الجيش الإسرائيلي: القوات البحرية قصفت بنية تحتية لحزب الله في جنوب لبنان

logo
العالم

أسلحة وتكتيكات جديدة.. استراتيجية إسرائيل الدفاعية أمام "اختبار جدي"

أسلحة وتكتيكات جديدة.. استراتيجية إسرائيل الدفاعية أمام "اختبار جدي"
الصواريخ الإيرانية التي وصلت إسرائيلالمصدر: رويترز
15 أكتوبر 2024، 4:10 م

تواجه استراتيجية إسرائيل الدفاعية تهديدات متصاعدة، خاصة بعد الهجوم الإيراني الواسع على إسرائيل مطلع الشهر الجاري، وكذلك تهديدات الطائرات المسيّرة التي عادت للواجهة من جديد بعد الهجوم الذي استهدف معسكرًا للجيش الإسرائيلي في حيفا.

وتعتمد إسرائيل على 3 أنظمة دفاع جوي رئيسة، هي "القبة الحديدية" للصواريخ قصيرة المدى والاعتراضات القريبة من سطح الأرض، و"السهم" و"حيتس" لاعتراض الصواريخ الباليستية والمجنحة في طبقات الجو العليا، إضافة للاعتراضات التي تنفذها عبر طائرات سلاح الجو.

أخبار ذات علاقة

ضبط الميليشيات وتهدئة الجبهات.. خطة إيران الجديدة لتطويق آثار الحرب

وشكلت هذه المنظومات، نظام حماية فريدًا بالنسبة لإسرائيل رغم وجود بعض الاختراقات في كفاءة عمل هذه الأنظمة، وتطور الاستراتيجيات التي يعمل بها خصوم إسرائيل ما جعل هذه المنظومة أمام اختبار جدي.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مسؤولين وخبراء في الصناعة العسكرية الإسرائيلية، تحذيراتهم من عجز حاد في الصواريخ التي تستخدمها في منصات الدفاع الجوي، وتحتاجها كثيرًا في مواجهة إيران وأذرعها.

وذكرت مصادر مخابراتية إسرائيلية للصحيفة البريطانية، أن 35 صاروخًا إيرانيًا ضربت قاعدة، بسبب هذا العجز في الدفاعات، رغم النجاحات الإسرائيلية في رصد نسبة كبيرة جدًا من الهجمات الإيرانية الأولى والثانية.

لكن رئيس مجلس عمال صناعة الطيران الإسرائيلي يائير كاتس، نفى هذه التقارير، وقال: "إن إسرائيل لديها مخزون من الصواريخ الاعتراضية يمكن أن يكون كافيًا لحرب طويلة الأمد"، بحسب القناة الـ14 الإسرائيلية.

وأضاف: "العمال والموظفون في صناعة الطيران والصناعات الدفاعية الأخرى يعملون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لتزويد الجيش الإسرائيلي بالذخيرة الدفاعية والهجومية اللازمة لاحتياجات الحرب، وسنواصل القيام بذلك حسب الضرورة".

سلاح المسيّرات

قال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هاريل، "إن الهجوم الأخير في حيفا بواسطة مسيّرة أطلقها حزب الله، أبرز صعوبة نظام الكشف والدفاع ضد الطائرات بدون طيار، وذلك مقارنة بالنجاحات العديدة التي تسجلها أنظمة الدفاع الجوي في التصدي للصواريخ الباليستية".

وأضاف: "هذه المرة، تمكن حزب الله من ضرب نقطة الضعف في الجيش الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أنه تم إطلاق أكثر من 23 ألف صاروخ ومسيّرة على إسرائيل منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منها أكثر من 1200 طائرة بدون طيار، سقطت 221 في الأراضي الإسرائيلية وتم اعتراض الباقي بنسبة نجاح تزيد قليلاً عن 80%.

 وأوضح: "إن مطلقي المسيّرات يفضلون إرسالها إلى إسرائيل عبر طريق البحر الأبيض المتوسط، وعلى الرغم من أن إسرائيل تتعامل مع هذا الأمر منذ عقد من الزمن، إلا أنه لم يتم بعد تطوير نظام فعال للكشف عن الطائرات بدون طيار في المياه، للتعرف عليها وإسقاطها".

وأشار إلى أنه على الرغم من أن هذا التهديد أصبح واضحًا إلا أن النظام الأمني لم يركز بشكل كافٍ على التعامل معه في مرحلة مبكرة، حتى بعد الحرب في أوكرانيا، والتي أصبح فيها سلاح المسيّرات سلاحًا استراتيجيًا.

استراتيجيات جديدة

ويرى المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي إياد جودة أن التكتيكات التي اعتمدتها الفصائل الفلسطينية المسلحة وحزب الله وأخيرًا إيران خلال الهجمات ضد إسرائيل، أبرزت تهديدًا واضحًا لتفوق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

وقال إن "استراتيجية الإغراق التي يعتمدها خصوم إسرائيل في إطلاق الصواريخ والمسيّرات تسببت في إرباك عمل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، حيث تعمد هذه الجهات إلى إطلاق كميات كبيرة من المقذوفات دفعة واحدة لتشتيت منظومات الدفاع".

وأضاف جودة لـ"إرم نيوز"، "أن استراتيجية الإطلاق هذه تضمن إرهاق الدفاعات الجوية وبالتالي زيادة نسبة الخطأ فيها لتمرير صواريخ نوعية بين الدفعات الصاروخية، إضافة إلى أنه يرفض تكلفة الاعتراض المادية".

وتابع: "إضافة لاستراتيجيات الإطلاق هذه، فإن ظهور تهديدات جديدة مثل الصواريخ الفرط صوتية، وبعض أنواع المسيّرات التي لديها قدرة على مراوغة صواريخ الدفاع الجوي، يجعل المنظومة الدفاعية الإسرائيلية على المحك".

وأعلنت إيران أنها استخدمت خلال الهجوم الأخير على إسرائيل صواريخ "فتاح" الفرط صوتية، لكن إسرائيل نفت ذلك، وقالت إن الصواريخ التي أطلقتها إيران باليستية وليست فرط صوتية.

وأوضح أنه "في إسرائيل يدركون تمامًا أن استمرار التعامل مع هذا الكم من التهديدات الجوية يترتب عليه مخاطر عدة، أبرزها الاستنزاف حيث تكلفة الاعتراض المرتفعة مقارنة بأثمان أقل بكثير للصواريخ التي يطلقها حزب الله وإيران".

وقال المحلل السياسي إن "أمريكا التي تمول غالبية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، تعاني من نزيف مستمر لتمويل الدفاعات الجوية الأوكرانية منذ أكثر من عامين ونصف، وبالتالي فإن واشنطن ستجد نفسها عاجلاً أو آجلاً أمام مفاضلة بين تمويل حلفائها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC