ترامب: إذا انسحب زيلينسكي من "اتفاقية المعادن" فإنه سيواجه مشاكل كبيرة
مع تسارع الخطوات لتشكيل جهاز أمني جديد في سوريا، تتباين آراء الخبراء حول فرص نجاح هذه المؤسسة الأمنية وآليات تشكيلها.
ففي حين يرى البعض أن الاستعانة بخبرات خارجية قد تسهم في بناء جهاز أمني متطور يعيد هيكلة المؤسسة وفق معايير حديثة، يشكك آخرون في قدرة هذا الجهاز على الاستقلالية في ظل التحديات الداخلية والتأثيرات الخارجية.
ودار الجدل حول مستقبل الجهاز الأمني؛ إذ يدور حول مزيج من التعاون الدولي، والاعتماد على قيادات ميدانية محلية، فضلاً عن الاحتمالات المرتبطة بالتنوع الطائفي والسياسي في سوريا.
هذه العوامل تجعل من النقاش حول نجاح أو فشل المؤسسة الأمنية السورية الجديدة محوراً واسعاً ومثيراً للجدل.
الاستعانة بخبرات خارجية
في هذا السياق، أشار الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فايز حوالة إلى أن تعيين أنس خطاب رئيساً لجهاز المخابرات السوري قد يفتح الباب أمام التعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية مثل تركيا والمملكة المتحدة.
وأضاف حوالة، في حديثه مع "إرم نيوز"، أن بناء المؤسسة الأمنية المزمع تشكيلها سيعتمد على خبرات خارجية قد تسهم في تطوير الجهاز ورفع كفاءته، مشيراً إلى إمكانية الاستعانة بشخصيات مثل هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي الحالي وقائد جهاز المخابرات التركي سابقاً، بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات البريطاني MI6.
وأوضح حوالة أن زيارة الوفد التركي برفقة مسؤول المخابرات التركية كانت مؤشراً قوياً على هذا الاتجاه، مبيناً أن هذه الزيارة قد تفتح الفرصة أمام التعاون الأمني بين سوريا ودول أخرى قد تكون مؤثرة في عملية بناء هذا الجهاز.
وأكد أن نجاح هذه المؤسسة الأمنية الجديدة مرهون بتشكيلها بناءً على رؤية واضحة ومستقلة تتماشى مع متطلبات المرحلة.
دور قادة الفصائل المسلحة
من جهة أخرى، يرى الباحث السياسي فداء خطار أن تشكيل المؤسسة الأمنية السورية الجديدة يواجه تحديات كبيرة، لا سيما من حيث الاعتماد على قادة الفصائل المسلحة التي تمتلك خبرات ميدانية متنوعة في المجال الأمني. ووفقاً لهذا التوجه، سيتم توزيع الفصائل على الأفرع الأمنية وفقاً لتخصصاتهم، مع تعيين نواب ومساعدين لكل منهم لتأسيس هيكلية متماسكة.
وفي حديثه لـ "إرم نيوز"، تساءل خطار عن مدى جاهزية هيئة تحرير الشام لتوفير كوادر متخصصة في هذا المجال، ومدى قدرتها على تنفيذ المهام الأمنية المعقدة.
كما لفت إلى أن العناصر الخارجية قد تلعب دوراً مشابهاً لما تقوم به إسرائيل، التي تعتمد على خبرات من دول الاتحاد السوفيتي السابق في تشكيل جهازها الأمني، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الفصائل السورية على بناء جهاز أمني فعّال.
التحديات الطائفية والتأثيرات الخارجية
وفي السياق ذاته، أشار خطار إلى أن المجموعات المسلحة التي كانت موجودة في إدلب قد تلقت دعماً خارجياً؛ ما يجعل استقلالية الجهاز الأمني السوري الجديد أمراً صعباً. وأضاف أن التكوين الطائفي سيكون من أبرز التحديات التي تواجه هذه المؤسسة، حيث يُتوقع رفض الأكراد والدروز الانضمام إليها، في حين يُستبعد تماماً إشراك العلويين نظراً لانعدام الثقة فيهم خلال هذه المرحلة.
وأوضح خطار أن المجاميع المسلحة التي كانت تعمل في إدلب وتلقت دعماً خارجياً تجعل من غير الممكن تصور جهاز أمني سوري مستقل عن التأثيرات الخارجية. وأضاف أن الجهاز الأمني الجديد قد يكون خاضعاً لتأثيرات مباشرة من القوى الأجنبية؛ وهو ما قد يضع استقلاليته موضع تساؤل.
ويرى الخبراء أن فرص نجاح المؤسسة الأمنية الجديدة في سوريا تعتمد على مجموعة من العوامل المعقدة، أبرزها الاستعانة بالخبرات الخارجية، دور الفصائل المسلحة المحلية، والتأثيرات الطائفية والسياسية.
وفي ظل هذه التحديات، يبقى مستقبل الجهاز الأمني السوري رهيناً بتشكيله وفق رؤية واضحة تراعي المتطلبات المحلية والدولية؛ ما يجعله محور نقاشات متواصلة في الأوساط السياسية والإقليمية.