روسيا: قصف إيران لن يمهد الطريق للسلام
قال خبراء في الشأن اللبناني إن "جعبة" كبير مستشاري المرشد الإيراني، علي لاريجاني، حملت عدة رسائل خلال زيارته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، على رأسها أن "التسوية" موجودة بيد إيران.
وأوضح الخبراء في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن من بين الرسائل التي حملها لاريجاني أن لا تفاوض إلا بـ"النار"، كما هو الحال من جانب إسرائيل، أي استمرار ميليشيا حزب الله في توجيه ضربات في العمق الإسرائيلي لفرض نوع من التفاوض تحت النيران، دون الرضوخ للمطالب الإسرائيلية.
وأشاروا إلى أن "الجعبة" حملت أيضًا رسائل إلى إسرائيل، الغرب، والحاضنة الشعبية، تؤكد أن طهران لن تسمح بتصفية حزب الله، وأنها ستعمل على إعادة تسليحه عاجلًا أو آجلًا.
جاء ذلك بعد زيارة أجراها لاريجاني إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لبحث جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان.
وأكد لاريجاني أن بلاده تدعم أي قرار تتخذه السلطات اللبنانية وحزب الله ويتم التوافق عليه خلال محادثات وقف إطلاق النار الحالية بين إسرائيل وحزب الله. وأضاف: "لا نسعى إلى تخريب أي شيء، بل نسعى إلى حل المشاكل".
ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت، خالد العزي، إن لاريجاني حمل رسائل من المرشد الإيراني بعد زيارته دمشق ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، ومن ثم توجهه إلى بيروت للقاء المسؤولين اللبنانيين.
وبيّن العزي لـ"إرم نيوز" أن جعبة لاريجاني تضمنت نقطتين رئيستين:
الأولى تتمثل في أن إيران تريد المحافظة على القرار 1701، مع استعدادها للتفاوض بشأنه، متجاوزة الدور السيادي للدولة اللبنانية؛ ما يعني أن على الدولة أن تصبح وسيطًا بين حزب الله وإسرائيل بدلًا من ممارسة دورها الفعلي في إعادة نشر الجيش أو منع تسليح حزب الله مجددًا.
والثانية تقضي بالتصعيد العسكري من الجانب اللبناني، عبر استخدام سلاح أقوى وضربات أعمق في إسرائيل، لفرض التفاوض دون الخضوع للشروط الإسرائيلية.
وأضاف العزي أن إيران لا يعنيها الوضع اللبناني المتدهور أو المدن المحترقة، كما أن إسرائيل بدورها تريد نزع سلاح حزب الله وتثبيت القرار 1559. وأشار إلى أن الجانبين يحاولان استغلال فترة انتقال السلطة في الولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية، حيث سيكون الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ملزمًا بالاستجابة للضغوط الدولية والدبلوماسية حول هذه الأزمة.
من جانبه، يرى المحلل السياسي اللبناني، داني سركيس، أن زيارة لاريجاني في هذا التوقيت تحمل رسائل متعددة، للداخل اللبناني وللجانب الإسرائيلي والغربي، بأن إيران قادرة على التحرك بمرونة في هذه المرحلة.
ويوضح سركيس لـ"إرم نيوز" أن الرسائل الإيرانية تؤكد عدم السماح بتصفية حزب الله، بل والعمل على إعادة تسليحه. وأضاف أن إيران تستخدم سياسة مزدوجة: تهدئة الوضع من جهة، وتنشيط الجبهات من جهة أخرى لفرض شروطها.
ولفت إلى أن لاريجاني يحمل رسالة للحاضنة الشعبية اللبنانية بأن إيران ما زالت تدعم حزب الله بقوة، بجانب رسالة للحزب نفسه لزيادة التنسيق وضبط الجبهة عبر تصعيد القتال خلال الأسبوعين المقبلين واستخدام أسلحة نوعية مثل الصواريخ "فادي-6" والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، التي أصابت مؤخرًا المجمع العسكري الإسرائيلي الذي يضم وزارة الدفاع.
وأشار سركيس إلى أن الرسائل لإسرائيل والغرب تحمل تأكيدًا على أن التفاوض ليس حكرًا على تل أبيب، بل أن لإيران شروطها أيضًا. هذا التصعيد يقابله على الجانب الإسرائيلي تعلية سقف القصف والعمليات بقيادة بنيامين نتنياهو، في محاولة لفرض شروطه على الإيرانيين بدعم من إدارة ترامب.