برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد كل مخزون الطعام لديه المخصص لأهالي غزة

logo
العالم العربي

نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله.. ما هي الرسائل والمؤشرات؟

نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله.. ما هي الرسائل والمؤشرات؟
الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسمالمصدر: رويترز
29 أكتوبر 2024، 12:18 م

أعلن حزب الله عن انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا للحزب خلفًا لحسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية في الـ27 من سبتمبر الفائت، في خطوة كان "إرم نيوز" أول من توقع حدوثها منذ إعلان إسرائيل عن اغتيال هاشم صفي الدين.

 فما هي خلفيات الإعلان عن تسمية نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله في هذا التوقيت، وماذا يحمل معه من رسائل وتوقعات، على صعيد الجبهة المشتعلة جنوبا مع إسرائيل، أو على مستوى المفاوضات التي تجري على وقع الضغوط والمعارك الطاحنة؟ .

حزب الله يلتقط أنفاسه

المحلل السياسي اللبناني، نضال السبع يعتقد أن قرار مجلس شورى حزب الله باختيار الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله، مكان الأمين العام السابق حسن نصرالله، هو مؤشر على أن حزب الله بدأ بالتقاط أنفاسه، وهو يعيد ترتيب الهرمية الإدارية داخل الحزب، والتي تصدعت بفعل "عملية البيجر" وما تلاها من عمليات اغتيال استهدفت "قادة الرضوان" والعديد من القادة العسكريين وصولا لأمين عام حزب الله ونائبه هاشم صفي الدين.

ويشير السبع إلى أن حزب الله كان سابقا "يتحسس" الإعلان عن اختيار أمين عام للحزب خوفا من قيام الإسرائيليين من اغتيال هذه الشخصية أو تلك. لكن يبدو أنه بدأ يتكيف مع واقع الميدان وبدأ يعمل على سد الخروقات الأمنية، وهذا أتاح له ربما تعيين نعيم قاسم أمينا عاما جديدا.

ويضيف: بالنسبة للشيخ نعيم قاسم، واكب الحزب في كل مراحله وهو يشبه نصرالله من حيث النشأة . هو من قرية كفركلا الجنوبية المتاخمة للحدود، وخلفيته العسكرية مثل نصرالله أيضا، كلاهما كانا منتميين لحركة أمل، وانفصل عنها، وكان من الأوائل الذين التحقوا بحزب الله .

من الناحية الفكرية -يقول السبع - تتلمذ نعيم قاسم على يد الشيخ محمد حسين فضل الله الذي يعتبر منظّر الحزب وأهم شخصية دينية فيه، وأكثر شخصية أثرت على الحزب وفكره وعقيدته ومنهجه.

يرى المحلل السياسي اللبناني أن الحزب أخذ قرار تسمية أمينه العام الجديد بعد أن رمم كل الكادر الإداري، وقام بعدد من التعيينات في كل المواقع التي طالت القادة الذين تم استهدافهم وخصوصا الصف الأول والثاني. ويقول إنه "من المفيد أن نترقب إن كان الإسرائيليون سوف يتمكنون من اغتيال نعيم قاسم، وعلى أساس هذا الأمر يمكن الإجابة على سؤال: هل تمكن حزب الله من سد الثغرات الأمنية، وهذا سؤال كبير للمرحلة المقبلة".

ويلفت السبع في ختام تعليقه إلى أن اختيار نعيم قاسم تزامن مع توجيه رشقات صاروخية من جنوب لبنان، وكأن   الحزب يوجه بذلك رسالة نارية للإسرائيليين.

أخبار ذات علاقة

غادر لبنان.. أين يقيم نعيم قاسم نائب أمين عام "حزب الله"؟ (فيديو إرم)

 

حمادة: تأكيد المؤكد

من جهته، يشير المحلل السياسي اللبناني علي حمادة، إلى أن تعيين نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله خلفا لحسن نصرالله هو تأكيد على مقتل كل الخلفاء المحتملين الآخرين، بدءا من هاشم صفي الدين خليفة نصرالله ومن كان يمكن أن يكون خليفة الخليفة.

ويقول حمادة في تصريحات لإرم نيوز، إن هناك أشخاصا آخرين كانوا في مقدمة المرشحين لخلافة نصرالله عدا نعيم قاسم، بينما كان نعيم قاسم هو نائب الأمين العام لحزب الله، ولكنه لا يتمتع بهذه القوة ضمن التنظيم. ولفت إلى أن "اغتيال كل أو معظم القادة أدى إلى التمسك بهذه الشخصية، وهذا يدل على أنه جرى إخراجه من لبنان، وإلا ما كان ليعلن عن تعيينه".

ويتابع: المعلومات كانت تشير إلى تهريبه على طائرة رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، وهذه علامة من علامات وجوده خارج لبنان، "لأنهم يعرفون أن تعيينه أمينا عاما من قبل الإيرانيين مباشرة معناه أنه أصبح على لائحة الاغتيالات العاجلة، وبما أنهم يعرفون أن لبنان غير آمن فهذا معناه أنهم أمنوا خروجه".

وحول دواعي تسمية قاسم في هذا التوقيت، يقول علي حمادة إن الهدف منه هو "إشاعة نوع من الطمأنينة لدى القواعد الحزبية، على أن المؤسسات عادت لتعمل بشكل أو بآخر، وبأن حزب الله استعاد توازنه أو جزءا من توازنه السابق، إن كان من الناحية العسكرية، على اعتبار أن الحزب يطلق الصواريخ على إسرائيل، ويقاتل على الحدود في بعض القرى الجنوبية، أو على صعيد المؤسسات، حيث أصبح هناك زعيم جديد لهذا التنظيم حتى لو لم يكن موجودا على الأراضي اللبنانية." وفقا للمحلل حمادة.

القرار يمثل "تأكيدا بالنسبة لنا كمراقبين أنه جرى إخراجه بنجاح وتعيينه، وهو الاسم الوحيد المتبقي المعروف من القواعد والجمهور" كما يقول المحلل السياسي اللبناني.

مضيفا: "أعتقد أن الوقت الحاضر قد يكون مرحلة انتقالية بانتظار أن يسارع الإيرانيون لإعادة تنظيم حزب الله، من الناحية العسكرية أو من مختلف النواحي غير العسكرية ( الأمنية والاجتماعية والاقتصادية) وهذا جزء من الورشة التي يريدون الإسراع بإطلاقها، لأن تداعيات انهيار حزب الله ستكون خطيرة إذا لم يتم إيقاف هذا النزيف".

أخبار ذات علاقة

هل تولى نعيم قاسم قيادة "حزب الله" سراً بعد نصرالله؟

 

بلال: مرحلة جديدة

الكاتب والمحلل السياسي السوري مازن بلال، يرى أنه بغض النظر عن أي اعتبار يتعلق بمواصفات الشيخ نعيم قاسم، هناك ظرف سياسي هو الذي دفع إلى تعيينه أمينا عاما لحزب الله. فمرحلة التفاوض السياسي بدأت فعليا وهناك اليوم جدية أكثر مما سبق. وخاصة أن إسرائيل تطلب أن يتم وقف إطلاق النار على جبهتين وهذا لم يكن واردا سابقا من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ويقول بلال: "نحن أمام مرحلة جديدة، وتعيين نعيم قاسم هو مؤشر على هذه المرحلة، وخاصة أنه عضو في مجلس شورى حزب الله. ومن هنا يبدو أن التحركات السياسية ستكون أسهل، وهناك بعض الضمانات لكي لا يتم اغتياله من جديد".

ويشير الكاتب السوري إلى أن "نعيم قاسم معروف على الساحة السياسية اللبنانية، والمعلومات تتحدث عن أنه العقل السياسي للحزب، وهو خبير في السياسة اللبنانية على مدى السنوات الماضية. لذلك فإن أي عملية تفاوض سيكون له دور فيها حتى لو لم يظهر".

ويتابع "نحن نعرف أن حزب الله أوكل إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري التفاوض باسمه، لكن وجود نعيم قاسم يسهل التفاوض والتشاور، ويسهل الوصول إلى مرحلة سياسية جديدة. ويخلص إلى القول: بهذه الصورة يمكن أن نفهم تعيينه، وهي مرحلة جديدة بالكامل سواء في بنية حزب الله أو بالنسبة للحرب في جنوب لبنان". وفقا للمحلل السياسي مازن بلال.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC