أثار ترشح الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند للانتخابات التشريعية المرتقبة، أواخر يونيو الجاري، جدلاً في الساحة السياسية الفرنسية، لا سيما أن معسكر الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون لم يرشح منافسًا له في دائرته الانتخابية.
وأحدث هولاند مفاجأة بإعلانه، السبت الماضي، ترشحه للانتخابات المرتقبة في دائرة "كوريز" تحت راية "الجبهة لشعبية" التي تضم قوى اليسار.
ووصف بعض المقربين من هولاند هذه الخطوة بأنها "ضربة عبقرية" بينما اعتبر البعض أنّ ما قام به هولاند "مناورة"، وهو نتيجة "مفاوضات داخلية" في الحزب الاشتراكي من أجل "استعادة" الترشيح للانتخابات التشريعية في دائرة "كوريز" بعد استبعاده لفترة طويلة من اليسار.
وكان فرنسوا هولاند أعلن، الخميس الماضي، دعمه لـ "الجبهة الشعبية" التي تم تشكيلها للتو بين 4 أحزاب يسارية فرنسية.
لكن ترشح هولاند لا يحظى بإجماع داخل كتلة اليسار، وقالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في تقرير لها إنّ "القادة الاشتراكيين الأكثر خبرة يعرفون هذا السياسي جيدًا لدرجة أنهم يدركون أن رئيس الدولة السابق يحمل في رأسه 10 آلاف فكرة" وفق تعبيرها.
ونقلت عن أحد المديرين التنفيذيين من معسكر الاشتراكيين قوله "كان من الواضح أن هولاند كان يعلم أنه سيكون مرشحًا" للجبهة الشعبية، حتى قبل الإعلان عن ذلك بيومين.
وأشارت "لوفيغارو" إلى أنّ معسكر الرئيس الفرنسي إيماويل ماكرون لم يرشّح من يمثله في دائرة "كوريز" التي تقدم فيها هولاند.
ويشير مقربون من الرئيس الاشتراكي السابق إلى أن هولاند "لاحظ" في الواقع غياب منافس من حزب "النهضة" التابع لماكرون، لكنهم أكدوا "عدم التشاور" مع الأغلبية بشأن هذا القرار.
ويعتقد هولاند أن هذا الغياب يجب أن يفسر "في سياق العلاقة بين الأغلبية الرئاسية وحزب اليسار" بينما تم التوصل إلى اتفاقات بين الجانبين في مجالات أخرى، وفق "لوفيغارو".
لكن أحد كبار أعضاء الحزب الرئاسي لخّص الإستراتيجية التي يتبناها ماكرون بأنّه من غير المفيد طرح مرشحين في جميع الدوائر التي يبدو فيها الرأي العام مناهضا لليمين المتطرف، خشية تشتيت الأصوات، وهذا ما ينطبق على دائرة فرنسوا هولاند الانتخابية.
