البيت الأبيض: الرسوم المضادة ستدخل حيز التنفيذ يوم الخميس
انتقد مائير بن شبات، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، الاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ومليشيا حزب الله في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، مشيرًا إلى أن حزب الله سيواجه أزمته باعتماد إستراتيجية "الضفدع المطهو"، على حد توصيفه.
وقال بن شبات، وهو رئيس معهد "مشغاف" للأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية، في حديثه للقناة السابعة، إن إسرائيل حققت بعض الإنجازات، رغم أن الترتيب الحالي ليس الأمثل، مشددًا على أنه كان من الممكن التوصل إلى حل أفضل.
وأوضح بن شبات أن الوضع في المنطقة يشهد العديد من المتغيرات التي تؤثر في المشهد، بالإضافة إلى الغموض الذي يكتنف ساحة المعركة، والمخاطر التي تواجهها إسرائيل في المجال السياسي.
وعدَّ أن من الأفضل أن تُصر إسرائيل على إقامة منطقة عازلة، منزوعة السلاح وغير مأهولة، على طول الحدود التي يمكن مراقبتها والسيطرة عليها باستخدام النيران والاستخبارات.
وأشار مستشار نتنياهو السابق إلى أن الهدف المعلن من الحرب في الشمال، وهو العودة الآمنة لمستوطني المنطقة، لم يتحقق بعد، على الرغم من تأكيد الجيش الإسرائيلي على أنه أزال التهديدات من المنطقة الحدودية. ومع ذلك، اعترف بن شبات بأن الضربة التي تلقاها حزب الله لم تكن قاضية، لكنها مؤلمة.
وأضاف أن حزب الله، الذي دخل الحرب لدعم حماس، ينسحب الآن من القتال بأقل الخسائر الممكنة للحفاظ على ما تبقى من قوته، بعد فقدان القيادة العليا والأصول العسكرية التي كان قد بنى عليها في الشريط الحدودي من أنفاق ومخابئ، بالإضافة إلى العديد من الأسلحة والعناصر الحربية.
وتابع أن إيران، التي تلقت ضربات قوية، فقدت أحد أقوى أذرعها في المنطقة، بينما تكبدت خسائر في ذراعها الآخر في غزة.
ورغم الوعود التي كانت تروج لها، ترك حزب الله حماس وحدها في هذا الصراع، ما أدى إلى تحطيم فكرة "وحدة الساحات"، وهي المفهوم الذي كان يروج له أعداء إسرائيل، والذي كان يمكن أن يهدد تل أبيب في حرب متعددة الساحات.
وأعرب بن شبات عن أن إسرائيل أعادت بناء قوة الردع التي كانت قد تضررت بعد 10/7، وأثبتت قدرتها على خوض حرب طويلة الأمد على عدة جبهات في وقت واحد.
ومع ذلك، عاد ليؤكد أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يحمل تحديات كبيرة، إذ لا يزال حزب الله يمتلك قدرات متبقية يمكنه إعادة تأهيلها بمساعدة إيران، بينما لم يثبت نجاح الاعتماد على الجيش اللبناني أو قوى أجنبية أخرى في الماضي.
كما أشار إلى أن اللجان والآليات متعددة الجنسيات لا تعمل لصالح إسرائيل، بل مع مرور الوقت قد تتحول إلى عبء ثقيل عليها.
وتوقع بن شبات أن حزب الله سيضع إسرائيل أمام تحديات صعبة في المستقبل، إذ سيعمل وفق إستراتيجية "الضفدع المطهو"، بمعنى أنه سيحاول التسلل بهدوء تحت غطاء المدنيين الأبرياء، دون أن يلحظه أحد، بينما سيركز على إعادة تجميع قوته والعودة تدريجيًّا إلى الساحة.
في هذا السياق، شدد بن شبات على أن الاعتراف الأمريكي بحق إسرائيل في التحرك لن يكون مفيدًا في مواجهة هذا التحدي، إذ سيتم اختبار إسرائيل من خلال ردها على الانتهاكات الصغيرة.
وقال إن الحق الإسرائيلي في الدفاع عن النفس هو أمر طبيعي وأساسي، ولا يعتمد على وثائق أو قرارات أطراف أخرى، مشيرًا إلى أن إزالة التهديدات جزء من هذا الحق.
وأكد أن الدرس الذي تعلمته إسرائيل من حربها هو أن التعامل مع التهديدات يجب أن يكون فوريًّا قبل أن تتحول إلى واقع ملموس، كما يحدث في الضفة الغربية.
وأكد بن شبات أن تطورات الوضع في الشمال لن تؤثر بشكل كبير على الأوضاع في الجنوب بشكل عام، بل ستركز إسرائيل على المشهد في غزة.
وتوقع أن يؤدي ذلك إلى تخفيف الأعباء التي فرضتها الإدارة السابقة على إسرائيل فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية وحجم القتال، ما سيخلق ظروفًا ملائمة لزيادة الضغوط على حماس.