الجيش الإسرائيلي: مسلحان عبرا من الأردن نفذا هجوما على نقطة حدودية قرب البحر الميت

logo
العالم العربي

"تكتيكات" غزة تتكرر جنوب لبنان.. كيف تتوغل إسرائيل برياً؟

"تكتيكات" غزة تتكرر جنوب لبنان.. كيف تتوغل إسرائيل برياً؟
جنود إسرائيليون قرب الحدود مع لبنانالمصدر: رويترز
17 أكتوبر 2024، 12:45 م

قال مصدر عسكري متابع لمجريات المعارك في جنوب لبنان، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم في حربه ضد حزب الله التكتيكات نفسها التي استخدمها في غزة خلال عملياته البرية، مشيرا إلى أن حزب الله لم يفهم أو يستوعب ذلك، وبالتالي لم يأخذه بعين الاعتبار خلال تعامله مع التوغل الإسرائيلي، بحسب ما يظهر في الميدان.

وأوضح المصدر العسكري لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل تحاول أن ترسل قواتها بعد أن تتأكد من محدودية الخطر ومحدودية احتمال الاشتباك المباشر. مشيرا إلى أنه "بعد أن تدخل القوات منطقة معينة وتقوم بتمشيطها، تنسحب هذه القوات ولا تبقى فيها ويتم الاعتماد على أنظمة إلكترونية للمراقبة ورصد عودة المقاتلين". 

من جهته، يؤكد الخبير العسكري اللبناني، العميد المتقاعد إيلي مرجاوي، ما جاء على لسان المصدر، بأن التكتيكات المستخدمة من جانب الجيش الإسرائيلي في التوغل البري، سواء في قطاع غزة أو جنوب لبنان، قريبة من بعضها إلى حد كبير، ولكنها تحمل تحولات نوعية، في ظل الفوارق على الأرض بين الجبهتين.

خلق مساحات آمنة للتقدم

المصدر يقول إن هذا التكتيك، يسمح لإسرائيل بعدم ترك قواتها في مواقع مكشوفة كي لا تتعرض فيها للاستهداف. والنتيجة هي أن إسرائيل تخلق تدريجياً مساحات آمنة تتقدم عبرها لمهاجمة مساحات إضافية. 

ويشرح: في حروب العصابات، عادة ما يركز المقاتل على استهداف الخصم بأوقات مفاجئة ( خلال فترة راحته أو نومه أو طعامه)، لكن إسرائيل تتجنب هذا الأمر، ونادرًا ما تترك قواتها بشكل مكشوف، ولذلك لم يستطع الحزب استهدافها كما هو متوقع، وهذا الأمر حصل في غزة أيضًا. 

ويدلل المصدر على ذلك بأن إسرائيل خسرت في غزة طيلة أكثر من عام أقل من 500 عسكري، وهو رقم ضئيل جدا. كما أن القوات الإسرائيلية التي تتوغل في جنوب لبنان خسرت نحو 50 جنديا حتى الآن، وهذا يعني أن نسبة الاستهدافات قليلة قياسا بحجم الحشود التي أقحمتها إسرائيل في الجبهة الشمالية، وقياسًا بالمساحة التي سيطرت عليها حتى الآن.

حجم التوغل

وأشار المصدر إلى أن حجم التوغل الإسرائيلي في بعض المناطق بلبنان وصل لأكثر من 2 كيلو متر في العمق، وإذا علمنا أن طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية يصل إلى 130 كيلو مترا، وأن إسرائيل تقدمت في 70% من هذه الحدود، فهذا معناه أنها سيطرت حتى الآن على نحو 100 كيلو متر، وهي مساحة هائلة خلال أسبوعين فقط. وتكشف عن "ضعف كبير" لدى مقاتلي حزب الله في صد التقدم البري للقوات الإسرائيلية.

أخبار ذات علاقة

"قد يغير المعادلة".. حزب الله يكشف عن صاروخ باليستي جديد

ويذكّر المصدر بما حصل يوم أمس الأربعاء، حيث نسف الجيش الإسرائيلي قرية كاملة، بعد أن تم تفخيخها، وهذه العملية تحتاج وفقا للمصدر إلى أوقات طويلة للتحضير والتفخيخ، مشيرا إلى دلالة هذه العملية، وهي أن الإسرائيليين يعملون بهدوء ودون أي ضغوط من قبل مقاتلي حزب الله.

ويشرح المصدر العسكري بأن الفكرة الأهم في التوغل البري الذي تنفذه القوات الإسرائيلية هي أنه يجري في منطقة تعرف بـ"الحافة"، وهي المناطق الأعلى في جنوب لبنان، والتي تطل على إسرائيل من جهة وعلى مناطق لبنانية واسعة من جهة أخرى، ما يعني أن سيطرة إسرائيل عليها تمنحها امتيازا كبيرا وتحكما استثنائيا؛ لأنها تكشف مساحات كبيرة من جنوب لبنان، كما تكشف أماكن تمركز أو تنقل عناصر حزب الله.

من جهة أخرى، يلفت المصدر إلى أن إعلان الجيش الإسرائيلي عن أسر ثلاثة عناصر من حزب الله، إن صح، فهو يعني أن هناك تفاوتا في قدرات مقاتلي حزب الله، وأن بعضهم نال منه التعب والإرهاق.

ويخلص المصدر، إلى أن حزب الله لم يتعلم من تجربة غزة، وما زال ينتظر الالتحام مع الإسرائيلي، وهو ما تتحاشاه القوات الإسرائيلية قدر الإمكان حتى الآن، مستعيضة عنه بتكتيكات أخرى تمنحها تقدما على الأرض ولكن في الوقت نفسه تحد من انكشاف جنودها، وبالتالي تخفيف الخسائر قدر الإمكان.

مرجاوي: تكتيكات متشابهة وتضاريس مختلفة

يوضح الخبير العسكري إيلي مرجاوي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن هناك فوارق في طبيعة الأرض، ما بين جنوب لبنان وقطاع غزة، ولكن التكتيكات نفسها إلى حد ما تكون قائمة من جانب الجيش الإسرائيلي الذي يعتبر دائما أن التوغل البري لأكثر من 5 كم داخل الحدود اللبنانية، أمر يعرض جنوده للخطر.
 
ولكن مرجاوي يعتقد أنه "حتى الآن، لايوجد تأمين كامل يمكن توفيره جويا أو بحسب تقنيات التتبع الإسرائيلي لما بعد الشريط الحدودي داخل لبنان"، مما يسمح بتنفيذ مهام إسرائيلية على الأرض بدخول بري، حتى لو كان خجولا، وهو ما يظهر في قيام سلاح الجو الإسرائيلي في أكثر من مرة، بعمليات تمهيد حتى يكون هناك دخول حذر للقيام بتمشيط، ولكنها لا تتم، وإذا بدأت يكون الانسحاب سريعا من جانب الجنود الإسرائيليين.
 
وأردف الخبير العسكري بأن "حزب الله" يراهن بشكل كبير على دفع قوات إسرائيلية إلى الدخول والتوغل في أراضٍ حدودية، لاسيما مع وجود عمليات تموية ومراوغة، بتحركات على الأرض من جانب عناصره التي مازالت تمتلك نقاطا مرتبطة بأنفاق عميقة، تظهر وتختفي من خلالها، مما يجعل الجانب الإسرائيلي يعيد الحسابات مرة أخرى في عمليات تمشيط عبر عناصر أو توغل بآليات عسكرية حتى لو كانت تسبقها دوريات استطلاع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC