"السخرية المتبادلة" سلاح المناظرة الأولى بين ترامب وهاريس

بدأت بمصافحة قبل أن تنفجر فيها الاتهامات والسخرية المتبادلة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.

الاتهامات اللاذعة كانت حاضرة بقوة خلال أول مناظرة تلفزيونية بين الخصمين في فيلادلفيا.

في ملف الاقتصاد بمستهل المناظرة، تحدثت هاريس عن خططها لخفض الضرائب وتحسين المستوى المعيشي للأمريكيين، ليرد ترامب بالقول إن هاريس "ماركسية".

وأضاف أن "انتخاب هاريس سيمثل نهاية للولايات المتحدة"، مؤكدا أنها لا تملك أي خطة للنهوض بالاقتصاد، وأنها "نسخت" خطة الرئيس جو بايدن.

وشدد ترامب على أن الاقتصاد الأمريكي كان أفضل خلال فترة ولايته، معتبرا أنه ترك "واحدا من أفضل اقتصادات العالم"، ومتعهدا بأنه سيفعل ذلك مجددا، حال عودته للرئاسة.

ملفات خارجية

وفي الملفات الخارجية، تباهى ترامب بأنه "الرئيس الوحيد الذي أجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا"، وفق قوله.

من جهتها قالت هاريس إن إدارة الرئيس جو بايدن اضطرت إلى تنظيف "الفوضى" التي خلّفها ترامب، بحسب وصفها.

وقالت "لقد ترك لنا دونالد ترامب أسوأ بطالة منذ الكساد العظيم.. وأسوأ جائحة صحية منذ قرن وأسوأ هجوم على ديمقراطيتنا منذ الحرب الأهلية، وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلّفها دونالد ترامب".

كما اعتبرت المرشّحة الديمقراطية أنّ الرئيس السابق لن يكون سوى "لقمة سائغة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكّدة أنّه "لو كان ترامب رئيسا اليوم لكان بوتين جالسا في كييف، ولكانت أنظاره متّجهة نحو بقية أوروبا، بدءا من بولندا".

وأضافت متوجهة لترامب: "لماذا لا تخبر 800.000 أميركي بولندي هنا في بنسلفانيا بمدى السرعة التي ستستسلم بها تحت شعار خدمة وما تعتقد أنه صداقة مع... دكتاتور سيبتلعك لقمة سائغة؟".

أضحوكة

واتهمت هاريس خصمها الجمهوري بأنّه "أضحوكة" في العالم، و"عار".

وبحسب "فرانس برس"، قالت هاريس إن ترامب "يمكن التلاعب به بسهولة من قبل بعض أسوأ قادة العالم"، في واحد من الاشتباكات العديدة التي دارت بين الطرفين حول السياسة الخارجية.

وأضافت هاريس مخاطبة ترامب "لقد سافرتُ حول العالم بصفتي نائبة لرئيس الولايات المتحدة، وزعماء العالم يسخرون من دونالد ترامب. لقد تحدثتُ مع قادة عسكريين، عمل بعضهم معك، وقالوا إنّك عار".

وذكرت أنّه "من المعروف أنّ هؤلاء الدكتاتوريين والمستبدين يشجعونك على أن تكون رئيسا مرة أخرى لأنهم واضحون للغاية، يمكنهم التلاعب بك بالإطراء والمحاباة، ولهذا السبب أخبرني العديد من القادة العسكريين الذين عملتَ معهم أنك عار".

حرب غزة

وفي سياق الحديث عن حرب غزة، قال ترامب إن "إسرائيل ستزول" إذا انتخبت منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس رئيسة للبلاد.

ومن جهتها اتهمت هاريس ترامب بالضعف، وقالت "ترامب مخطئ وضعيف في السياسة الخارجية".

وأكدت أن "آلاف الفلسطينيين الأبرياء راحوا ضحية الحرب في غزة ويجب أن يحظى الفلسطينيون بحق تقرير المصير. كما يجب أن تنتهي الحرب في غزة فوراً وإيجاد مسار لحل الدولتين". 

وردّ ترامب بالقول "هاريس تكره إسرائيل ورفضت لقاء (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، ولو كنت رئيساً لما قامت الحرب في غزة ولا اجتاحت روسيا أوكرانيا".

وأضاف "إدارة بايدن منحت إيران أموالاً لدعم الإرهاب، وطهران لم يكن لديها أموال لدعم حماس وحزب الله خلال ولايتي".

تقسيم البلاد

وفي ملف آخر، اتّهمت هاريس ترامب بالسعي "لتقسيم" البلاد من خلال تأجيج التوترات العرقية.

وقالت هاريس "أعتقد أنّها لمأساة أن يكون لدينا شخص يريد أن يصبح رئيساً حاول باستمرار، طوال حياته المهنية، استخدام العرق لقسمة الشعب الأميركي".

ووجه ترامب انتقادات حادة لسياسة الديمقراطيين في ملف الهجرة، ساردا ما وصفتها "فرانس برس" بأنها "قصة مفبركة" عن مهاجرين يأكلون القطط.

وشنّ ترامب هجوما شرسا على المهاجرين، مكرّراً "اتهامات كاذبة" بأنّ وافدين جدداً من هايتي إلى ولاية أوهايو الأميركية "يأكلون قطط" السكان.

وقال ترامب إنّه "في سبرينغفيلد، (المهاجرون) يأكلون الكلاب - الأشخاص الذين جاؤوا - يأكلون القطط، يأكلون الحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك. هذا ما يحدث في بلدنا"، مكررا بذلك قصة مفبركة رغم أن رئيس بلدية مدينة سبرينغفيلد أكّد أنّ هذه القصة لا أساس لها من الصحة.