الجيش الإسرائيلي يقتحم البلدة القديمة في نابلس شمالي الضفة الغربية
وليد قاسم - إرم نيوز
لطالما كانت الملفات السياسية الأساسية في لبنان خاضعة لجملة من التفاهمات والاتفاقات الدولية، فكيف إن كان الأمر يتعلق بالفراغ الرئاسي المستمر منذ سنتين ومعه ملف القادة الأمنيين وعلى راسهم قيادة الجيش..
فالتوزيع الطائفي يفرض الاتفاق الداخلي القائم على توازنات دولية، والأخطر هذه المرة أن الجميع ينتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى يتفرغ الرئيس الجديد للملف اللبناني.
ومن جانبها، قالت مصادر لـ"إرم نيوز"، إن هناك اتجاهًا للتمديد لقائد الجيش جوزف عون لتفادي الفراغ بقيادة الجيش في هذه المرحلة، وهذا ما يُبقي مسألة الرئاسة مفتوحة في الوقت الحالي إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية.
وأكدت المصادر أن الأمور ستبقى على ما هي عليه لفترة شهرين على الأقل إلى حين استلام الرئيس الجديد سلطاته بشكل كامل.
وبينت المصادر أن هناك اتجاهًا في الداخل اللبناني يتوافق عليه عدد كبير من النواب للتجديد لقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، بسبب أهمية موقعه في الوقت الحالي كون المرحلة المقبلة هي مرحلة الجيش خاصة في منطقة الجنوب.
ولفتت المصادر إلى أن الملف الرئاسي ورغم ارتفاع أسهمه مؤخرًا فإنه سيظل مؤجلًا لفترة أطول بسبب الانتخابات الأمريكية ونتائجها، التي سيكون لها تأثير على واقع المنطقة ككل.
الكاتب الصحافي خليل القاضي أكد لـ"إرم نيوز"، أن الحديث المعني بالتجديد لقائد الجيش يشير إلى أنه سيحصل معه التجديد لباقي القادة الأمنيين أيضًا، خاصة الأمن العام والأمن الداخلي وذلك للحفاظ على التوازن الطائفي، فعدم التجديد سيفتح المجال أمام ضباط من طوائف أخرى غير طائفة القائد للوصول إلى القيادة وهو ما سيغير توازن التوزيع الطائفي.
ويلفت القاضي إلى أن التوزيع الطائفي يشمل القادة الأمنيين في لبنان ويتفق الفرقاء على عدم المساس به بأي شكل من الاشكال.
وأضاف القاضي أن المعارض الوحيد في الوقت الحالي في مسالة التمديد للعماد عون هو النائب جبران باسيل رئيس كتلة التيار الوطني، والذي يرى في عون المنافس الأقوى لرئاسة الجمهورية نظرًا لِما يتمتع به عون من احترام محلي وإقليمي ودولي ويعتبر وسطيًّا قريبًا من كل الأطراف.
كما أن بقاء العماد عون بموقعه ربما يفتح المجال أمام المرشح الرئاسي سليمان فرنجية زعيم تيار المردة الذي ورغم علاقته القوية مع حزب الله، فإنه يستطيع التواصل مع الجميع داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
وقال المحلل السياسي عبد النبي بكار، إن جميع السياسيين في لبنان ينتظرون دون شك نتائج الانتخابات الأمريكية، فوصول المرشح دونالد ترامب سيحرك الأمور سريعًا لإنهاء ملف لبنان، لأنه يريد تفعيل الاتفاقية الإبراهيمية وضم كل الدول التي لم تنضم إليها، عاجلًا أم آجلًا، بالإضافة لحاجته إلى ضربة قوية يثبت فيها رجوعه سياسيًّا كلاعب أساس يتحكم بالقرار.
ويشير بكار خلال حديثه لـ "إرم نيوز"، إلى أن تخصيص ترامب لبنان خلال حملته الانتخابية يعتبر علامة فارقة لم تحصل من قبل، وقد تصب بمصلحته حاليًّا خلال الانتخابات ولاحقًا لإزاحة فرنسا التي تحاول الإبقاء على دورها في لبنان والشرق الأوسط بعد خسارتها الكثير من مناطق نفوذها.
أما لو وصلت مرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس فإن الأمور ستبقى على ما هي عليه بنسبة كبيرة، ما سيرحّل الأزمة اللبنانية لفترة أطول وهذا ما سيكون له انعكاسات سلبية عل الداخل اللبناني من جميع النواحي.
أما فيما يتعلق بالملف الرئاسي فيقول بكار إن الملف هذا ولو كان شأنا داخليًا يخص اللبنانيين وحدهم إلا أنه للأسف لن يقفل إلا باتفاق دولي، ففي الوقت الحالي طرح اسم قائد الجيش كونه يحظى باحترام وعلاقات واسعة داخليًّا وخارجيًّا ويعتبر حلًّا وسطيًّا كونه على مسافة واحدة من الجميع.
وبالنسبة لجبران باسيل، فيرى أن حظوظه تراجعت كثيرًا بعد فك ارتباطه مع حزب الله الذي كان سببًا أساسيًّا لوصوله إلى المجلس النيابي مع كتلة نيابية كبيرة نسبيًّا بسبب الدعم المباشر الذي تلقاه.
أما سليمان فرنجية وفقًا لبكار، فإن الحظوظ لا تزال متاحة أمامه بشكل كبير رغم ارتباطه الوثيق بحزب الله وسوريا على حد سواء، فمن الناحية السياسية فإن المرحلة المقبلة ستحتاج إلى شخص يستطيع التواصل مع الجميع من ناحية حزب الله داخليًّا لدقة المرحلة، والتواصل مع الجانب السوري لإقفال ملفات عديدة منها ملف الحدود وضبط المعابر ومسألة النازحين السوريين في لبنان.