إعلام حوثي: غارات أمريكية تستهدف مواقع في جزيرة كمران قبالة الحديدة
تستعد أوكرانيا لتنفيذ أول هجوم بالصواريخ الأمريكية بعيدة المدى على الأراضي الروسية خلال الأيام المقبلة، في خطوة تُعد تحولاً كبيرًا في سياسة الدعم العسكري الأمريكي، بعد موافقة الرئيس جو بايدن، بالسماح لكييف باستخدام صواريخ "أتاكمز".
وكشفت وسائل الإعلام الغربية، تفاصيل الهجوم الأوكراني المُحتمل على روسيا، إذ قالت وكالة "رويترز" إن أوكرانيا تخطط لتنفيذ الضربات الأولى باستخدام أسلحة بعيدة المدى في الأيام المقبلة"، ووفقا للمصادر، من المرجح أن يتم تنفيذ الضربات في عمق الأراضي الروسية باستخدام صواريخ "أتاكمز".
بريانسك
وبعد مرور ثلاثة أيام من إعطاء إدارة الرئيس جو بايدن الضوء الأخضر لكييف لاستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا، تعرضت منطقة "بريانسك" الروسية لهجوم أوكراني بصواريخ صواريخ "أتاكمز" الأمريكية الصنع، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
وبعد الهجوم الأوكراني بصواريخ "أتاكمز" المبلغ عنه في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، قام الرئيس فلاديمير بوتن بتحديث العقيدة النووية الروسية، وبموجب العقيدة المحدثة، ستعتبر موسكو أي عدوان من جانب أي دولة غير نووية ـ ولكن بمشاركة دولة نووية ـ هجومًا مشتركًا على روسيا.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن التغييرات في العقيدة النووية تعني أن الاتحاد الروسي يحتفظ بالحق في استخدام الأسلحة النووية بحالة العدوان باستخدام الأسلحة التقليدية ضده أو ضد جمهورية بيلاروسيا.
إذن أمريكي وهمي
وكشفت صحيفة "التليغراف" البريطانية، أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، يُبرز ثلاثة قيود رئيسة تحد بشكل كبير من فعالية هذه الخطوة العسكرية، أبرزها القيد الجغرافي، حيث يقتصر استخدام صواريخ "أتاكمز" على منطقة كورسك فقط، في محاولة من أوكرانيا للحفاظ على موطئ قدم إستراتيجي يمكن استخدامه كورقة تفاوضية في محادثات السلام المستقبلية.
ويؤكد أندري زاجورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، أن هذه الصواريخ ستساعد في كورسك، لكنها قليلة جدًا ومتأخرة جدًا، وأن القتال في كورسك يتسم بطابع تكتيكي، حيث يستخدم الطرفان وحدات صغيرة متفرقة للسيطرة على الأراضي أو استعادتها.
إذًا، ومع التقارير الغربية والهجوم الأوكراني الأول على منطقة "بريانسك" الروسية باستخدام الصواريخ الأمريكية، يبقى التساؤل عن مدى قدرة كييف على الاستعداد العسكري لاستعادة أراضيها خلال الأيام المُقبلة، وخاصة قبل تنصيب الرئيس الأمريكي ترامب.
ويقول العميد نضال زهوي، الخبير العسكري ورئيس قسم الإستراتيجيا في مركز الدراسات الانثروستراتيجيا، إن الهجوم الأوكراني الشامل المتوقع خلال أسبوع وربما أكثر سيكون باتجاه الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا في الشرق، وتحديدًا "الدونباس" التي تضم أربع مقاطعات هي "دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون"، بالإضافة إلى أن الهجوم سيشمل "كورسك" الروسية.
تصعيد أوكراني قبل تنصيب ترامب
أما بالنسبة للتوقيت، فيؤكد زهوي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الأوكرانيين يسعون إلى إحداث أي تغيير ميداني على الأرض قبل تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل لولايته الجديدة قبل التسويات المتوقعة، خاصة وأن هناك تفاهمات بين ترامب وبوتين في هذا الأمر.
ويضيف الخبير العسكري، أن أي هجوم أوكراني اليوم لن تكون له جدوى بعد أن عزّزت روسيا سيطرتها وفرضت قوتها الدفاعية على العديد من المناطق التي سيطرت عليها داخل الأراضي الأوكرانية، خاصة مع قدوم قوات من جيش كوريا الشمالية لتعزيز الدفاعات الروسية في منطقة كورسك الروسية.
ويوضح زهوي، أن التكتيكات العسكرية التي تلقاها الجانب الأوكراني من الغرب مبنية على الدفاع وليس الهجوم، وبالتالي من السهل على القوات الروسية أن تعرف طريقة عمل القوات الأوكرانية خلال الهجوم المتوقع، حيث تعتبر التدريبات التي تلقاها الأوكران منذ عام 2015 حتى اليوم على يد الأوروبيين والأمريكيين تدريبات نمطية على غرار التي تمت عام 2006 خلال حرب لبنان، وأصبحت تدرس في الكليات والمعاهد العسكرية الغربية.
ومن جانبه، يؤكد د.محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن جميع القوات الأوكرانية الموجودة في الأراضي الروسية أصبحت شبه محاصرة واحتمالية القضاء عليها كبيرة، وبالتالي من المتوقع أن تقوم أوكرانيا بعملية عسكرية لما يسمى بفك الحصار عن هذه القوات وسحبهم، وخاصة أنها من قوات النخبة الأوكرانية ويوجد فيها مرتزقة من جنسيات غربية أمريكية وكندية وفرنسية بولندية، ومن الوارد أن تكون واشنطن قد أعطت تعليمات بسحب هذه القوات من تلك المناطق وإخراجهم.
قدرات كييف
ويتابع الخبير في الشؤون الروسية، في تصريح لـ"إرم نيوز": "أوكرانيا في حاجة إلى إجراء عملية عسكرية شاملة داخل كورسك الروسية تتدخل فيها كل أنواع النيران المدفعية مثل الدبابات والمدرعات، ومن ثم هناك احتمالية لقيام أوكرانيا بهذه العملية لفك الحصار عنهم، وهناك تساؤل حول مدى قدرة أوكرانيا للقيام بمثل هذا الهجوم وخاصة مع استخدامها صواريخ "أتاكمز" الأمريكية، وبالتالي يمكن استخدامها بشكل كبير للقيام بعملية خاطفة من أجل فك الحصار.
ويضيف، أن أوكرانيا لا تملك القدرة ولا العتاد المناسب لفك هذا الحصار، ولا تملك آلية قادرة على اقتحام كورسك مرة أخرى، مرجعاً سبب الإعلان عن الحرب في وسائل الإعلام إلى بث الخوف لدى القوات الروسية من تجهيز أوكرانيا لعملية هجوم شاملة، على الرغم من أن عملية الهجوم تتم بشكل مفاجئ عادة.
ويوضح الأفندي، أن كييف بحاجة إلى إجراء عملية عسكرية أوكرانية في كورسك؛ لأن استمرار الوضع بالنسبة للقوات المحاصرة في كورسك يؤدي إلى هلاكهم بشكل كامل، حيث يوجد هناك حوالي من 15 ألفًا إلى 20 ألف مقاتل أوكراني، بعد مقتل 30 ألف مقاتل من قبل خلال عمليات الهجوم على كورسك.
ويخلص الأفندي، إلى أن أوكرانيا لا تستطيع اليوم القيام بعمليه هجوم شامل إلا مع استخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى، ومن جانب آخر وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وثيقة العقيدة النووية المجددة، التي تسمح باستخدام السلاح النووي الروسي، وهذا يعني أنه إذا أطلقت أوكرانيا 15 صاروخا مثلاً على منطقة كورسك سترد روسيا بالسلاح النووي، وستضرب المصالح الأمريكية في المنطقة.