نزار بركة
نزار بركة(أ ف ب)

هل ينجح زعيم أقدم كيان سياسي في المغرب بإخراجه من حالة الجمود؟

يواصل نزار بركة، الأمين العام لحزب "الاستقلال" المغربي المشارك في الائتلاف الحكومي، مشاوراته المكثفة مع باقي مكونات حزبه لحسم تشكيلة "اللجنة التنفيذية"، التي تقود سفينة أقدم كيان سياسي بالمملكة خلال المرحلة المقبلة.

وأثار تأخر انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب "الاستقلال" والتي توصف بأنها أهم جهاز قيادي بعد الأمانة العامة، تساؤلات عديدة في الأوساط السياسية المغربية، وسط مطالب بإخراج الحزب من الجمود الذي يسيطر عليه.

ومنذ إعادة انتخابه بالإجماع أمينًا عامًا لحزب الاستقلال لولاية ثانية، يوم 28 أبريل/نيسان الماضي، خاض بركة مجموعة من اللقاءات والمشاورات لكنه لم ينجح بعد في إخراج اللجنة التنفيذية المنتظرة إلى حيز الوجود.

وقال مصدر حزبي لـ"إرم نيوز"، إن "الأمين العام لحزب الاستقلال يقترب من إنهاء سلسلة مشاوراته"، مشيرًا أن بركة يسعى إلى تحقيق التماسك داخل اللجنة التنفيذية لخوض الاستحقاقات المقبلة بصفوف متراصة.

وأضاف المصدر أن "نزار بركة هدفه الأول استعادة بريق حزب الاستقلال كمكون مؤثر في الحياة السياسية والمؤسساتية، ولهذا فالمشاورات تتم بخطوات متأنية، وهو يواجه تحديات وصعوبات في سلسلة المشاورات".

ورجّحت المصادر أن يتم الحسم في اللائحة النهائية للجنة التنفيذية خلال شهر يوليو/تموز المقبل كحد أقصى.

ويرتقب أن يتم اختيار 30 عضوا فقط من الحزب للالتحاق باللجنة التنفيذية، وهو الامتياز الذي منحته "لجنة القوانين والأنظمة" للأمين العام للحزب.

أسباب التأخير

وقال المحلل السياسي الدكتور محمد شقير، إن تأخر انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية يرجع بالأساس إلى عوامل عدة.

وأوضح شقير لـ"إرم نيوز"، أن "من أهم العوامل كثرة عدد المرشحين الذي فاق 100 عضو، ما يعكس حدة المنافسة بين المرشحين حول العضوية في أهم جهاز قيادي بعد الأمانة العامة داخل الحزب".

ورأى المحلل السياسي أن "المسطرة الجديدة التي وُضعت للتصويت على المرشحين أسهمت في هذا التأخر؛ فبدل التصويت على كل مرشح على حدة منح الأمين العام صلاحية تقديم لائحة الـ30 للتصويت عليها ما جعل زعيم الحزب يقوم بمشاورات مكثفة لانتقاء لائحة أعضاء منسجمة يمكن التعويل عليها في قيادة الحزب للانتخابات القادمة".

ويعتقد شقير، أن هذه المشاورات ستسهل بلا شك على الأمين العام امتلاك تصور شامل يمكنه من انتقاء أعضاء اللائحة وتسهيل التصويت عليهم قريبًا.

عقبة الصراع الداخلي

ومن جهته، قال الكاتب الصحفي والخبير في تدبير الأزمات سعد ناصر، إنه "لا يمكن فصل الإرهاصات السياسية الداخلية لحزب الاستقلال عما يقع حاليًّا من تعثر في تشكيل اللجنة التنفيذية للحزب الذي يعيش حالة انقسام داخلي فضلا عن أزمات يتم ترميمها على مضض في صمت بين قيادات وأعضاء هذا الحزب".

وأضاف ناصر لـ"إرم نيوز"، أن "المثير في الارتباك الحزبي هو طول فترة تشكيل اللجنة التنفيذية التي تجاوزت الشهرين ودخلت شهرها الثالث، لدرجة أن قيادة نزار بركة باتت حسب مصادر متطابقة تفكر في إجراء مشاورات مع مختلف الحساسيات الداخلية للحزب كالشبيبة والروابط المهنية، فيما تحدثت أصوات أخرى عن ضرورة منح ثلث المقاعد للنساء".

واستطرد: "كل هذه النقاشات تبرز مدى الشروط والقيود التي باتت تفرض على قيادة نزار بركة من أجل الخروج من بوتقة أزمة تشكيل اللجنة التنفيذية وكأن الأمر يتعلق بتشكيل أو تعديل حكومي".

ورأى ناصر أنه "ليس بالضرورة أن يكون الحل مع القيادة الصارمة ولا أيضا الصامتة فكلا الطريقين لن يوصل إلى حل في ظل التجاذبات الداخلية".

ولفت إلى أن "نقاط ضوء هذا الحزب تكمن في أن كثيرا من أعضائه ملتفون حول الحزب وتاريخه، لكن مع غياب مبادرات حقيقية لرأب التصدعات والخلافات والغضب الداخلي يمكن إدامة هذا التشنج الاستقلالي العقيم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com