غيّرت الهجمات الأخيرة التي شهدت انفجار أجهزة الاتصالات اللاسلكية من نوع "البيجر" التي يستخدمها عناصر ميليشيا حزب الله، كل ما عرفه العالم عن الحروب السابقة، بحسب ما ذكرت صحيفة "معاريف".
وتبين أن التقديرات والتقارير الصادرة من لبنان وسوريا صحيحة فيما يتعلق بحجم الضرر الذي يفترض أن إسرائيل ألحقته بالميليشيا، والحرس الثوري الإيراني.
وعلى إثرها، فإنه سيكون من الممكن القول: إن الهجمات الأخيرة تغير كل شيء في العالم معروف عن الحروب، بحسب ما ذكرت الصحيفة العبرية.
وبعد يومين من الهجمات الدقيقة على "حزب الله"، تعرض العالم لحرب يمكن شنها بالتحكم عن بعد، تتم دون تعريض حياة المقاتلين للخطر ودون تفعيل الدبابات والطائرات، تلحق أضرارًا بالعدو وتدمر قدراته على القتال.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إنه إذا كان صحيحًا أن إسرائيل تقف وراء الهجمات، فإنها تخلق سباقًا عالميًّا هنا حول الشكل الذي ستبدو عليه ساحة المعركة التالية، وهو عصر الحرب التكنولوجيا.
قبل أقل من 6 أشهر فقط، كان هُناك مسؤولون على المستوى السياسي، وعلى رأسهم وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذين طلبوا إعادة فتح ملف ميزانية الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية برمته، وإعادة تحديد توزيع الميزانية.
كما طالب سموتريتش وآخرون، بزيادة الاستثمار في المدرعات والمشاة والجيش، وتقليل ميزانية التكنولوجيا والطائرات المتقدمة.
كما أن حقيقة قيام حركة "حماس" بتنفيذ هجوم قاتل بوسائل بدائية على إسرائيل أثارت نقاشًا عامًّا حيويًّا حول مصطلح "جيش صغير وذكي وغني بالتكنولوجيا".
وبحسب الصحيفة، فإنه مع ذلك، بعد يومين من تكبد ميليشيا "حزب الله" خسائر دون وضع مقاتل واحد في مقدمة القتال وجهًا لوجه، يجدر إعادة التفكير في الجدل عما إذا كانت التحركات التكنولوجية المتقدمة هي قوة الواقع على الوضع الجديد بساحة المعركة.