قبل الانتخابات الأمريكية.. هل يستعجل نتنياهو "الحسم" مع إيران وحلفائها؟

تباينت الآراء السياسية حول استعجال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحسم المعركة مع إيران وحلفائها في المنطقة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، إذ يعقد نتنياهو آماله على عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب للبيت الأبيض.

وتصاعد التوتر في المنطقة إثر عمليات الاغتيال الإسرائيلية الأخيرة في طهران وبيروت، وخاصة بعد تهديدات إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتهديدات ميليشيا حزب الله بالرد على اغتيال فؤاد شكر.

ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على إرسال شحنات قنابل MK-83 التي تزن نصف طن لإسرائيل، وقد طلب نتنياهو أيضًا تسليم قنابل أثقل، وفقًا لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم، أن نتنياهو وائتلافه الحكومي يراقبون باهتمام بالغ مجريات الساحة السياسية الأمريكية، ويضعون خططهم العسكرية والإستراتيجية بناءً على نتائج تلك الانتخابات.

وأوضح أن نتنياهو يفضل عودة ترامب، الذي يمكنه من المضي قدمًا في مخططاته السياسية والعسكرية. في حال عودة ترامب، سيحصل نتنياهو على الغطاء السياسي والعسكري اللازم، بينما إذا فازت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، فإنه قد يعجل عملياته العسكرية ضد إيران وحلفائها.

من جهة أخرى، يعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن نتنياهو لا يرغب في حسم المعركة العسكرية في المنطقة سريعًا، حيث تضمن له هذه المعركة استمرار حكم ائتلافه اليميني الذي لا يحظى بقبول دولي.

وأضاف أن نتنياهو يعتمد على استمرار القتال والتوترات الإقليمية لضمان استمرار حكمه، ويبتز الولايات المتحدة والعالم فيما يتعلق بأمن إسرائيل.

وأشار البطة إلى أن تقديم الولايات المتحدة لأسلحة جديدة لإسرائيل يعد مؤشرًا على تناغم مواقف البيت الأبيض مع المخططات الإسرائيلية، وأن الحرب في غزة والتوترات الإقليمية ستكون طويلة الأمد، ولن تُحسم قريبًا.

كما أن استمرار التوتر يحقق مصلحة إسرائيل في إطالة فترة التوتر الإقليمي، مما يدفع نحو اتفاق إقليمي لإنهاء حالة الحرب.

تعد هذه التحليلات جزءًا من المشهد السياسي المعقد في المنطقة، حيث تؤثر الأوضاع الداخلية والخارجية على قرارات القيادة الإسرائيلية في التعامل مع التحديات الأمنية والإقليمية.