logo
العالم العربي

الميليشيات العراقية تبدأ فصلاً جديدًا من المواجهة مع القوات الأمريكية

الميليشيات العراقية تبدأ فصلاً جديدًا من المواجهة مع القوات الأمريكية
قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراقالمصدر: أ ف ب
17 يوليو 2024، 2:00 م

جاء استهداف القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد، ليلة أمس الثلاثاء، بالتزامن مع بيان كتائب ميليشيا حزب الله العراقية الذي جدد ما أسماه العهد في مواصلة "جهاد المحتلين"، بالإشارة إلى القوات الأمريكية في العراق.

ويأتي هذا بعد 5 أشهر على عقد "الفصائل المسلحة العراقية" هدنة مفتوحة مع واشنطن ووقف عملياتها التي كثفتها ضد القوات الأمريكية في العراق بعد اندلاع حرب غزة، حينها كان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عرّاب الهدنة والضامن أمام واشنطن.

تجدد الاشتباك 

في ساعة متأخرة من ليلة أمس، تعرضت قاعدة عين الأسد، أقصى شمال غرب محافظة الأنبار إلى استهداف بواسطة طائرتين مسيّرتين، أصابت إحداهما مركزًا تجاريًا، ومحطة وقود داخل الجناح العسكري الأمريكي في القاعدة.

وتعد قاعدة عين الأسد من أكبر القواعد العسكرية في العراق التي تشهد تواجدًا للقوات الأمريكية، في أجنحة خاصة ومعزولة عن باقي القطعات العراقية المتواجدة في القاعدة، وهي قاعدة جوية تحوي مدارج للطائرات.

وقال مصدر أمني لـ "إرم نيوز"، إن "الدفاعات الجوية الأمريكية تمكنت من إسقاط إحدى الطائرات في محيط القاعدة، فيما أصابت الثانية بعض مفاصل الجناح الأمريكي في القاعدة".

أخبار ذات علاقة

خبراء: تنسيق الحوثي مع الفصائل العراقية "استعراض إعلامي"

 

 مشيرًا إلى أن "الطائرة المستخدمة طائرات مسيرة انقضاضية، أي أنها مفخخة وتنفجر في حال اصطدامها بالأرض".

الخبير العسكري والعقيد في الجيش السابق، علي الشمري، يؤكد أن استهداف قاعدة عين الأسد، هو عودة للتصعيد بين القوات الأمريكية والفصائل المسلحة "الشيعية".

وقال لـ "إرم نيوز"، إن "الفصائل المسلحة وافقت على الهدنة والتهدئة مع الجانب الأمريكي قبل أشهر نظرًا للتصعيد الأمريكي تجاه الفصائل بشكل خاص وتوسع نطاق الاستهداف لتشمل الحشد الشعبي، وهي لم ترد حينها أن المزيد من المواجهة، خاصة مع تمكن القوات الأمريكية من استهداف قيادات أمنية حساسة في الفصائل والتي لم يكن من المفترض أن يصلها أحد".

وكانت الفصائل المسلحة "الشيعية" في العراق قد بدأت عمليات قصف صاروخي ضد القواعد العسكرية والسفارة الأمريكية في العراق، منذ منتصف تشرين الأول 2023، ردًا على دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة.

إلا أن تلك العمليات توقفت، في منتصف شباط الماضي 2024، مع إمهال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني 4 شهور للتفاهم مع واشنطن على سحب كامل قواتها من العراق.

وأضاف الشمري، أن "كسر الفصائل العراقية للهدنة كان متوقعًا في أي لحظة، لأنها ربطت عملياتها ضد القوات الأمريكية بحرب غزة والخروج من العراق، واليوم لم تنفرج أزمة غزة ولم يكن هناك حراك جدي على الأرض لأنهاء التواجد الأمريكي، فمن المتوقع أصلاً أن نصل لهذه النتيجة".

وكانت كتائب ميليشيا حزب الله العراقية قد أصدرت بيانًا، أمس، بمناسبة ذكرى عاشوراء، أكدت فيه استمراراها بالقتال واستهداف من اسمتهم "المحتلين، الغاصبين للأوطان، القاتلين للنساء والأطفال، المنتهكين للحرمات، أعداء الدّين والإنسانية"، بحسب وصف البيان.

ودعت الكتائب في بيانها الذي نشر على موقعها الرسمي، "الشعوب الإسلامية، أن تأخذ دورها في الدفاع عن المستضعفين، وأن تتبنى مواقف صارمة بحق الدول الداعمة لآلة القتل الصهيونية".

تحدثت "إرم نيوز"، إلى قيادي في إحدى الفصائل المسلحة، إلا أنه لم يؤكد أو ينفي تنفيذ فصيله أو فصيل آخر لعملية قاعدة عين الأسد.

وقال القيادي، الذي طلب حجب اسمه، أن من "يراهن على سكوت فصائل المقاومة لأبد الدهر فهو واهم، لكننا كنا نريد أن نمنح الحكومة فرصة حلحلة الأمور كما وعدت، وأن تتمكن من إخراج القوات الأمريكية بالطرق الدبلوماسية، رغم أننا متأكدون من أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تنسحب إلا بالقوة".

انفراط الهدنة 

تمكن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في شباط الماضي، من إقناع، الفصائل المسلحة، المندرجة تحت لواء ما يعرف بـ "تنسيقية المقاومة العراقية" من إيقاف هجماتها ضد القوات الأمريكية، مقابل منحه وقتًا حتى زيارة واشنطن وإقناعها بالانسحاب من البلاد.

من جهته، يقول الخبير الأمني العميد الركن أعياد الطوفان، لـ "إرم نيوز"، إن "الفصائل المسلحة لم ترد أن تتمكن واشنطن من كل قياداتها العليا، لذا طلبت حينها الهدنة، واليوم يبدو أنها أنهت إعادة انتشارها عبر تغيير إمكان تواجد مقارها ومخازن الأسلحة وتحصين قياداتها العليا والوسطى عبر احتياطات أمنية شديدة".

وأضاف، أن "استهداف قاعدة عين الأسد سيواجه، بالتأكيد، برد عسكري أمريكي، على اعتبار كسر الفصائل المسلحة للهدنة الموقعة بين الطرفين".

اتفاق السوداني مع قيادات الفصائل جرت عبر وساطات لتحديد مهلة 3 أشهر كهدنة أولية، إلا أنه في أحد الفصائل المسلحة العراقية كان قد كشف لـ "إرم نيوز"، في 22 حزيران 2024 عن تمديد الهدنة بشكل سري، لأسابيع قليلة، مؤكدًا استعداد الفصائل لاستئناف عملياتها في حال فشل رئيس الحكومة، محمد السوداني، الإيفاء بوعوده لإخراج القوات الأمريكية من البلاد.

أخبار ذات علاقة

محللون لـ "إرم نيوز": انقسامات بين الفصائل العراقية المسلحة بسبب حرب غزة

 

وقال القيادي حينها، إن الفصائل المسلحة العراقية "عازمة على استئناف عملياتها ضد القوات الأمريكية، خاصة أن الحرب على غزة لم تنتهِ، والمهلة التي تم منحها للسوداني انتهت، في 20 من أيار الماضي، ولم نرَ أي استجابة من الولايات المتحدة الأمريكية لمطالب الفصائل بمغادرة البلاد".

وجاء هجوم، أمس، قبل أقل من أسبوع من زيارة متوقعة لوفد عسكري عراقي رفيع المستوى إلى واشنطن لمواصلة المحادثات بشأن إنهاء التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد.

وعقدت "تنسيقية المقاومة العراقية" ما أسمته اجتماعًا استثنائيًا لمناقشة الأحداث في المنطقة عموماً وفي العراق على وجه الخصوص، وقالت في بيان لها، إنها "ناقشت الفرصة التي منحتها للحكومة -قبل أكثر من 4 أشهر- والمتضمنة جدولة انسحاب الوجود الأمريكي من العراق".

وأشارت، التنسيقية، إلى أن المجتمعين أكدوا على "ضرورة الاستمرار بالسير لتحقيق سيادة البلاد، بعد مماطلة الجانب الأمريكي وتعنته"، واصفة "وجود القوات الأمريكية بالاحتلال للأرض العراقية واستباحة سمائها، والتحكم بقرار البلاد الأمني والاقتصادي والتدخل بالشأن العراقي بكل استهتار وغطرسة".

ويبدو أن بيان "التنسيقية" الذي أشار إلى "ضرورة الاستمرار بالسير لتحقيق سيادة البلاد، كان بمثابة الضوء الأخضر للفصائل المسلحة العراقية لمعاودة استهداف القواعد والبعثات الأمريكية في العراق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC