الولايات المتحدة توافق على بيع الفلبين مقاتلات بقيمة 5,58 مليارات دولار

logo
العالم

مبعوث ترامب في قلب الكرملين.. هل "يخترق" الأزمة الأوكرانية؟

مبعوث ترامب في قلب الكرملين.. هل "يخترق" الأزمة الأوكرانية؟
ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي الخاصالمصدر: (أ ف ب)
14 مارس 2025، 12:24 م

في خطوة قد تغيّر مسار الحرب الروسية الأوكرانية، يُجري المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف زيارة إلى موسكو، وسط توترات متصاعدة ومفاوضات غير معلنة، فيما يحمل مجموعة من العروض والمطالب، تتراوح بين تخفيف العقوبات الاقتصادية، وصولًا إلى إمكانية الاعتراف بسيطرة روسيا على بعض الأراضي المتنازع عليها. 

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن هناك أشخاصًا يجرون مناقشات في روسيا، وإن الولايات المتحدة لديها  ممثلون هناك، مثل ستيف ويتكوف وآخرين، معتبرا بأن مناقشاتهم "جادة للغاية"، وأن كل شيء يسير على ما يرام على مستوى التعاون مع روسيا.

من جانبه، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موسكو توافق على المقترحات بشأن إنهاء الأعمال القتالية، لكنها تنطلق من مبدأ أن ذلك ينبغي أن يؤدي إلى سلام طويل الأمد، ويزيل أسباب الأزمة، وأن بلاده تؤيد وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما مع أوكرانيا، لكن السؤال هو: كيف سيتم استغلال هذه الفترة؟

في ظل التقارب بين ترامب وبوتين، يبدو أن روسيا في موقف أقوى من أي وقت مضى، فهل ستستغل هذه الفرصة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، أم أن اللقاء سيكون مجرد جولة جديدة في لعبة الشطرنج الجيوسياسية بين موسكو وواشنطن؟

أوراق تفاوضية وعروض اقتصادية 

وأكد الخبراء، أن المبعوث الأمريكي إلى روسيا يحمل عدة أوراق تفاوضية لإنهاء الحرب، أبرزها استغلال رغبة موسكو في التهدئة، وطرح عروض اقتصادية، وإمكانية إبقاء الأراضي التي ضمتها روسيا تحت سيطرتها، إضافة إلى تحييد أوكرانيا ومنع انضمامها للناتو.

وأضاف الخبراء، أن روسيا لا تزال متمسكة بشروطها للسلام رغم اتفاق جدة بين أوكرانيا وأمريكا، وأن موسكو قد توافق على الاتفاق مع تعديلات، وفي ظل التقارب بين ترامب وبوتين، تزداد قوة الموقف الروسي، بينما تستمر أوروبا في الدفع باتجاه تدخل أوسع.

وأشاروا إلى أن واشنطن لا تبدو مستعجلة لعقد سلام قبل تحقيق مكاسبها الاقتصادية والاستراتيجية، وبينما يستمر الصراع على النفوذ، فإن التوصل إلى حل نهائي للأزمة يظل تحديًا معقدًا.

وقال توفيق حميد، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، إن المبعوث الأمريكي، خلال زيارته لروسيا ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين، سيحمل العديد من الأوراق التي يمكن أن تساهم في إنهاء الحرب.

وأضاف حميد، في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، أن روسيا لا تفضل استمرار الحرب إلى ما لا نهاية؛ نظرًا لتكاليفها الباهظة وتأثيرها على الاقتصاد الداخلي ومعنويات الشعب. 

وأوضح المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، أن هذه الرغبة الروسية في إنهاء الحرب تعد في حد ذاتها ورقة يمكن للولايات المتحدة استغلالها.

العقوبات الاقتصادية 

أشار حميد إلى أن من بين الأوراق الأخرى التي يحملها المبعوث الأمريكي، ويتكوف، ورقة العقوبات الاقتصادية، إذ قد تعرض واشنطن على موسكو رفع بعض العقوبات في حال تجاوبها مع خطة السلام الأمريكية، والتي تبدأ بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، كما قد تقدم الولايات المتحدة إغراءات اقتصادية تشمل التعاون في مشاريع استثمارية وثروات معدنية.

وتابع أن واشنطن قد تلعب بورقة أخرى، تتمثل في السماح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي ضمتها خلال الحرب، الأمر الذي من شأنه أن يبعد الحدود عن موسكو، التي كان يمكن أن تصلها الصواريخ خلال ثلاث دقائق.

وأكد حميد أن الورقة الرابعة التي يحملها ويتكوف تتعلق بتحييد أوكرانيا ومنع انضمامها إلى حلف الناتو، وهو مطلب روسي رئيسي.

وأوضح أن السيطرة الأمريكية اقتصاديًّا وعسكريًّا على كييف قد تشكل ضمانة لروسيا بعدم شن حرب مستقبلية أو تهديد أمنها القومي، على عكس الاتحاد الأوروبي الذي يبدي رغبة قوية في دعم الحرب واستمرارها.

معضلة سياسية وعسكرية

ومن جانبه، قال كارزان حميد، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، إن الأنظار تتجه نحو روسيا بعد اجتماع جدة في السعودية، الذي جمع ممثلين عن أوكرانيا والولايات المتحدة لبحث اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، لافتا إلى أن هذا الاتفاق "يُعتبر خطوة أولى نحو سلام شامل بين البلدين المتصارعين منذ عام 2022".

وأضاف كارزان، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المسؤولين الروس، وعلى رأسهم وزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤول العلاقات الدولية في مجلس الدوما، يؤكدون أن أي اتفاق سلام يجب أن يتم وفق الشروط الروسية وليس الأمريكية، وهذا يضع الأزمة في مأزق سياسي وعسكري، إذ تصر موسكو على مطالبها من الدول الغربية بشأن أوكرانيا.

رغم الغموض المحيط بتفاصيل الاتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، أشار حميد إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يوافق على الاتفاق كبادرة حسن نية تجاه نظيره الأمريكي، لكن مع تعديلات على بنوده، مشيرا إلى أن الموقف الروسي كان واضحًا منذ البداية، سواء سياسيًّا أو عسكريًّا، فيما يخص الملف الأوكراني.

إلا أن هناك تحديات كبيرة، أبرزها رغبة بعض الحلفاء الداعمين للحرب في نشر قوة عسكرية قوامها 100 ألف جندي أوروبي غربي في الأراضي الأوكرانية، إلى جانب مشاركة الاتحاد الأوروبي في عمليات عسكرية متعددة، وهو ما ترفضه موسكو تمامًا.

موقف روسيا في ظل تقاربها مع ترامب

وأكد حميد أن التقارب الكبير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي منح موسكو موقفًا أقوى مما كانت عليه قبل عام. وأضاف أنه حتى لو قدمت روسيا بعض التنازلات السياسية أو العسكرية، فإنها ستظل المستفيد جزئيًّا من المعادلة العسكرية.

وأشار إلى أن روسيا تواصل تقدمها ميدانيًّا في جبهة كورسك، حيث تستعيد مساحات واسعة وتفرض سيطرتها؛ مما يؤدي إلى خنق القوات الأوكرانية عسكريًّا.

وأوضح حميد أنه قبيل بدء مفاوضات جدة، أطلقت كييف مئات المسيرات باتجاه موسكو في محاولة لتغيير موازين القوى وإثبات قدرتها على شن عمليات هجومية.

أما على الجانب الأمريكي، فلا يبدو أن واشنطن مستعجلة لدفع طرفي الصراع نحو توقيع اتفاق سلام، إلا بعد ضمان تحقيق مصالحها الاستراتيجية، ومنها توقيع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "صفقة المعادن"، التي تضمن للولايات المتحدة حقوقًا اقتصادية وتنفيذًا لتعهدات ترامب الانتخابية.

الدور الأوروبي: بين الحياد والمواجهة

وأثار حميد تساؤلًا مهمًّا حول موقف الأوروبيين من تحركات ترامب الأحادية، خاصة في ظل الاجتماعات التي عقدها القادة العسكريون الأوروبيون، بمشاركة بريطانيا، مع الجانب الأوكراني في باريس، دون دعوة واشنطن.

وأكد أن أوروبا لن تقبل بخطة سلام لا تكون طرفًا رئيسيًّا فيها، مستشهدًا بتصريحات مسؤول السياسة الخارجية السابق للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في أكتوبر 2022، التي شبه فيها أوروبا بـ"حديقة" يجب حمايتها من "الأدغال"، في إشارة إلى التهديدات الجيوسياسية الخارجية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات