هل أثر هجوم "حزب الله" على مفاوضات غزة؟

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن هجوم ميليشيا حزب الله على إسرائيل "لم يعرقل" مفاوضات الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار، وأن المفاوضين أجروا محادثات تفصيلية، أمس الأحد، خلال أحدث جولة في القاهرة.

وأضافت الصحيفة أن الوسطاء في القاهرة "واصلوا إحراز تقدم في المفاوضات"، ويحاولون الآن "التفاوض على أسماء أكثر من ألف سجين فلسطيني، سيُطْلَق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة".

وأشارت إلى أن "الصفقة لم تكتمل بعد، ولكن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأخيرة"، كاشفة أن الوسطاء من قطر ومصر أمضوا أمس الأحد أكثر من 7 ساعات في مناقشة تفاصيل الاتفاق مع ممثلي حماس في القاهرة، فقرة تلو الأخرى، قائلة إن "تلك العملية ستستمر اليوم الاثنين".

حل يرضي حماس

وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور تيسير عابد، إن توقيت هجوم ميليشيا حزب الله يبدو مستغربًا على اعتبار أنه كان سيتأخر مع الرد الإيراني بعد منح وقت من أجل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بوصفها لا تزال مستمرة في القاهرة ولم تنته بعد.

وأشار عابد إلى أن بعض الصحف الإسرائيلية كتبت صراحة أمس، وحتى قبل وقوع الهجوم بأن رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار طلب من حسن نصر الله تنفيذ الهجوم؛ إذ إن الهجوم يشكل ورقة ضغط داخلية وخارجية على نتنياهو لإبرام الصفقة.

وأوضح أن إسرائيل تحاول فصل الارتباط بين غزة وحسابات "حزب الله"، إذ إن تداخل المتغيرات والعوامل جعل الهجوم غير ذي قيمة في التأثير، ومنعزلًا عمّا يحدث في القاهرة، لا سيما مع إعلان فشل المفاوضات في الوقت الراهن.

تعطيل المفاوضات  

لكن الكاتب والمحلل السياسي نزار الغول يرى أن تصاعد التوتر بين "حزب الله" وإسرائيل قد يؤثر بشكل كبير على مفاوضات وقف إطلاق النار التي تُعقد في القاهرة.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن التصعيد الأخير في جنوب لبنان بين الجانبين زاد من مخاوف اندلاع حرب أوسع في المنطقة؛ ما يمكن أن يعرقل الجهود الدبلوماسية القائمة في القاهرة، على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الأطراف المعنية لمنع تدهور الوضع، إذ أشارت تقارير إلى أن "حزب الله" قد يوقف هجماته إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وهو ما قد يساهم في تهدئة الوضع.

وتابع، أن "التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، يشكل تهديدًا مباشرًا لمفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة، إذ إن زيادة العمليات العسكرية بين الطرفين قد تضعف فرص الوصول إلى اتفاق شامل، لأن التصعيد العسكري يمكن أن يغير الأولويات ويعقد الوضع الأمني والسياسي". 

وأوضح المحلل السياسي، أنه ورغم الجهود الدبلوماسية المستمرة لتهدئة الأمور، فإن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تأجيل أو تعطيل المفاوضات في القاهرة، خاصة إذا توسعت دائرة الصراع لتشمل أطرافًا أخرى، أو إذا زادت الضغوط الداخلية والخارجية على الأطراف المتفاوضة.