وول ستريت جورنال: واشنطن تشدد العقوبات النفطية على إيران في إطار سعيها لاحتواء الهجوم الإسرائيلي
تباينت آراء الخبراء والمختصين في الشأن الأمريكي والدولي، حول الأقدر بين كل من المرشحين للرئاسة الأمريكية، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، على إنهاء النزاعات في الشرق الأوسط.
وأكدوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الشرق الاوسط أصبح المنطقة الأكثر اشتعالًا في العالم، والساحة المليئة بالتعقيدات التي يتعلق جزء كبير منها بتدخلات إقليمية ودولية.
وأشار مختصون إلى أن شخص الرئيس الأمريكي المنتظر ليس هو واضع السياسات الأمريكية، ولكنه "منفذ" ضمن منظومة تتحرك في إطار معطيات تكون جاهزة بحسب مصالح واشنطن.
ورأى آخرون أن سياسة هاريس في حال فوزها، ستكون استمرارًا لما سار عليه الرئيس الحالي جو بايدن ومن قبله الرئيس الأسبق باراك أوباما، بدعم الجماعات المسلحة و"الإسلام السياسي" في الشرق الأوسط.
وأضافوا أن ترامب من جهته سيذهب إلى تقليل الصراعات في المنطقة، حتى يتنبه للخطر الصيني الذي يهدد الولايات المتحدة عبر مشروع "الحزام والطريق".
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بالمغرب، الدكتور خالد شيات، رأى أن الإدارة الأمريكية ستبقى بسياساتها وبنفس النهج المحدد سلفا في التعامل مع الشرق الأوسط، سواء بفوز ترامب أو هاريس.
وأشار إلى أن شخص رئيس الولايات المتحدة المنتظر، ليس واضع السياسات ولكنه منفذ ضمن منظومة تتحرك في إطار معطيات تكون جاهزة بحسب مصالح أمريكا، وينطلق من خلالها شكل ونوع التدخل في الشرق الأوسط وما يخص ذلك من مستقبل الحرب والسلم، لاسيما ما يتعلق بعلاقة واشنطن وتل أبيب.
وأوضح شيات أن رئيس الولايات المتحدة ليس بالشخص الذي له الكلمة العليا فيما يتعلق بمستوى الدعم المقدم لإسرائيل، لأن ذلك أمر محسوم سلفا بحكم طبيعة المنظومة السياسية الداخلية والترابطات المصلحية بين واشنطن وتل أبيب.
وأكد أن أمريكا تتشبث بأن مصالحها الإستراتيجية في الشرق الأوسط مرتبطة ببقاء إسرائيل والعمل على تقويتها في المنطقة.
وأضاف شيات أن الصراع اليوم في الشرق الأوسط يتعلق بالتوازن العالمي والتوجه أكثر لتكوين منظومة تشبه ما كانت عليه السياسة الدولية من الغرب، بنهاية القرن الـ19، حيث كانت هناك نزعة في تحديد المصالح للقوى المتحاربة وانعدام وجود أي قوى تتعامل مع سياسة الغرب في المنطقة.
من جهته يرى الخبير في الشأن الدولي، الدكتور محمد المذحجي، أن سياسة هاريس استمرار لما سار عليه الرئيس الحالي جو بايدن ومن قبله الرئيس الأسبق باراك أوباما، بدعم الجماعات المسلحة والإسلام السياسي في الشرق الأوسط.
وذكر أن ذلك وضح في سماح إدارة بايدن لإيران بالالتفاف حول العقوبات الدولية، بتصدير النفط لتجني طهران أموالا تنفقها على أذرعها لاستمرار إستراتيجية الديمقراطيين التي تقوم على نشر "الفوضى الخلاقة" التي كان منها جانب أطلق عليه سابقا "الربيع العربي" في حقبة زمنية قريبة.
ورجح المذحجي أن هاريس، في حال فوزها، ستعمل على إعادة تلك الإستراتيجية في المنطقة، التي تعتمد على ضرب دولة المؤسسات في بلدان الشرق الأوسط، وتحفيز وجود الجماعات.
وذهب إلى أن ترامب سيعمل على عكس ذلك، بأن تكون هناك دول مؤسسات في المنطقة، بهدف تقليل النزاعات في الشرق الأوسط إلى حد ما، بغرض التفرغ لبكين، الخطر الذي يهدد الولايات المتحدة، ومنع مشروع "الحزام والطريق" الصيني إلى أوروبا، الذي يدعمه الديمقراطيون ويدفعون باتجاهه.
بدوره، يقطع أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون، الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، الدكتور عبد الرحمن مكاوي، أن هاريس أو ترامب، على السواء، لن يكون لأي منهما دور في إنهاء الصراع في الشرق الأوسط، الذي يقوم بالدرجة الأولى على حلحلة النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأرجع مكاوي ذلك إلى ما يراه بأن تل أبيب هي التي تصنع السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وأن المرشح الجمهوري والمرشحة الديمقراطية لا يملكان برنامجا أو قدرة على حل نزاع دام أكثر من 75 سنة، لأن دورهما ينصب في تنفيذ ما هو موضوع من سياسات لها أطراف تصنعها.
وأردف مكاوي بأن إسرائيل ليست كما يدعي البعض، بأنها قاعدة أو ولاية أمريكية في الشرق الأوسط، ولكنها كيان يقوم بإملاء مقررات وصنع السياسات العمومية في الداخل الأمريكي.