حزب الله يقول إنه قصف بالصواريخ تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في ثكنة "زرعيت"

logo
العالم

هاريس ومعضلة الخروج من عباءة بايدن

هاريس ومعضلة الخروج من عباءة بايدن
كامالا هاريس المصدر: رويترز
11 أكتوبر 2024، 2:13 م

في ردها على سؤال حول ما ستفعله إذا أصبحت رئيسة للولايات المتحدة وما إذا كانت إدارتها ستختلف عن جو بايدن، أجابت نائبة الرئيس كامالا هاريس بأنها "لا شيء يخطر ببالها في هذه اللحظة".

ربما كانت هذه الإجابة عفوية أو نتيجة ضغوط الحملة الانتخابية، إلا أن الجمهوريين بقيادة دونالد ترامب اعتبروها "هدية" تؤكد ادعاءاتهم بأن هاريس لا تمتلك القدرة على تحقيق إنجازات مستقلة عن إدارة بايدن الضعيفة.

البحث عن الهوية 


هاريس لم تكن مستعدة بشكل كافٍ للإجابة على السؤال، وهو ما يعكس معضلة تواجه الديمقراطيين أيضًا.

فقد كانت دائمًا جزءًا من إدارة بايدن، حيث شغلت منصب نائبة الرئيس وسيناتور سابق عن ولاية كاليفورنيا.

لكن بعد أداء بايدن المخيب في أول مناظرة رئاسية مع ترامب، وجدت هاريس نفسها مجبرة على رسم خط سياسي مستقل في فترة قصيرة.

منذ ذلك الحين، تحاول هاريس بناء خط خاص بها، وهو تحدٍ كبير لأنها تعمل داخل إدارة قائمة، وتحاول في الوقت نفسه تعزيز إنجازاتها الشخصية دون الابتعاد عن سياسات بايدن.

أخبار ذات علاقة

هاريس: هناك حاجة للتهدئة في الشرق الأوسط

 

فصل الذات عن بايدن وترامب


عندما أصبحت المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي، استخدمت هاريس خطابًا محوريًا حين قالت: "أنا لست بايدن ولست ترامب بالتأكيد".

وقد استهدفت بذلك الأمريكيين الذين تجاوزت نسبتهم 70% والذين عبروا عن رفضهم لإعادة تكرار المواجهة السابقة بين بايدن وترامب.

فهي تستند على فكرة أن الأمريكيين يشعرون بالقلق من مسألة العمر لدى المرشحين، حيث إن كليهما يقتربان من الثمانين عامًا.

هاريس تؤكد أنها تمثل الجيل الجديد من القيادات الأمريكية، مستغلة خلفيتها العرقية وقصتها الشخصية لتقديم نفسها كبديل شاب وحيوي مقارنة بالمرشحين الأكبر سنًا.

تحديات السياسات والاقتصاد

على مستوى السياسات، هاريس تجد نفسها بين إنجازات بايدن التي تحاول الاستفادة منها وأخطاء إدارته التي تسعى للابتعاد عنها.

في القضايا الاقتصادية، أظهرت مزيدًا من الجرأة بطرحها خططًا لدعم الطبقة الوسطى وإطلاق برامج للإسكان، لكنها تواجه صعوبة في التعامل مع الواقع الحالي المتمثل في التضخم وارتفاع الأسعار، وهي أمور تثير غضب الناخبين.

التحول في قضايا الهجرة

في قضايا الهجرة، اتخذت هاريس مواقف بعيدة ليست فقط عن سياسات بايدن، بل حتى عن أسلافها الديمقراطيين.

فقد أعلنت عن خطط صارمة لمعالجة أزمة الحدود والهجرة أثناء زيارتها لولاية أريزونا، مما أثار ردود فعل قوية، ووصفت أفكارها بأنها الأكثر يمينية التي يقدمها مرشح ديمقراطي حتى الآن.

أخبار ذات علاقة

هاريس أم ترامب.. من سيكون "منقذ" الشرق الأوسط لإنهاء نزاعاته؟

 

معضلة نائب الرئيس

هاريس تواجه تحديات معقدة باعتبارها نائب الرئيس الذي يسعى للترشح للرئاسة. فهي لم تمر بمرحلة الانتخابات التمهيدية التي عادة ما توفر فرصة للمرشحين لبناء شخصيتهم السياسية والاستعداد لمواجهة الحملة الانتخابية، مما يجعل حملتها أكثر صعوبة.

الديمقراطيون يقولون إن هاريس تستفيد من البنية التحتية الجاهزة لحملة بايدن والخبرات المتوفرة، لكن يبقى عليها إثبات قدراتها القيادية وإبراز رؤيتها الخاصة للناخبين الأمريكيين.

التحدي الأكبر والسياسة الخارجية

على الرغم من نجاحها في تحفيز قاعدتها الديمقراطية، خاصة بين النساء الأمريكيات من خلال تبنيها لقضية الإجهاض، إلا أن التحدي الأكبر أمامها يبقى في جذب دعم الناخبين المستقلين، وخاصة الرجال الذين تظهر استطلاعات الرأي أن ترامب يتقدم عليها بينهم بفارق مريح.

وفي السياسة الخارجية، تبدو هاريس أكثر ارتياحًا عندما تتبنى السياسات التي كانت جزءًا منها في إدارة بايدن.

فهي تدعم الدور القيادي للولايات المتحدة عالميًا، وتعزز الدعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتدعو إلى وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط مع ضمان أمن إسرائيل.

ومع ذلك، تبرز هاريس اختلافها عن بايدن بتركيزها على أن إيران هي العدو الأول للولايات المتحدة، وليس الصين كما يعتقد بايدن.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC