الحوثيون يتبنون هجوما "ثانيا" ضد حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"
تتحرك عدة عواصم لمحاولة نزع فتيل الأزمة بين جمهوريتي الكونغو الديمقراطية ورواندا، التي تفاقمت مع عودة تمرد حركة "إم23".
ورغم الجهود الدبلوماسية التي يبذلها العديد من القادة، لا تزال المفاوضات بين رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي تواجه طريقاً مسدوداً.
ومع اقتراب قمة الاتحاد الأفريقي، يظل السؤال: هل يمكن لآلية وساطة جديدة أن تحقق تقدمًا نحو حل النزاع؟
ووفق تقرير لمجلة "جون أفريك"، تتوالى مبادرات الوساطة دون نتائج ملموسة، ففي 15 ديسمبر/كانون الأول العام 2024، كان من المفترض عقد لقاء ثنائي في لواندا بوساطة الرئيس الأنغولي جواو لورينسو.
ومع ذلك، اشترطت كيغالي مشاركتها بعقد محادثات مباشرة بين كينشاسا وحركة "إم 23"، وهو ما رفضته الكونغو الديمقراطية بشدة، ونتيجة لذلك، ألغى بول كاغامي حضوره.
وبعد شهرين، حاولت فرنسا وقطر التوسط بعقد اجتماع على هامش قمة باريس، لكن فيليكس تشيسكيدي رفض الدعوة، وفي النهاية قرر بول كاغامي أيضًا عدم الحضور.
وأكدت جون أفريك أن هذه الإخفاقات المتكررة تعكس تعقيد الأزمة، وانعدام الثقة المتبادلة بين الطرفين.
وأوضحت المجلة أنه مع استمرار تعثر الوساطات، يأمل الاتحاد الأفريقي في لعب دور رئيس لحل الأزمة.
ومن المقرر أن يناقش القادة الأفارقة ملف شرق الكونغو الديمقراطية خلال قمتهم في 15و16 فبراير/شباط الجاري في أديس أبابا.
وبحسب مصادر داخلية، يدرس الاتحاد الأفريقي تشكيل وساطة ثلاثية بقيادة الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، والموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني (الرئيس المنتهية ولايته للاتحاد الأفريقي)، ورئيس جمهورية الكونغو (برازافيل) دينيس ساسو نغيسو،
بهدف تعزيز آلية "لواندا"، التي أُطلقت، في العام 2022، وضمان نهج أكثر شمولاً لتحقيق حل دائم.
وسيعقد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي،بحسب المجلة، اجتماعًا في 14 فبراير/شباط الجاري لمناقشة الأزمات في السودان وشرق الكونغو الديمقراطية، ومن المتوقع أن يحدد الخطوط العريضة لهذا المسار التفاوضي الجديد.
بالتوازي مع ذلك، عقدت مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (SADC)، ومجموعة شرق أفريقيا (EAC)، قمة مشتركة، في 8 فبراير/شباط، في دار السلام.
ودعا القادة المشاركون إلى وقف إطلاق النار، وإعادة تأهيل مطار غوما، الذي أُغلق بعد هجوم الحركة في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
وخلال القمة، اقترحت رواندا إعادة توجيه الرحلات الجوية إلى مطار روبافو الرواندي، لكن جمهورية الكونغو الديمقراطية وبعثة الأمم المتحدة "مونوسكو" رفضتا الاقتراح، مما يعكس استمرار التوترات بين الجانبين.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، اقترح الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني نهجًا جديدًا يعتمد على الاستعانة بقادة أفارقة سابقين، يتمتعون بالمصداقية ولديهم الوقت الكافي لتكريس جهودهم للوساطة.
ومن بين الأسماء المطروحة: كاليما موتلانثي (جنوب أفريقيا)، هايلي مريم ديسالين (إثيوبيا)، ماكي سال (السنغال)، ونانا أكوفو-أدو (غانا)، لكن حتى الآن، لم يتم التوصل إلى توافق بشأن أي من هذه الشخصيات.
وشدد تقرير "جون أفريك" على أنه رغم الخلافات المستمرة، إلا أن هناك توافقاً متزايداً حول ضرورة دمج مساري "نيروبي" و"لواندا" في عملية موحدة، موضحاً أن هذا التوجه يتضمن إنشاء أمانة عامة للإشراف على تنفيذ القرارات المتخذة في إطار هاتين المبادرتين.
ووفق مصادر دبلوماسية، قد يكون مقر هذه الأمانة في دار السلام، بدلاً من العاصمتين الكينية أو الأنغولية، لتجنب هيمنة أي طرف على العملية.
وخلصت "جون أفريك" إلى القول إنه بينما ينتظر القادة الأفارقة التوصل إلى اتفاق خلال قمة الاتحاد الأفريقي، لا تزال الأوضاع على الأرض متوترة.
ولفتت إلى أنه بعد أيام قليلة من الهدوء، استؤنفت المعارك في جنوب كيفو في 11 فبراير/شباط، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى حل دبلوماسي ينهي هذه الأزمة التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها.