حاجة لقوات التحالف الدولي والأمريكان بشكل خاص، حيث يمنع وُجود القوات الأمريكية، القوى الداخلية والخارجية من ابتلاع الإقليم والسيطرة عليه".

واستشهد الباحث بـ "الحالة التركية التي من الممكن أن توسع تواجدها داخل الأراضي العراقية، وصولاً إلى الموصل وكركوك، على اعتبار ضعف الحكومة المركزية وعدم قدرتها على رد الأتراك"، حسب قوله.

وشنّت المليشيات الشيعية، الموالية لإيران، هجمات عديدة، استهدفت القوات الأمريكية في مطار "حرير" في أربيل، فضلاً عن منشآت في قطاع الطاقة، مثلما استهدفت أحد الحقول الغازية في السليمانية.

سوران، توقع أن "تكون الميليشيات أكثر جرأة على إقليم كردستان، في حال الانسحاب الأمريكي من الإقليم، لا سيما أنها متماهية مع الجانب الإيراني، وتعمل تحت إمرته، وقد تنفذ أي رغبة إيرانية في استهداف الإقليم لأي سبب من الأسباب".

لكنّ الحديث عن بقاء قوات أمريكية في الإقليم، لم يكن يرضي الإطار التنسيقي، والقيادات "الشيعية"، حيث ترفض بقاء القوات في أي بقعة، ولا ترضى إلا بالانسحاب الكامل من البلاد.

يقول السياسي والنائب السابق حسن فدعم، لـ "إرم نيوز" إن "عملية انسحاب القوات الأمريكية، يجب أن تشمل المناطق العراقية جميعها، بما فيها إقليم كردستان، وإلا كيف لنا أن نقول إنها "انسحبت بالكامل وهي موجودة على أرض عراقية، حتى لو كانت ضمن الإقليم".

وأضاف: أن "الدستور ألزم المحافظات جميعها، والأقاليم، بالرضوخ للقرارات السيادية، وقرار إخراج القوات الأمريكية، "سيادي"، لا يمكن لأي قوى رفضه، والتغريد بعيداً عن حكومة المركز".

أخبار ذات علاقة

غالانت وأوستن: استهداف القوات الأمريكية في العراق "تصعيد خطير"

بدوره، يقول الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة، أحمد الربيعي: إن "إقليم كردستان يدرك مدى أهمية وُجود قوات التحالف على سلامة أراضيها من الناحية الأمنية".

وأكد أن "التحالف هو من أوقف زحف تنظيم داعش، حين شنّ هجوماً كبيراً على مدينة أربيل، التي جعلها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، هدفاً له حينها".

وأردف قائلاً إن "التحالف لا يزال يقتل عشرات القيادات من التنظيم، لما يمتلكه من إمكانات استخبارية جبّارة، قادرة على الوصول إلى قيادات التنظيم وعناصره وتنفيذ عمليات نوعية بهدف تحييدهم".

وشدد على أن "هذا ما ستفتقده بغداد بعد انسحاب القوات الأمريكية والتحالف، فضلاً عن خسارتها للدعم الجوي الأمريكي والفرنسي الذي كان ينفذ ضربات جوية بدلاً عن القوة الجوية العراقية"، وفق قوله.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC